ام البنين .... تضحية ووفاء
إن إحياء ذكرى أم البنين عليها السلام وذكرى سائر المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وذويهم ومن والاهم كالعلماء والصالحين والصالحات من أهم ما يلزم على المؤمنين القيام به والتشجيع عليه، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته لما في هذه المناسبات من دروس وعبر ففي ذكرى أم البنين عليها السلام مثلا تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة الحافظة لنفسها الذاكرة لله واليوم الآخر المديرة لبيتها المراعية لحقوق زوجها المربية لأولاد صالحين و........ فتتعلم منها وتقتدي بها فتطبق هذا المثال الطاهر على حياتها وتعكس أخلاقها على بيتها لتعيش حياة طيبة هانئة مستقيمة وبذلك تسعد المرأة التي تلقت الدروس من مدرسة أم البنين عليها السلام واتبعتها ويسعد بها غيرها من أولادها وذويها، فيكون الإحسان عائداً لنفسها قبل غيرها قال سبحانه : (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها). بالإضافة إلى أن ذكرى أم البنين عليها السلام وذكرى العظماء رجالاً أو نساءً موجب للأجر والثواب فقد ورد : «من مدح مؤمناً فكأنما أحياه»، فكما أن إحياء الإنسان يوجب الخيرات كذلك إحياء ذكراه قال تعالى:( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
بالإضافة إلى أن ذكرى الأخيار والخيّرات تملأ النفس الإنساني بالصحيح النافع والمنهج المسعد والعكس بالعكس، وعندئذٍ تعكس النفس التي تلقت الذكرى شيئا من تلك الأسوة .. إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وهذا تكليف على كل إنسان بقدر وسعه، قال سبحانه : (لايكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها). وعلى أية حال فسيرة العظيمات تربي العظيمات،، بل وحتى العظماء في الأمور المشتركة كالعبادة والزهد والتقوى، فسيرتهن تربية للرجال والنساء.. والبنين والبنات.. للبشرية جمعاء.فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية ورزقنا الله إتباعها وشفاعتها بقضاء حوائجنا الدنيوية والأخروية آمين رب العالمين.