Ayman ELwardany
هل تأخر سقوط الإنقلاب .. ؟!!!
لكي نجيب علي هذا السؤال لابد أن نعرف جيدا حقيقة الصراع الدائر في مصر الآن ، فقد يري البعص بنظرة قاصرة أن الصراع الحالي في مصر ما هو إلا صراع بين إنقلابيين من العسكر داخل مصر ، وبين رئيس منتخب من الشعب ، انقلبوا عليه فعزلوه طمعا في كرسي الرئاسة
لا شك أن هذه نظرة قاصرة فحقيقة الصراع في مصر ليس صراعا داخليا علي كرسي وحكم ، بل هو في الحقيقة صراع وجود وهيمنة لمعتقدات ودول ، وحكومات عالمية ، ومنظمات علنية وسرية ، خططت طويلا وكثيرا في الخفاء والعلن بعد التوافق فيما بينها لكي تسيطر علي هذا العالم ، تمهيدا للهيمنة عليه تحت قيادة موحدة فيما يعرف بالنظام العالمي الجديد أو الموحد ، هذه الدول وتلك المنظمات تري عن يقين أن أي نظام إسلامي حاكم في أي دولة سيشكل خطرا شديدا عليها ويهدد وجودها ويقضي علي شأفتها ومخططاتها ، وذلك لأن أي نظام إسلامي خالص نقي غير مشوه لا يتبني العنف في الإصلاح والتشريع سيستعصي عليهم ولن يستطيعوا أن يتحكموا فيه ، بل وسيكون العقبة الصلبة والجبل الأشم الذي سيحيل بينهم وبين ما يريدون وما يشتهون
فكيف يكون رد تلك الدول وهذه المنظمات السرية التي تسعي للهيمنة علي العالم والسيطرة عليه منذ مئات مئات السنين ،لو وصل للحكم في مصر نظام إسلامي شامل كامل بل وهذا النظام خرج من جماعة الإخوان المسلمين ؟!!
تلك الجماعة التي تدعو دائما لفكرة الخلافة الإسلامية والتوحد تحت راية الخلافة الواحدة الحاكمة لدول العالم الإسلامي ، فهي حركة إسلامية إصلاحية دعوية سياسية تتبني المنهج الاسلامي الوسطي لإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع ، وتدعو الناس إليه بحكمة وموعظة حسنة بل وأصلت في أدبياتها لأستاذية العالم وحكمه من خلال تطبيق هذا المنهج الإسلامي الرباني الذي وازن بين العقيدة كدين والسياسة كدولة توازنا عجيبا متماشيا مع الفطرة السليمة النقية والعقل الصريح الصحيح
فما من شك إذا أن هذه الحكومات والمنظمات لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا النظام الإسلامي الذي يسعي جاهدا لإرساء قواعد الخلافة الإسلامية التي طالما حاربوها حتي أسقطوها ، ولذلك فإن الصراع الآن صراعا أمميا بإمتياز فهو صراع بين أمتين ، أمة الكفر الصهيو أمريكية الماسونية اليهودية ومن تولاهم من مسلمين ونصاري وبين الأمة الإسلامية التي بدأت تنهض بعد اختيار قائدها اختيارا حرا نزيها معبرا عن إرادتها
ومن المعروف أن صراعا كهذا لن ينتهي في يوم وليلة ولن ينتهي في شهور بل لابد وأن يطول ، فتلك سنة الله في الدفع بين الباطل والحق لحكمة ربانية خالصة كي يتربي جيلا من المؤمنين صبروا وصابروا وثبتوا ولم يتزعزعوا ، كما تربي الرعيل الأول من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فقد حاصرهم الكفار بداية الدعوة في المرحلة المكية في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتي أكلوا ورق الشجر والجلود فهلك من هلك ونجي من نجا والله تعالي يسمع ويري ..
تُري لماذا أخر الله عنهم الفرج وطالت مدة الحصار عليهم وهو القادر سبحانه وتعالي أن ينصرهم ويفرج كربهم بعد حين .. ؟!!!
إنها التربية الربانية الخالصة وله الحكمة البالغة سبحانة وتعالي ، تلك التربية التي تميز الصفوف وتغربل الغث من السمين لأنهم علي موعد مع النصر في يوم يعلمه الله وقدره وقضاه ، حتي إذا ما جاء النصر كان خالصا لأهل الحق والثبات دون غيرهم ، ووالله الذي لا إله إلا هو نحن الآن في مرحلة التربية الربانية الخالصة والتمحيص الإلهي الخالص وحتما ويقينا سنكون في موعد مع النصر ، فالنصر آت لا محالة في موعد قدره الله وقضاه سبحانه ... !!
ولذلك عندما يسقط الإنقلاب سقوطا تاما ونري ماذا سنجني بعده من ثمار سنعلم يقينا بأنه لم يتأخر أبدا ، لأننا بعد سقوطه سنركب الصاروخ نحو عودة الخلافة الراشدة علي منهاج النبوة بجيل قد تربي جيدا ومحصته الأحداث تمحيصا خالصا من كل شائبة ، وستسقط أنظمة ودول بإذن الله تعالي كم كانت عاتية متجبرة .. !!!
#أيمن_الورداني #شبكة_صوت_الحرية #انتخبو_العرص