الشهيد الأول بين خذلان الحائري ونصرة الشقاوات
من أكثر الأمور التي يتأذى منها الإنسان هي عندما تثق بشخص وبعدها يتخلى عنك ويتركك ولا يسأل عنك بل حتى لا يعطيك ولو قول عن خذلانه وهذا ما حصل من الحائري مع الشهيد الأول - قدس سره - ففي كتاب النعماني كان يسميه الشهيد الصدر (ولدي أبا جواد ) فقال الشهيد في الوثيقة رقم (9) " عزيزي أبا جواد، في الفترة الأخيرة جاء إلى الزيارة السيد (...) ...وكان بودي أن تكون قربي لاتحدث اليك بكل ما دار من حديث، كما تعودت في كل قضية، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله..." انظروا جميعًا إلى لهفة الشهيد بلقاء الحائري والوحدة التي كان فيها رضوان الله عليه لكن يا سيدنا الحائري فهل هذا هو جزاء الولد لاحسان والده؟؟؟ فأين هي عدالتك يا سيد كاظم وانت تتخلى عن استاذك وابيك الذي بذل عمره الشريف في سبيل تربيتكم بينما شقاوات النجف لم يتخلوا عن الشهيد الصدر في الحصار المفروض عليه من الصداميين، ضحوا بأنفسهم من أجل الشهيد الصدر وهجموا على العناصر التي كانت تحاصر بيت الشهيد وهذا غير متوقع من هذه الشريحة، وينقل النعماني أن الشهيد الصدر قال:" لو قدر للحجز أن ينفك عنا وتعود الأمور إلى طبيعتها فسوف أصرف قسمًا كبيرًا من الحقوق الشرعية على تربية هؤلاء، إنهم يملكون الشجاعة التي نحتاجها في مسيرتنا الجهادية، هؤلاء أفضل عند الله من الذين تخلوا عنا، أو الذين اتهمونا ببعض التهم ونحن نعاني ما نعاني من الحجز " ص 108 سنوات المحنة... (( لماذا تركت استاذك وحيدا في أيام الحصار!!! )) وحتى أنك لم تكلف نفسك لزيارة مرقده الشريف!!!
سبحان الله لا يوجد ممن نعتهم بأولاده بل وجد هؤلاء الأخيار الذين كانت فيهم حمية العرب والعروبة كما قال الأمام الحسين - عليه السلام- " إن لم يكن لكم دين كونوا أعرابًا" وهذا ما تحقق من شهيدنا الصدر يعني الشهيد الصدر يتوسهم الخير بالشباب البسطاء الأوفياء بعد أن تخلى عنه كاظم الحائري وأمثاله الذين قضى الشهيد الصدر حياته في سبيلهم وفي سبيل تربيتهم علميا مع الأسف، فالمعمم الحائري بعد أن تخلى عن أبيه وأستاذه كيف نتوقع منه أن يشمر عن ساعديه لإنقاذ شباب العراق من الضياع!!! فها هو الصدر الثاني كان يريد منه تحمل المسؤولية بعده ويأتي للعراق لإنقاذ الناس والوقوف معهم فما كانت النتيجة سوى الخذلان واختيار الدعة والراحة !!!
أما الشهيد الصدر الثاني لم يتخلى عن أستاذه الصدر الأول ولا عن الشعب العراقي ولا عن الشباب وتم سجنه إلى أن نال الشهادة ولم يخرج خارج العراق... وكذلك الأستاذ الصرخي لم يتخلى عن أستاذه الشهيد الصدر الثاني ولا عن الشعب العراقي ولا عن الشباب وامتثالا لأمر أستاذه الصدر صار إماما وخطيبا للجمعة في بابل في زمن النظام البائد، فأخذه الصداميون من النجف وسجنوه ثم هجمت عليه قوات الإحتلال، ثم هجمت عليه قوات المعممين الفاسدين في سيف سعد لكنه بقي مضحيًا من أجل شعبه وأبنائه الشباب فأين انت يا سيد كاظم من هذا المنهج المبدئي العلوي الذي أسس له الإمام علي عليه السلام حين بات بفراش النبي صلى الله عليه و آله و سلم ولم يتخلى عن أستاذه؟؟؟؟!!!!