قــــصـــة الــهــزيــمة.. في ضوء بحوث سماحة الأستاذ المحقق الصرخي الحسني .. الجزء الثالث والسبعون .
بقلم \ خالد الجبوري
يكمل سماحة الاستاذ المحقق في المحاضرة الثانية عشرة ما انتهى منه في المحاضرة التي سبقتها حول الحديث عن يوم الوقت المعلوم وذكر عدة شواهد على إن يوم الوقت المعلوم هو وقت وعصر ظهور الإمام المهدي وخروج الدابة وتحقق الرجعة وأورد عدة شواهد على ذلك ومنها الحديث الوارد عن عبد الله بن عمرو قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ {{إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، يَخِرُّ إِبْلِيسُ سَاجِدًا يُنَادِي: إِلَهِي، مُرْنِي أَنْ أَسْجُدَ لِمَنْ شِئْتَ، فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ زَبَانِيَتُهُ، فَيَقُولُونَ: يَا سَيِّدُهُمْ مَا هَذَا التَّضَرُّعُ ؟ فَيَقُولُ إِنَّمَا سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُنْظِرَنِي إِلَى الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ، وَهَذَا الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ، ثُمَّ تَخْرُجُ دَابَّةُ الأَرْضِ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا، فَأَوَّلُ خَطْوَةٍ تَضَعُهَا بِأَنْطَاكِيَّةَ، ثُمَّ تَأْتِي إِبْلِيسَ فَتَلْطِمُهُ}}. المعجم الأوسط للطبراني: بَابُ الْأَلِفِ: مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ//الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: كتاب الفتن// الدر المنثور: جلال الدين السيوطي
هنا في هذا الحديث اعترض عليه ابن كثير وضعفه واعتبره من الاسرائيليات التي قبلها عبد الله بن عمرو من الزاملتين حيث قال ابن كثير بصدد هذا الحديث ( في تفسيره ج2، وأيضًا في النهاية في الفتن: ج1، يقول: هذا حديث غريب جدًا وسنده ضعيف، ) ..
ولكن ما وجه التضعيف والطعن لهذا الحديث الوارد عن عبد الله بن عمرو من قبل ابن كثير في حين يعتبر التيمية المارقة عبد الله بن عمرو من الثقات وقد روى البخاري ومسلم عنه أكثر من 130 حديث وما هي قصة الزاملتين ؟ والحديث عن الزاملتين يجرنا للحديث عن عبد الله بن عمرو فهو ابن عمر بن العاص المعروف بعداوته وبغضه للنبي وأهل بيته وكيف وقف ضد البعثة التي أرسلها النبي إلى الحبشة من المسلمين وحرض ملك الحبشة عليهم وقد اشترك عبد الله بن عمرو في معركة صفين إلى جانب الجيش الأموي بقيادة معاوية بن أبي سفيان ضد الجيش الإسلامي بقيادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذلك بأمر من أبيه وقد لازم ذكر عبد الله بن عمرو للزاملتين وكان أيضا يحفظ التوراة وكثرة تردده على بلاد الشام والروم وكان يتمتع بعلاقات وثيقة جدا مع الروم وقد ورث تلك العلاقات عن أبيه وقد ادعى انه كتب الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وانه وثق تلك الأحاديث في صحيفة اسماها( الصادقة ) وانه قد غنم زاملتين أي ناقتين تحملان كتبا أثناء معركة اليرموك مع الروم ولا ندري كيف استطاع هذا الرجل غنيمة هاتين الزاملتين أثناء المعركة وكيف جمع تلك الصحائف وكيف أوصلها إلى بيته وكيف راح يأخذ منها وينسبها لرسول الله صلى الله عليه واله وكيف استطاع اختراق المسلمين وبث تلك الأخبار مما حوتهما تلك الصحائف وما الذي دعاه الى فعل ذلك مع وجود الأحاديث الكثيرة عن النبي وكذلك كتاب الله تعالى وانه كان قريب العهد من رسول الله وعصر الصحابة فلماذا بث تلك الروايات الاسرائيلية .. أما قصته الكاذبة بأنه قد كتب ودوّن الحديث عن النبي ففيها كثير من الهفوات والخدش وإنها لا تصمد أمام النقد والتحليل فان عبد اله بن عمروا اسلم وهو في السادسة عشرة من عمره في السنة الثامنة للهجرة أي قبل وفاة النبي بسنتين ولم يكون له شأن في الإسلام بل كان أبوه وجده ممن كادوا لرسول الله وحاربوه فهل من المعقول أن يؤثره رسول الله والحالة هذه بتلك المهمة الخطيرة التي تخص التشريع انه لأمر بعيد عن الواقع حتى لو كان عمروا متمكنا من الكتابة وذو قدرة فائقة فيها وكان سيرته يشوبها الشك والريب بشان صحة هذه الصحيفة ..
بطبيعة الحال إن عبد الله بن عمرو من كبار المكفرة والناصبة أتباع التوحيد الجسمي فلماذا تم تضعيف هذه الرواية وطعن فيها من قبل المكفرة التيمية النواصب ولم يأخذوا بها وقالوا إنها ربما جاءت من أخبار الزاملتين التي عثر عليها عبد الله وهي من الاسرائليات اليس هذا من التدليس ( الازدواجي ) - اذا صحت العبارة - أي انه اذا جاءهم خبر فيه مصلحتهم ومصلحة أسيادهم من الأمويين يأخذوا به وإذا جاءهم خبر ليس في مصلحتهم ومصلحة المارقة فأنهم لا يأخذوا به حتى لو كان الخبر جاء من احد ثقاتهم وأتباعهم ومن أقطابهم وهذا الحديث المرفوع عن النبي يدخل في ضمن إنكارهم وازدواجيتهم في تصحيح الأخبار والروايات وهنا يقول سماحة السيد الاستاذ على ضوء ذلك (فقط عندي ملاحظة أريد أن أسجلها هنا: الراوي عبد الله بن عمرو بن العاص، هذا هو الراوي، البعض طعن في صحة هذه الرواية، ما هو سبب الطعن؟ ولماذا يطعن بهذا؟ هذا شيء آخر ليس محل للنقاش الآن، ونترك للآخرين وللباحثين البحث في هذا الأمر، لكن ما هو منشأ الطعن؟ أنا أأتي بقطب من أقطاب المكفّرة، المارقة، الناصبة، أصحاب التوحيد الجسمي، ما هو منشأ التضعيف عنده؟ أو ما هي أحد مناشيء التضعيف عنده؟ يقول مثلًا ابن كثير في تفسيره ج2، وأيضًا في النهاية في الفتن: ج1، يقول: هذا حديث غريب جدًا وسنده ضعيف، ( انا أتيت بهذه الملاحظة وبهذا الكلام وبهذا التعليق من أجل هذه القضية) ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص يوم اليرموك، فأما رفعه فمنكر والله العالم. ( بهذا يعلق ابن كثير، إذن يقول لعل هذا الحديث هذه الرواية من الزاملتين ... ورفعه أي رفع هذا الحديث للنبي ونسبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فمنكر. يعني إذا كان هذا من الزاملتين وقد رفعه شخص إلى النبي ونسبه إلى النبي، أليس هذا من التدليس؟ أليس هذا من الكذِب والكذْب والافتراء ؟ أليس هذا كذْب على الله ورسوله؟ لست أنا من يقول، ابن كثير هو الذي يقول، يقول نسبة هذا إلى النبي منكر. وعبد الله بن عمرو قد نسب هذا إلى النبي، وعبد الله بن عمرو بن العاص ثقة بل ثقة وثقة وثقة وثقة عندهم، فمن نصدق؟ نصدق عبد الله أم نصدق ابن كثير؟ هذا أولًا، فعبد الله بن عمرو الثقة الثقة الثقة عندهم قد روى عنه أكثر من 1300 حديث، وأكثر من 130 حديثًا رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو، إذن هو ثقة وثقة وثقة، فما هي قصة الزاملتين؟ الزاملة هي الدابة من الأبل أو غيرها يُحمل عليها الأشياء. إذن عبد الله وجد زاملتين كل زاملة يحمل عليها مجموعة من الكتب، ما هي هذه الكتب؟ إنها كتب اسرائيلية، كتب أهل الكتاب، هنا ابن كثير يتهم عبد الله ، الآن بناءً على ما نقلنا لكم، بناءً على ما ذكره من احتمال بأن هذا من الزاملتين اللتين أصابهما وحصل عليهما عبد الله بن عمرو بن العاص يوم اليرموك، وأخذ يروي منهما!!! تصور اثنتان من الأبل كل واحدة قد حمّل عليها مجموعة من الكتب ويأتي برواية بحديث بكلام بمقطع بفقرة من الكلام وينسب هذا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قرأنا قبل قليل، وهنا ابن كثير يقول هذا من الزاملتين، يعني هذا من الإسرائيليات، يعني هذا الكلام الذي نسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الاسرائيليات!!! الآن يأتي التبرير؛ ما في الزاملتين؟ هل من الاسرائيليات الصحيحة أو الضعيفة أو المقبولة أو المباحة أو المحرمة أو الممنوعة أو أو أو... ويأتون بتبريرات من هنا وهناك!!! ليس لنا علاقة بهذا، إذن من أين هذه الرواية ؟ من الاسرائيليات، من الزاملتين، من أين يروي عبد الله بن عمرو بن العاص؟ يروي من الزاملتين يروي من الكتب الاسرائيلية، يروي من الاسرائيليات، هل اختلط على الرواة على المحققين على أهل الحديث على أهل الاختصاص الأمر فيما يروي عبد الله؟ نقول: نعم اختلط عليهم الأمر. ثم يقولون على من يأتي بالمنبع الصافي، من يلتحق بالنبع الصافي، من يلتحق بالصفاء والنقاء والقدسية والطهارة؛ بأهل البيت سلام الله عليهم يتهمون هذا بأنه يأخذ من الاسرائيليات، من ابن سبأ اليهودي، أو من فلان المجوسي، وهو يأخذ من الأصل من المنبع من الصفاء من النقاء!!! المارقة يأخذون من الزاملتين من الكتب الاسرائيلية ولا يأخذون ويذكرون شيئاً عن أهل البيت سلام الله عليهم!!! عن منبع الحكمة، عن القرآن الناطق، عما أوصى بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأوصى باتباعهم عليهم الصلاة والسلام، لا يأتي المارقة بهذا!!! ونحن لا نتهم عبد الله بن عمرو في هذا المقام وفي هذه الرواية بل نحن نرجّح ونؤكد بأن هذا المعنى قد صدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لكن عندهم شيء وفي قلوبهم شيء وأشياء على أساسيها يطعنون بهذا ويقبلون هذا ويرفضون ذاك حسب ما يشتهون( ..انتهى
ومن الحديث هذا نفهم انه عند خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها فانه سوف يحل الوقت المعلوم الذي اُجل لأجله إبليس ونُظر إلى ذلك وذلك في آخر الزمان وعند حلول العلامات أو اقتراب الساعة والمهدي من علامات الساعة إذن فمن الممكن أن يقتل إبليس عند ظهور الإمام سلام الله عليه ومن هنا نستطيع أن نستقرأ المستقبل ونتنبأ ونتيقن إن إبليس وأتباعه وأحزابه لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولا يحركوا ساكنا وهم قد يعلمون إن نهايتهم قد اقتربت على يد الإمام المهدي وتحقق الوعد الإلهي في اليوم الموعود فلابد لإبليس أن يفعل المستحيل وينشر أحابيله وخدعه واختراعاته وقياساته وصنائعه وخيله ورجله ويستفز الناس بصوته وينشر صوره في كل مكان وربما يكون هو القائد والمرجع الأعلى ويجعل الناس يطيعونه ويعبدونه من دون الله كما فعل بني إسرائيل بعبادتهم للعجل الذي صنعه لهم السامري وتكون حربه هذه هي الحاسمة والنهائية والتي يعد لها الشيطان كل إمكاناته المادية والإعلامية والعسكرية والتثقيفية والإلحادية والإباحية والأدوات والوسائل والآليات التي يسيطر بها على عقول الناس وقلوبهم ..
ثم يضيف سماحته قائلا .. ( قال خروج الدابة بعد طلوع الشمس فإذا خرجت قتلت الدابة إبليس وهو ساجد. إذن يقتل إبليس، ومقتل إبليس هذا هو الوقت المعلوم، الوقت المعلوم إذن في آخر الزمان، عند حصول علامات الساعة، والمهدي من الساعة ومن علامات الساعة، وبعده يتمتع المؤمنون في الأرض وبعد هذا يموت المؤمنون ويبقى الكافرون فيتهارجون في الطرق تهارج البهائم إلى أن تقوم الساعة عليهم، إذن متى مات إبليس؟ قبل قيام الساعة، ومتى الوقت المعلوم؟ قبل قيام الساعة) انتهى ..