هنا القاهرة ... هنا القاهرة إذا ما نظـرتَ من الطـائرة ستعـرفُ أنّ هــنا القـاهرة وأن الذي شقـها ليس نيــــلاً ولكنها طـعنةٌ غـــــــــــادرة هنا ثورةٌ قد محـاها الغـــباء ودنيا تُمـزقُ في الآخــــــرة هنا مصــرُ تفقـــدُ أبناءَهـــا وفي عينــها نظـــرةٌ حائـرة هنا الدم يجري على الأرضِ ماءً هنـا يُقصـفُ الفكرُ بالطـــــــائرة هـنا المسـرحياتُ والمخرجون قطــارٌ يســـــير بلا قــــــــاطرة وقــسٌّ تجلّــى وشيــخٌ تخلّـــــى لتشــــرح ملتَنا العـــــــــــاهـرة وشيـخٌ تحلّى بعقـــد الفتــــــاوى وشيخٌ تــدور به الـدائـــــــــــرة وآخـرُ في الجب ثـــاروا عليه وألقــوه في ليلةٍ غــــــــــــابرة وفـوق المــسـاجد راح الصليبُ يبـوح بترنيمةٍ ماكـــــــــــــــرة هــنا النـاسُ تصــنع ثوراتهــــا وتأكلـها عجـــوةً فــــــــــاخرة هــنا الجنـدُ غـادر كل الحدودِ ليضربَ في القلبِ والخاصرة هـنا المـوتُ أقربُ من ناظريْك يواتيك في البـرد والهاجــــــرة فإن شئت ذبحاً وإن شئت حرقاً وإن شئت من طلقةٍ غــــــــادرة هـنا الثابتـون هنا الصامدون وأحلامهم للـردى عـــــــــابرة فـإن عشتَ فامضى مع الخالدين إلى جنةٍ بالرضـــا عــــــــامرة .