بقلم: عماد كمال
التحالف الانقلابي وبداية الانهيار
أكبر مشكلة ستقابل السيسي بعد تسلم الرئاسة هي محاولته للسيطرة على عجلة قيادة الدولة بمفرده.. فمن يدقق في أوضاع البلد خلال الفترة الماضية يتأكد له أن قبضة السيسي على مؤسسات الدولة كانت في غاية الضعف، وأن كل جهاز من أجهزة الدولة وكل فصيل من فصائل الانقلاب هو مدير نفسه ويعمل في إطار خدمة مصالحه الشخصية بالدرجة الأولى.
فالشرطة تصفي حساباتها مع الثورة وترغب في استعادة هيبتها بعد أن مزقها الشعب خلال ثورة يناير وما بعدها.
والقضاء يريد الإسراع بتدمير الإخوان وبقية فصائل الثورة لعلمه أن عودة الثورة للسيطرة على مقاليد البلد ستعني فتح ملف فساد القضاء وملف التعيينات بالواسطة ... وهو ما سيؤدي إلى نزول أغلبهم من منصة القضاء إلى قفص المجرمين..
أما الإعلام فقد حول نوافذه التليفزيونية والصحفية لمساندة من يدفع أكثر .. وأخطر ما يواجه أباطرته الآن هو أن يتم الاستغناء عن خدماتهم فيتحولوا من مرتزقة إلى إعلاميين.
والفلول يريدون إعادة تنظيم الحياة الاقتصادية سريعا على الأسس القديمة ليستطيعوا تعويض خسائرهم الهائلة عن فترة التوقف وتعويض نفقاتهم لتمويل الانقلاب.
أما الجيش فيريد أن يسير بالبلد في اتجاه استقرار يسمح له بقطف ثمار الوصول للحكم وثمار تأمين ميزانيته ومشروعاته فيبدأ في مرحلة تنظيم وتوزيع الغنائم.
ولقد نجح السيسي في تجنيد كل تلك الفئات خلال الفترة الماضية لصالحه عن طريق عدم تحجيم مصالحهم مقابل مساندتهم له في الوصول للحكم وفي القضاء على عدوه اللدود وهم الإخوان. فأعطى للجميع انطباع بأنهم أصحاب مشروع مشترك.
أما الآن وقد استقر له الحكم وأنجز هدفه، فمن المحتم أن يبدأ تقاطع المصالح في الصعود إلى السطح. فالسيسي وبعد كارثة عزوف الجماهير عن انتخابه .. ومع بقاء المعارضة النشطة في الشارع، والتي يمكن أن تجتذب المزيد من الشعب إذا لم ينجح سريعا في استرضاءها .. وجود هذا الوضع يجعله مضطرا لتحجيم الاندفاع الجنوني لبقية فصائل الانقلاب نحو تثبيت مصالحهم، ويحتم عليه أيضا ركوب موجة ثورة يناير بهدف ضم ما يمكن ضمه من الملايين العازفة عن دعمه خاصة من الشباب.
باختصار فنحن أمام المشاهد الأخيرة من شهر عسل مؤقت.
#ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_الاخوان_المسلمين #شبكة_صوت_الحرية
