اخر الاخبار

الإثنين , 2 يونيو , 2014


مايكل سيدهم يكتب ... "الـ" مسيحيون ضد الانقلاب!!

لقد رأينا وشعرنا جميعاً بتراجع حجم التأييد و التهافت من جانب كثير من المسيحيين تجاه الاشتراك أو التصويت في مهزلة الانتخابات كما سماها الانقلاب من أجل التصويت "لابن الآلهة محروس عين نينه" ذاك السيسي الذي كان يحلم بالرئاسة. فسنتحدث معاً عن هذا الأمر في الأسطر القادمة و أجيب في عدة نقاط عن سؤال لماذا تراجع حجم التأييد للسيسي من جانب المسيحيين؟!.

أولاً: يعود أحد الأسباب الذي أعتبره الأفضل أن كثير من الشباب المسيحيين كما كل الشباب المصري كان قد اشترك في الثورة المصرية: ثورة يناير الفريدة، والوحيدة، وذاق معني الحرية، و التحرر من العبودية، والتبعية لاستبداد السلطة التي تفرق بين المصريين لكل الأسباب بهدف التسلط عليهم، وإذلالهم لا حكمهم.

كما أن الكثير منهم وقف ضد مبارك، وضد حكم العسكريين، وضد المشير طنطاوي، وسامي عنان، وضد كل من اشتركوا في مذبحة ماسبيرو، وغيرها.

فهؤلاء علموا أن حكم العسكر يعود من جديد في شخص السيسي، و هو يعيد إحياء هذه المفاهيم و يكرس لما كان سابقاً مهما كانت الادعاءات بغير هذا.

هؤلاء الشباب هم من أراهم عبر عن هذه المرحلة بتفهمهم، و إيمانهم بالديموقراطية، ورفضهم للاشتراك في تمثيلية محسومة نتائجها، بل ومزورة، وهؤلاء هم الذين يستطيعون أن يتحدوا مرة آخري مع الثورة من أجل التصدي لأعدائها الذين باتوا معروفين للعيان، ويتصدرهم زعيم الثورة المضادة كما وصفه الأستاذ خالد علي مرشح رئاسة الجمهورية السابق.

ثانياً: هو السبب التقليدي الذي دفع الكثيرين من المصريين لعدم الاشتراك إذ كانوا يعرفون تماماً النتائج مسبقاً ففضلوا الجلوس في المنزل عن المشاركة في أي شيء، وهذا الجزء يدخل ضمن حزب الكنبة الذي لا يهتم في الحقيقة لمن ينجح أو يفشل بل فقط يهتم للقمة العيش التي لم تتحسن علي الإطلاق خلال الأشهر العشرة السابقة.
بل علي العكس ساءت تماماً فكان تصويتهم هو علي الجلوس علي الكنبة، والابتعاد عن هذه التمثيلية، وهذه الفئة هي الفئة الخاملة التي لم تعد تهتم لأي شيء بسبب ما تعرضوا له من تجريف علي مدي أكثر من 30 عاماً، وهذه الفئة من الصعب جداً أن تتحرك لأي سبب من الأسباب، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الإعلام الذي يجب أن تعاد هيكلته بالكامل في جميع المعسكرات المتصارعة اليوم.

ثالثاً زيادة حجم الشريحة الشعبية من المسيحيين التي باتت اليوم ترفض كل ما يحدث علي المشهد السياسي المصري، وفقدت الأمل في الجميع من الجيش و الداخلية، والإخوان، وحتي الكنيسة، وهذه هي الفئة التشاؤمية التي دفعتها سوء الأحوال علي مدي الثلاث سنوات الماضية إلي الغرق في ضيق الأمل و اليأس، وهؤلاء لا يمكن تحريرهم من البؤس إلا من خلال عمل سياسي وطني حقيقي تشاركي يتيح الوجود للجميع في اطار ديموقراطي يؤمن بالحريات، و حقوق الانسان و يحمل رؤيا حقيقية للخروج من الأزمة تحظي بتوافق داخل و خارجي.

رابعاً: هو حدوث حالة من التمرد لدي بعض المسيحيين علي الكنيسة لما باتت تلعبه من دور سياسي علي عكس ما تعلم به، واتضح لهم هذا من خلال تصريحات البابا، ورجال الكنيسة المتواترة التي لا تحمل إلا رسائل سياسية سلبية تسئ إلي الكنيسة، وإلى مسيحيين كثيرين تربوا، وترعرعوا في الكنيسة، ولم يعرفوا طريقها حديثاً فقط. كما الأغلبية الباقية من المسيحيين، وهؤلاء يعرفون ما يليق و ما لا يليق فيما تقوم به الكنيسة اليوم من دور سياسي.
وهذه الفئة هي من المتدينين المسيحيين من الشمامسة، والخدام الذين لا يزالون علي عكس الكنيسة يحفظون التعاليم المسيحية، و يرفضون أن يكونوا وقوداً لإشعال مصر بالتفريق بين أبنائها بسبب الدين لأنهم، ولطالما كانوا يعيشون جنباً إلي جنب مع المسلمين دون أي مشكلة تربطهم أواصل الأخلاق والود و المحبة، والاحترام المتبادل.

فأقول لكل المسيحيين الذين لا يزالون يؤمنون بالسيسي علي أنه منقذهم، إنكم لستم إلا شركاء في الدماء، وشركاء في الفتنة الطائفية التي تؤججون لها بهذه المواقف التي تهين الدين المنسوبين إليه، و تهين مصر كلها، بل ولا تختلفون في شئ عن بعض المتطرفين الذين يفضلون القتل علي الحوار و سفك الدماء علي بناء الدولة و لربما ينتظركم نفس المصير بالنهاية.

وأخيراً أقول أننا نفتخر بما استطاعت أن تحققه حركة مسيحيون ضد الانقلاب من نجاح ولو نسبي في توعية المصريين كافة بخطورة ما يفعله الانقلاب العسكري في مصر، وشعبها، وأن هذه الحركة السياسية، وبالرغم من محدودية امكانياتها فإننا استطعنا أن نحقق جزء كبير من الأهداف التي أنشأت من أجلها الحركة .
فهذا الانقلاب زائل لا محالة، ولكن مصر، وشعبها باقون ما بقي الزمن. ومصر وطن للجميع و بالجميع، ومن أجل الجميع في وحدة وطنية حقيقية غير مفبركة كتلك المزعومة انتخابات، وأقول للكنيسة التي تؤمن بالسيسي أن ارفعوا أصواتكم أعلي، وأعلي فلربما إلهكم السيسي يكون نائماً هنا، أو هناك، وأما نحن و مصر فنعبد الله الواحد القادر علي أن ينصر الحق مهما طال الزمن.

______________
*عضو مؤسس #مسيحيون_ضد_الانقلاب

المصدر: الجزيرة مباشر مصر

#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_الاخوان_المسلمين
#شبكة_صوت_الحرية

بقلم: #الميدان

القراء 1195

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net