توضيح اللبس حول المندس.
================
اليوم وجدت سيلاً من الكتابات منها ما يتهم الرئيس مرسي و الإخوان بالضعف و السذاجة حتى وصل الأمر لتحميلهم مسؤولية انقلاب 30 يونيو، و دماء الشهداء و الدعاء عليهم.!!!
و منها من يمرر التهمة مع التبرير و يستشهد بأحداث الغزوات مع النبي صلى الله عليه و سلم.
و منها من شكك في نوايا الجزيرة و توقيت عرض الفيلم و أهداف صانع الفيلم ... إلخ.
و منها من ذهب يدافع عن الرئيس الشرعي محمد مرسي و الإخوان و ينفي عنهم التهم.
دفعني ذلك إلى البحث عن نسخة الفيلم و مشاهدتها و مراجعتها و تدقيقها من أول ثانية إلى آخر فريم في الفيلم، و بعيداً عن التفاصيل و عن اتهام النوايا التي هي في علم الله.
أولاً:
الفيلم قاصر و يلقي الضوء على جانب واحد من الأحداث التي جذبت اهتمام صانعه و التي تمكن من تسجيلها.
ثانياً:
على المستوى الاستراتيجي لا توجد بالفيلم أية مفاجئات، الصورة كما رأيناها و بحت أقلامنا كتابة عنها منذ أواخر 2011 كما هي.
دولة عميقة تتكون من: جيش+ شرطة + سلطات تنفيذية + سلطات تشريعية + رجال أعمال الفساد + إعلام + فنانين + مشايخ + بلطجية، تقاوم: ثورة شعب مقهور يتقدمه طليعة ثورية مكونها الرئيسي إسلامي و على رأسهم الإخوان، مع قليل من المسيحيين و بعض الشرفاء من التيارات الأخرى )، هدفها تغيير النظام و إطلاق الحريات و القضاء على الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية، حصلت بشق الأنفس على رئيس مدني، تحاربه الدولة العميقة من قبل ترشحه، و تتآمر عليه كل أجهزة الدولة بدلاً من التعاون معه، و على رأسها جهاز المخابرات.
ثالثاً:
النقطة المفصلية في الفيلم هي زيارة صاحب الفيلم لرئاسة الجمهورية و تقديم معلوماته لأحد المسئولين.
- ذكر صاحب الفيلم قول المسئول (يهمني العسكريين)، و هو قول سليم و في محله لأنه كان يبحث عن الرأس التي تحرك تلك الذيول.
- و ذكر أيضاً رفض المسئول لاقتراحه بدس عناصر خاصة من خارج الأجهزة الأمنية بين المتظاهرين، و هذا أيضاً يتناسب مع طبيعة عمل مكتب رئاسة الجمهورية فهو ليس مكتب للتجسس، و قيامه بهذا العمل مخالفة دستورية و غباء سياسي يدين رئيس الجمهورية و طاقمه الذين كانوا يعلمون أنهم تحت الرقابة الدائمة في انتظار هفوة واحدة.
أما عن رأي صاحب الفيلم، (و الذي تبناه بعض مناوئي الإخوان)، بأنهم لو أخذوا بكلامه لما وصلنا لما نحن فيه فليعتقد ما شاء و ليدَّعوا ما يشاءون، لكن الدلائل المنطقية و الصورة الكاملة للأحداث تؤكد خطأ هذه النظرية و ذلك الاعتقاد، و لو حاول الرئيس مرسي مواجهة أجهزة المخابرات و البلطجية بجماعة الإخوان المسلمين لاستعدى الشعب، على نفسه و على جماعته و لزاد الطين بلة، و لتوفر الغطاء الشرعي لانقلاب مدبر كان سيحدث في كل الأحوال، لذلك فقد ركز الرئيس و الإخوان على كشف ورق التوت عن المؤامرة ليقف الانقلابيين عرايا أمام هذا الشعب لعله يفيق و ينتزع حريته، و دفعوا في سبيل ذلك ثمناً غالياً و لا زالوا يدفعون.
........بقلم / محمد عبد العزيز ........