(اغتصاب وطن ) !
بقلم :الشيخ تامر نصار
( انا عاوز أحمى البنات أمهات المستقبل ) !! .. تذكرت هذه الكلمات الرئيس الشرعى حامل القرآن .. ذلك الرجل الشريف الفاضل المجنى عليه .. تذكرت كلماته وانا اتابع تلك الفضيحة الكبرى التى فجعتنا فى مشهد بربرى همجى قذر مقزز مفزع فى احتفالات شعب السيسى بكبيرهم السفاح ،، خائن الأمانة ،، قاتل الأبرياء ،،منتهك الأعراض ،، محرق بيوت الله ،، معتقل الأحرار ،،سارق أقوات العباد ،، الطاغوت خادم الطواغيت ! مشهد يعبر عن مصر السفاح الديوث تلك التى وعد شعبه قائلا ( بكرة تشوفوا مصر ) فإذا بها تنطق فى أول لحظات مسرحية تنصيبه وبعد عام تقريبا من حكمه ! بفضيحة مدوية لشعب من الهمج الرعاع منزوعى الأخلاق بل منزوعى الآدمية بل منزوعى الفطرة فصدق فيهم قول الله تعالى " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون أن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا " . فالميدان الذى شهد سجود الشكر وصفحات التكبير عند فوز حامل القرآن - حفظه الله وفك أسره - بالرئاسة هو نفسه من شهد أبشع عملية اغتصاب جماعى عند الاحتفال بمغتصب السلطة ! ولا عجب ! فالقرآن الكريم أخبر عن هذه أيضا ! عن متلازمة الطغيان والفسق ! ألا ترى إلى قوله تعالى عن الطاغية فرعون " فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين " وبين كذلك سر عداوة الطغاة للدين فى قوله تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وأمان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " ففرعون هو فرعون فى كل زمان وقد كان يحذر من دين يعلم الناس إلا يخضعوا إلا لربهم الأعلى بحق ! وهذا كفيل بجعله تحت الأقدام ﻻ ينفعه بطشه ولا جبروته كما طعنه بها السحرة على الملأ " ﻻ ضير" ، " اقض ما انت قاض " فاهانوه وفضحوه وسجدوا لربهم رغما عنه وأمام عينيه ! وتوالت الضربات فوق رأسه فآمنت امرأته ومؤمن آل فرعون وماشطة ابنته ولم يبالوا جميعا ببطشه لأنهم أصبحوا أصحاب قضية .. ليست كأى قضية .. بل قضية دين ! ذلك الدين الذى ارتبط دائما بضبط الإنسان بضوابط الشرع ليرتقى به خلقا وقولا وعملا .. أما الطاغوت فيحتاج إلى أقوام ﻻ مبادئ عندهم .. يأكلون ويتمتعون كما تأكل الانعام .. ثم ﻻ يبالى بهم أن يحرمهم حتى فرص إشباع الشهوة بطريقة نظيفة حلال واشباع البطن بكرامة بل إنه يستلذ باذلالهم ويتمادى فى اهانتهم ويحرص أن يظلوا دائما عراة حفاة جياع جهلة همج رعاع ! وهم مع ذلك يسبحون بحمده ويحمون ملكه ويحاربون بسيفه ! والفرعون هو الفرعون ! فى كل زمان يزعم مع فجوره انه حامى الأخلاق " ذرونى اقتل موسى وليدع ربه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد " ويزعم ان المنقذ لامنهم من القلة المنحرفة " ان هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون " ،، ومن حوله الملأ يطبلون له ويدلسون على أتباعه المغفلين " أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك " والملأ هم الملأ ! الفسقة والفسدة واللصوص والمنافقين والمنحرفين ! ولا يخلو الملأ بالطبع من دجال يلبس أفعال الفرعون لباس الدين ! ( لا أدرى أن كانوا قديما بلحية كمنافقى حزب الزور أو عمامة كشيخ الأزهر لكن ﻻ يهم الشكل على كل حال ! ).. أما الشعب .. شعبهم فهو نفس الشعب أيضا ! اذلهم فرعون فاطاعوه وبقي نسلهم المشئوم على مر العصور يأبى وينكر لكل ما هو نظيف وطاهر ! اذلهم العسكر بأكبر هزيمة عسكرية فى 67 وفتحت أبواب السجن الحربي ليعذب الناس بفظائع يندى بها الجبين وحفظوا أسماء جلاديهم من جند عبد الناصر ..حمزة البسيونى .. شمس بدران .. الخ ! هؤلاء العسكر الذين فتحوا الأبواب للشيوعية التى زعمت أن الدين أفيون الشعوب ! ونشرت الفجور والفسق بطبيعة الحال ! حتى أعطوا الجنود صور الراقصات وقاموا لهم حفلات الرقص ! وبينما الطاغوت يسخر من الدين ويملأ سجونه بالعلماء والشباب والمصلحين اتتهم هزيمة منكرة فخرجوا يبكون لأجل بقاء الطاغية صانع الهزائم والفضائح ! وظل عندهم هو الرئيس المؤمن والرمز الوطنى !! ..
إن هذا المشهد الفاضح لهو نتاج سنوات طويلة من حكم الفرعون العسكر الذى ملا سجونه بحاملى الدكتوراة واساتذة الجامعة وصفوة الشباب وأطهر النساء وفتح أبوابه للفنانين والراقصين والفاسدين قائلا لهم " نعم وإنكم اذا لمن المقربين " ! ..،،
ذلك العسكر الذى خوفت أذرعه الإعلامية من حكم اسلامى يحرم الخمر والبكينى وينقى مناهج التعليم ويضيق على الفيديو كليب ومشاهد التعرى ! فانقلبوا عليه كما ليعلنوا أن مصر هويتها علمانية وان شعبها رفض أن يساق إلى المساجد وان لهم رب وللآخرين رب ! فإذا بهذا المشهد المقزز يفضح آثار عبادتهم لربهم فى مقابل سجل نظيف من حالة واحدة من التحرش فى مظاهرات الإسلاميين رغم أنها حاشدة بالفعل وليست بكاميرا المخرجين ! فظهر واضحا أثر عبادة كل فريق لربه !! ..
إن مشهد التحرير الفاضح ليس ضرره فقط فى كونه فضيحة تؤثر على بلد يزعم قائد الانقلاب فيه أنه أتى بالأمن فى حين وقف جنوده يشاهدون هذه الجريمة بإيادى مترددة فى إطلاق النار .. تلك الايادى المنطلقة بلا حساب فى قتل المتظاهرين ! ،، وليس ضرره فقط لكونه يؤثر كفضيحة عالمية على اقتصاد بلد ينتظر الاستثمار والسياحة ! وﻻ حتى لكونه وقع فى بلد الأزهر من الشعب المتدين بطبعه ! وانما هو جرس إنذار و نذير شؤم أن استمرار هذا الانقلاب يعنى نهاية كل ما له صلة بالآدمية فى هذا البلد ! وان الذين ينتظرون المطر عليهم أن ينتظروا الحجر !
#احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية