إغتصاب السياسة والتحرش الأخلاقي
تحويل المشاهد السياسية إلى مشاهد احتفالية صنعة تجيدها النظم الاستبدادية ضمن عمليات تشكيل الرضا الكاذب، الشرعيات المعبرة عن رضا المحكومين عن حكامهم لا يمكن نيلها بعمليات احتفالية، والمشاهد الاحتفالية المقترنة بمشاهد التعبئة فى نظم اعتادت تصنيع الزيف والتضليل حتى تزين أحوال استبدادها ومسارات فسادها، اغتصاب السياسة رأس كل خطيئة، وهو مقدمة لانقلاب الأخلاقيات والقيم، الانقلاب فى جوهره انقلاب على القيم السياسية والأخلاقية، ذلك أن العلاقة بين المنظومة السياسية والمنظومة الأخلاقية القيمية علاقة شديدة التركيب، وتضيف الحالة الانقلابية والحالة الثورية إلى تلك العلاقة تعقيداً على تركيبها فى حالة تدافع حقيقى بين قيم الثورة الحقيقية فى الخامس والعشرين من يناير وقيم الثورة المضادة التى عادت الى الواجهة بعد الانقلاب العسكري فى الثالث من يوليو.
لا زلت أتذكر أستاذنا المرحوم الدكتور حامد ربيع حينما درّسنا ما أسماه آنذاك بـ” الظاهرة الجماهيرية ” والمجتمع الجماهيري والسلوك الجمعي والحشدي والمجتمع الجماهيري وما يرتبط بذلك من ظواهر الهياج الجماهيري والذعر الجماعي، درسنا ذلك على هامش دراستنا لظواهر الرأى العام، قد تكون ظواهر جانبية أو عرضية إلا أنها لها من الدلالات المجتمعية والسياسية فضلاً عن ارتباطها بالمجال العام والمجال السياسي، وكانت أهم قاعدة تعلمناها وتوقفنا عندها فى الظاهرة الجماهيرية “أن هذه الظاهرة يمكن إثارتها كما يمكن تحريكها من سلطات وسلطان السياسة ولكن لا يمكنه بل يصعب وربما يستحيل التحكم بها أو السيطرة عليها في تأثيراتها، أو توابعها أو آثارها الجانبية، أي أن إمكانات التحريك لا تعني استمرارية إمكانات التحكم والسيطرة.
#احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية