أياد الناظر: لماذا كان حفل إغتصاب مصر مطولا؟
كثيرون تعجبوا من إمتداد حفل إغتصاب مصر لأكثر من 12 ساعة متخطيا بذلك حفلات الزفاف والأعياد!!
وفي الحقيقة كنت سأتعجب إن لم يكن ذلك فالقوم في حالة رد الفعل من يوم ظهور الرئيس في محاكمته الشهيرة في الثاني من نوفمبر وكل ما شهرناه يوم الثامن من يونيو الموافق ذكرى سقوط سيناء في أيدي الصهاينة ما هو إلا ردود فعل كما سيلي توضيحه.
القوم يبحثون عن أي طريق من يوم إفتضاح أمر قائدهم في مسرحية الإنتخابات بمقاطعة تاريخية للشعب متخطيا بذلك كل التوقعات وهو ما وثقه إعلام الإنقلاب بلطميات شهيرة. فهذا ما تفتق عنه ذهنهم: دعوة اكبر عدد ممكن من شهود الزور على واقعة الإغتصاب عساها تمحو الصورة الباهتة التي ظهر عليها قائد الإنقلاب والذي طالما روج له مريدوه بأنه معشوق الشعب بشعبية تاريخية سبقت الأنبياء.
وجاء مشهد إستقبال الوفود الأجنبيه كرسالة مفادها إظهار الهيبة والأهمية وهما الذان حطمهما الشباب الثائر طوال الشهور الماضية فما عاد ينظر معظم شباب مصر الا على أنه هاشتاج وربما أقل كما أنه محاولة لإظهار الإعتراف الدولي والدعم الإقليمي.
ثم تفتق ذهنهم عن إختراع عجيب وهو وثيقة لتسليم السلطة وكانما مصر منقول يتم تداوله بإستخدام العقود في تقليد غير معروف الا في مراسيم الهبات التي كان يصدرها الملوك للدوقات والأمراء في أوروبا الوسطى. وهذا في محاولة يائسة لإنتاج شرعية أو صورة تعبر عن الشرعية، فالقسم أمام محكمة دستورية لا يكفي لمعادلة قسم الرئيس مرسي أمامها نظرا إشكالية كون المعين الطرطور رئيسا فعليا لها من يوم الإنقلاب بقيادة السيسي.
وأخيرا هناك المشهد الختامي حيث يأتي الطرطور ومعه قائد الإنقلاب أمام محفل من الف ونيف من الحضور لا نعرف منهم غير القليل في مشهد إحتفالي مكلف وبه لمسات ملكية وربما إمبراطورية لا تخطئها عين والهدف الأبرز من وجهة نظري هو محاولة أخرى يائسة لمعادلة نجاح الشباب في هز صورة رجل الإنقلاب الأول وتحطيم هيبته المصطنعة ثم هو محاولة أيضا لمعادلة قسم الرئيس أمام عشرات الآلاف من الثوار في ميدان التحرير.
من كل ما سبق نكتشف أن كل هذه الإحتفالية المطولة ما هي إلا سلسلة من ردود الأفعال إجتبسوها في صدورهم وأفرغوها دفعة واحدة عساها تفت في عضد الثوار وتحبط ضعاف النفوس.
وسبحان الله القاهر فوق عباده فقد سخر غباءهم بحكمته لإفساد كل ما صنعوه بأيديهم كما سيلي ذكره:
فقد أفسدوا مشهد المحكمة الدستورية بنزول قائد الإنقلاب من طائرة عسكرية فاختزل كل الصورة بإعادة شريط ذاكرة الجمهور للثالث من يوليو والتي يمكن أن نقول ان التاريخ توقف عندها بالنسبة لهم وما زالوا يراوحون في مكانهم من وقتها.
ثم آفسد حفل إستقبال الوفود غياب الشخصيات الهامة بإستثناء رعاة الإنقلاب الإقليميين (الإمارات والسعودية والكويت) ناهيك عن حضور شخصيات تندر عليها الشباب في الشبكة الإجتماعية مثل رؤساء الإنقلابات في غينيا الإستوائية والكونغو ووزير الثروة الحيوانية السوداني!!
وتكفل قائد الإنقلاب بنفسه بإفساد الحفل المسائي بعجزه عن قراءة ما كتب له وأخطاء خطابية مخجلة مثل وعده بالتعاون مع رجال الأعمال الفاسدين أو استعانته ببيت شعر حافظ إبراهيم فشل في قرائته وحذف منه كلمه أفقدته معناه.
إذا فنحن أمام سلسلة من ردود الأفعال التي حشرت في يوم واحد تعبيرا عن أزمة الإنقلابين وفراغ أيديهم من الفعل وبقائهم في خانة رد الفعل بعد ان افرغوا كل ذخيرتهم واسلحتهم مبكرا وبهذا فإن الفعل ما زال زمامه بأيدي الشباب الثوار في الشارع فلهم الكلمة الأخيرة وسنرى في مقابلها المزيد من ردود أفعال الإنقلابين ورئيسهم.
#احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية