روبرت فيسك: سايكس بيكو ماتت .. ومستقبل الشرق الأوسط مفزع
نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن المحلل البريطانى روبرت فيسك قوله إن اتفاقية سايكس التي قسمت الشرق الأوسط دول صغيرة تابعة للغرب إبان الحرب العالمية الأولى قد ماتت، وأن القادم سيكون مفزع.
ولفتت الصحيفة إلى أن وليد جنبلاط أحد قادة الدروز فى لبنان أخبر روبرت فيسك بأن المعركة الجديدة التى يقودها الجهاديين السنة والتى أدت إلى سيطرتهم على شمال وشرق سوريا ووسط العراق قضت على مؤامرة سايكس بيكو.
وقال فيسك إن تتابع الأحداث يكشف عن السبب الذى جعل وليد جنبلاط يعتقد أن المأساة الحالية قتلت سايكس بيكو لكنها جعلت أرثر بلفور يبتسم فى قبره.
وأشارت الصحيفة إلى قول فيسك ان سايكس بيكو قسمت الشرق الأوسط عقب سقوط الدولة العثمانية إلى دويلات صغيرة يتم حكمها بواسطة الغرب، مشيرة إلى أن تنظيم الجمهورية الإسلامية فى العراق والشام تقاتل على من أجل وجودها.
وأوضح فيسك إلى أن المقاتلين السنة التابعين لتنظيم القاعدة لا يعترفون بالحدود الرسمية بين سوريا والعراق والأردن وفلسطين والتى تم وضعها بواسطة بريطانيا وفرنسا، مشيرا إلى سقوط الموصل فى أيديهم يؤكد سقوط التقسم الذى وضعه الحلفاء إبان الحرب العالمية الأولى.
وقال فيسك إن سايكس بيكو خيمت على الشرق الأوسط فور إقرارها حيث سمحت لبريطانيا بتنفيذ وعد بلفور عام 1917 الذى ساهم فى إنشاء الدولة اليهودية بدعم بريطانى فى فلسطين.
وأوضح فيسك أن العرب والإسرائيليين ربما أصبح الآن أكثر إدراكاس للتغيرات التاريخية وأهميتها السياسية، مشيرا إلى أن معركة الاسبوع الماضي في الموصل أسقطت خريطة الشرق الأوسط التى رسمها الغرب.
وأشار فيسك إلى أن سيايكس بيكو منحت فرنسا سوريا ولبنان، فى حين حصلت بريطانيا على العراق والأردن وفلسطين.
وقال فيسك إن التغيرات الجغرافية التى أحدثتها القاعدة وجبهة النصرة ومقاتلى داعش لم تتبع التقسم القديم لسايكس بيكو بل سارت فى الاتجاه من الغرب إلى الشرق آخذت فى طريقها مدن الفلوجة وتكريت والموصل والرقة ومساحة شاسعة من شرق سوريا.
ولفت فيسك إلى أن تكتيكات الجهاديين ترسم طريقها غرب بغداد عبر الصحراء العراقية والسورية لضم حمص وحماة وحلب إلى العراق وهو ما أفشلته الحكومة السورية بحصار حلب.
وأوضح فيسك أن دعم حسين شريف مكة لموقف بريطانيا الساعى لإسقاط الإمبراطورية العثمانية مقابل إقامة دولة عربية فى أسيا مرتبط بالأزمة الحالية التى مزقت العراق إلى أجزاء متفرقة.
وقال فيسك إن التقسم الجديد كشف عن رؤية جديدة لحرب العراق وإيران التى راح ضحيتها 1,5 مليون ذخص من السنة والشيعة من الجانبين بدعم القوى الخارجية.
واشار فيسك إلى أنه فى الوقت الذى كانت دول الخليج تدعم صدام حسين القائد السنى فى حربه ضد إيران الشيعية كان الغرب يشعر بالسعادة ، مشيرا إلى أن إسرائيل دعمت إيران بالأسلحة وأنها كانت سعيدة لرؤية أكبر أعدائها يدمر بعضهم البعض.