اخر الاخبار

الأربعاء , 18 يونيو , 2014


عندما تلخص "البسكلتة" كل شيء!
►◄►◄►◄►◄►◄►◄►◄►

لاشك أن مهرجان "البسكلتة" العبثي لخص كثيراً من ملامح فكر وأسلوب إدارة الجنرال عبد الفتاح السيسي لمستقبل مصر، إذ إنه وضع النقاط فوق الحروف الضائعة وسط حملات القصف الانقلابي الإعلامي، وأكد رؤية الثورة حول الخطورة الكبرى للانقلاب العسكري وحكم العسكر، وشكل امتداداً مهماً لمهزلة الجنرال عبد العاطي في اختراع علاج الكفتة.
قدم المهرجان العبثي اعترافاً جديداً على جريمة عسكرة الدولة، فقائد الانقلاب العسكري اختار الكلية الحربية وطلابها، لخوض المسرحية وفق حراسات أمنية مشددة وخيالية، فأهان المؤسسة العسكرية التي كان لا يجب أن تتورط في مشهد كوميدي مسف أبدا، فطلاب الحربية هم كنز عسكري مهم ومستقبل الثغور والحدود، وأبناء البنادق والدبابات لا التسالي والدراجات، وحراكهم في أي وقت يجب أن يكون رسالة عسكرية للخارج المعادي لا رسالة سياسية للداخل المعارض.
وكشف المهرجان عن وسواس قهري للسيسي وجنده ناجم عن غياب الشباب المصري عن الانقلاب ومقاطعته الواضحة والقوية والكاسحة لجميع مسرحياته العبثية، ما دفع الانقلابيين لاستبدالهم بالشباب العسكري في رسالة مراهقة سياسية وغير وطنية، تؤكد العسكرة واغتيال الدولة المدنية والعبث بالمؤسسة العسكرية ومستقبلها النابض في مدارس الحربية، وتبعث برسائل استفزاز لكل الشباب المدني لن يستطيع الانقلاب الرد على توابعها في المدى القريب، خاصة أنه تورط في قتل الآلاف منهم منذ 25 يناير حتى الآن.
أما نبأ حصول السيسي على المركز الأول – لا الثاني ولا العاشر مثلا - في المهرجان العبثي، فكان كاشفا لرغبته في التفوق المطلق المبني على ديكور وأوهام، إذ كيف لرجل فوق الخمسين أن يسبق شبابا تحت العشرين؟! ففي ذلك طعنة لجيل الشباب العسكري وإهانة غير مقبولة مرت وسط ضجيج النفاق، وهي رغبة كشفها سيناريو مسرحية ترقيته لرئاسة سلطة الانقلاب، فقد كانت النتيجة والمناخ والأداء تأكيدا على تلك الرغبة الآثمة.
وجاءت "البسكلتة" كإجراء هزلي ينضم لسيارات الخضار واللمبات الموفرة لحل مشكلات معقدة ومتراكمة، يكشف عن غياب برنامج واضح للحكم عند العسكر، وأن مصر كبيرة عليهم، وأن جهودهم التي بذلت للانقلاب على الوطن والشعب وسلطته ورئيس مصر الدكتور محمد مرسي لو بذل منها 10% في خدمة مصر لكان تغير الحال، ولعل مرور 11 شهرا على الانقلاب دون تحقيقهم لأي انجاز إيجابي يؤكد خطرهم المحدق على مصر.
وفضح مهرجان "البسكلتة" العبثي كذلك النفاق المنتشر في وسائل إعلام الانقلاب، والتي تبارت لتسجيل آراء مستوردي الدراجات في الإشادة بالمسرحية وتجاهلت آراء مستوردي السيارات والتكاتك والموتوسيكلات على سبيل المثال، ولم تكلف خاطرها بالنزول إلى سائقي المركبات الخاصة، إذ إنها تعتقد فيما يبدو أن "البسكلتة" كعلم الجمهورية وأن صاحب "البسكلتة" هو الجمهورية ذاتها!.
وجاء إهدار المال العام المستمر من مسرحية الترقي إلى مهرجان "البسكلتة" وغيرهما في الحراسات والتأمينات وإرهاق الدولة ومؤسساتها في متابعة تجارب الجنرال، ليكشف عن الفارق بين رئيس مصر الدكتور محمد مرسي الذي كان يمتنع عن أخذ راتبه ويصر على تقليل موكبه الرئاسي، وبين قائد انقلابي يصرخ: "مفيش.. أنا مش قادر أديك"، بينما راتبه زاد وحراسته تكبد الدولة أضعاف المعتاد.
وجددت تلك الحراسات المبالغ فيها حقيقة خوف السيسي من المجهول، والذي ظهر مع بدء حملة ترقيته تحت الأرض وخلف الشاشات والجدران، ولم لا فهو لم يحصن نفسه بالعدل وأصر على الإرهاب، فكان الجزاء من جنس العمل: خائفا يحاول بناء جمهورية الخوف، في مقابل رئيس صامد فتح صدره في ميدان التحرير وسط الملايين، وشعب منتفض لا يخاف إلا الله، وشباب حر لا يركع.
إن عبد الفتاح السيسي يقدم للثورة كل يوم دليل جديد على فشل حكم العسكر، وعلى أن مستقبل مصر متوقف خلال الفترة المقبلة على استمرار الثوار - يتقدمهم الشباب والطلاب – في المسار الثوري وتطويره لإنقاذ مصر من عبث السيسي المتواصل منذ 11 فبراير 2011، فمصر لا تستحق مزيدا من الإهانة والتهريج، ولا شعب مصر مستعد لمزيد من تجارب "الكفتجية" و"العجلاتية"، ولا الثورة تقبل باستمرار خطف مصر!
ثوروا تسعدوا.. واصطفوا تنتصروا
___________________
منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح"

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1032

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net