اخر الاخبار

الجمعة , 20 يونيو , 2014


أحمد نصار

الحقيقة الدامغة التي توصلت إليها الولايات المتحدة مما يجري في العراق الآن أن تثبيت عملائها في المنطقة العربية بقوة السلاح فقط لم يعد مجديا. وأنه لابد من النظر إلى حقوق ومطالب جميع الأطراف - خاصة إذا شكلت هذه الأطراف الأغلبية السكانية والانتخابية معا - وأن ممارسة القمع والإقصاء والتهميش بحق هؤلاء غير مأمون العواقب في المستقبل القريب.

إن نقل الصراع من صراع سياسي يدور في صناديق الاقتراع إلى حرب تكسير عظام وفرض الرأي على الآخرين تدور بقوة السلاح له عيوبه كما أن له مميزاته. فعندما فقد السنة في العراق الأمل في الغيير بشكل سلمي وعبر العملية السياسية التي فقدت قيمتها ومصداقيتها، لجأوا إلى حمل السلاح لنيل حقوقهم. وكانت النتيجة غير طيبة على الإطلاق لأميركا وحليفها. انهار جيش المالكي في ساعات وأضحى المسلحون على مشارف بغداد.
***
هنا يبرز سؤال يفرض نفسه؛ ما الذي يضمن ألا تتكرر التجربة في مصر؟ إذا فقد الشباب الأمل في التغيير بشكل سلمي وإذا استمر اضطهاد جماعة الإخوان المسلمين بهذه الطريقة التي تشبه محاكم التفتيش، ما الذي يضمن ألا تتمدد جماعات كالقاعدة وأنصار بيت المقدس وداعش...إلخ
إذا افترضنا وجود وجهتي نظر في الولايات المتحدة - راعية هذا الانقلاب في مصر - إحداها تؤيد مساندة حكم عسكري ديكتاتوري يؤمن مصالح الولايات المتحدة بحرب الإسلاميين والحفاظ على قناة السويس وأمن إسرائيل، ضد وجهة نظر أخرى تقول أن ذلك يضر بمصالح الولايات المتحدة على المستويين المتوسط والقريب.
إذا افترضنا هذا الفرض فإن أحداث الولايات المتحدة تقوي وجهة النظر الأخرى على وجهة النظر المؤيدة للانقلاب.
وعليه فإن أول قرار صدر عن الولايات المتحدة بخصوص الانقلاب كان قطع 400 مليون دولار (حوالي 28%) من المعونة العسكرية الأميركية التي توجه بالأساس للمؤسسة العسكرية وليس للشعب المصري، في محاولة لإمساك العصا من المنتصف، وأنها لا تدعم هذا النظام الديكتاتوري القمعي على طول الخط.
لقد فشل السيسي في صنع مسار سياسي مقبول يلتف حوله جميع القوى السياسية باستثناء الإخوان. بل على العكس، حدث انفضاض لجميع القوى السياسية التي أيدت الانقلاب وارتضت أن تعطيه نكهة ثورية، على أمل أن يتقاسموا السلطة مع العسكر، الذي غدر بهم.
وفشل السيسي في أن يثبت لأسياده في الغرب أن لديه دعما سياسيا معقولا أثناء الانتخابات الرئاسية. واتضح أن السيسي كان فقاعة صنعها الإعلام وانفقأت كما قال ديفيد هيرست الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هفتنجتون بوست، بينما الكاتب المخضرم روبرت فيسك تساءل في الاندبندنت عن نتيجة ال 97% قائلا: أين ذهب الـ 3% الآخرين؟؟
وأخيرا فشل السيسي في إنهاء الحراك الثوري في الشارع على مدى عشرة أشهر، وبدا أن لعنة الدم تطارده. الكل بدا يدرك الآن أن ثمة شخص يجب أن يدفع ثمن الدماء التي أريقت والمجازر التي ارتكبت!
***
إن الرسالة التي يرسلها ثوار العراق شديدة الوضوح. يقولون للأمريكان لم نعد بهذا الضعف وقادرون على إيلامكم. ويقولون للطغاة: القمع لا يفيدكم طويلا والأيام دول، ودوركم قادم. وإلى الثوار: لا تنتظروا من أحد منة.. خذوا حقوقكم .. كاملة.
وإذا كانت ثمة أثر لما يجري في العراق عما يجري في مصر هو تقوية الراي القائل بضرورة إجراء انقلاب على الانقلاب يتحمل فيه السيسي مسؤولية ما حدث قبل أن تغرق السفينة وتكون الخسارة عظيمة. كعادة الولايات المتحدة في استباق الثورات (راجع: ثورة يوليوا الأميركية: الفصل الثاني: ثورتنا التي أجهضت)
ولا شك أن أحكام الإعدامات الجماعية الهزلية التي يقرها السيسي إنما تساهم في تقوية هذا الرأي أكثر وأكثر. فهو وإذ يحاول الضغط أكثر وأكثر على الإخوان للقبول بالأمر الواقع إنما يثبت للجميع أنه لعى درب نوري المالكي وأنه لا حل في مصر دون التخلص من السيسي!
#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1153

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net