_____فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت________
هذه الكلمات الربانية هي نهاية كل مواجهة بين الحق والباطل وإن إختلف شخص داود في كل مواجهة فالفريقان غير متكافئين فجالوت العملاق قائد العماليق الذي كان يخيف الجيش وحده ومعه جيش شعار من يراه (لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) يواجهه جيش المؤمنين بقيادة طالوت الذي زاده الله بسطة في العلم والجسم لكن العجيب أن أحداث المعركة لايظهر فيها جيش طالوت ولم يذكر فيها شيئ عن طالوت نفسه بعد بداية المعركة وتوارت كل الأحداث ولم يظهر إلا داود عليه السلام وداود كان فتى صغيرا ليس معه سلاح ولايقاتل إلا بالمقلاع فماذا يصنع الحجر في مواجهة جيش تخافه سيوف ذلك الزمان لما نادى جالوت بالمبارزة خرج له داود وليس معه إلا الحجر فتعجب جالوت وقال لداود ساخرا تخرج إلي كأنك خارج إلى كلب ألاتعلم من تواجهه؟فقال داود وكان صغيرا قصير القامة:أنت أهون عندي من الكلب وماهي إلا لحظات ويضرب داود جالوت بحجر فيقتله ويحتز رأسه ويضعها في مخلاته ويتفرق جيش العماليق أمام جيش المؤمنين بين قتيل وهارب وأسير
وهنا وقفات للتأمل لمعرفة طبيعة نصر الله فقد هيب الله الأعداء بطالوت لما زاده من البسطة في العلم والجسم ولكن عند القتال جعل النصر على يدي داود وكان ربع القامة غير عظيم الجسد ولم يكن معه من السلاح إلا مقلاع لكن النصر كان له لأن الله كان معه!!!!!!وشاءت قدرة الله أن يكون أصغر المؤمنين هو الذي يقتل كبير جيش المشركين وشاء الله أن يقتل ذلك الجبار على يد غلام صغير ليرى الناس أن الجبابرة الذين يرهبونهم ضعاف ضعاف يغلبهم الفتية الصغار حين يشاء الله أن يقتلهم
فالأمور لايجري بظواهرها وإنما بحقائقها وحقائقها يعلمها الله ومقاديرها في يده وحده وليس على المؤمنين إلا أن يكونوا داود ستارا لقدرة الله
وشاء الله أن يكون عدد المجاهدين في بدر هو عددهم يوم جالوت وأن يقتل أبوجهل تحت قدم ابن مسعود التي ضحك الصحابة لما رأوا صغرها وعندها كبر رسول الله وقال : هذا فرعون هذه الأمة
تتوارى الأشخاص جميعا بقوله : فهزموهم بإذن الله فالقضية ليست في الأشخاص وإنما الحقيقة تكمن في شيئ واحد وهو _____لابد أن ينتصر المؤمنون لأنهم يمثلون غاية تستحق الإنتصار ______
الشيخ : جمال حسن
