مخطط أميركي أوروبي إسرائيلي للتقسيم في الشرق الأوسط وآسيا
كشفت صحيفة "جلاسكو هيرالد" الاسكتلندية، في تقرير لأحد الباحثين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط ومصر والعرب، عن خطة بعيدة المدى، نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأميركية "CIA" ووزارة الدفاع (البنتاجون)، تهدف إلى حصار مصر، ثم التهامها عسكرياً سنة 2015.
كتب الباحث أن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخطط منذ ثلاث سنوات، في سعيها إلى احتلال إقليم دارفور، غرب السودان، دولياً وعسكرياً، بنشر قوات أميركية ـ بريطانية، مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن. وأورد أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أميركية تنتشر فيها صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران.
ويهدف المخطط الأميركي، أيضاً، عبر إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين، والضغط على الرئيس محمود عباس، حتى يعلن أنه يحتاج إلى نشر قوات دولية في قطاع غزة الموازي للحدود المصرية، بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، في قاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأميركيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها، تحسباً لأيّ طارئ يحدث في العلاقات المصرية ـ الأميركية، أو المصرية ـ الإسرائيلية.
وذكر تقرير الصحيفة أن الولايات المتحدة حددت سبع سنوات لتنفيذ مخططها، ينتهي عام 2015، وأن واشنطن تسعى، منذ فترة، إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية في مصر، ما يؤدي إلى انقسام الشعب المصري، ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي، وفرض عقوبات عليه، ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكرياً، بعد التدخل في شؤونها الداخلية، من خلال بعض الطوائف، أو منظمات المجتمع المدني، أو الشخصيات المثيرة للجدل التي تعمل على تفكيك المجتمع المصري، وفقاً لخطة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في ذلك الوقت، لفرض الديمقراطية على الطريقة الأميركية عن طريق الفوضى الخلاقة.
وكشف التقرير أن أميركا أعدّت، بالفعل، مخطط التقسيم، وتعمل على تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم، وهجومهم على النظام المصري في الداخل والخارج، بل وتشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوب وغرب مصر، حتى وإن نفى المسيحيون ذلك، فلقد نشرت مواقع أميركية خرائط تؤكد هذا التقسيم، وتكشف دور أقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة.
ويؤكد ما ذكره الباحث الاسكتلندي مقال آخر كتبه العميد رالف بيترز، في مجلة القوات المسلحة الأميركية عام 2006 بعنوان: "حدود الدم"، ونشرته جريدة "روز اليوسف" المصرية اليومية، حددت فيه ملامح خريطة شرق أوسطية جديدة، حيث يفترض التقرير أن الحدود بين دول المنطقة غير مكتملة وغير نهائية، خصوصاً في قارة أفريقيا التي تكبّدت ملايين القتلى، وبقيت حدودها الدولية من دون تغيير، وكذلك الشرق الأوسط الملتهب، حيث شكلت الحدود في أثناء الاحتلال الفرنسي والبريطاني لهذه الدول، في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وقد تم تبرير التقسيم المخطط له، بسبب عدم إدراكهم خطورة تقسيم القوميات على جانبي الحدود، وإن كان التقسيم، كما يعلم الجميع، تخطيطاً متعمّداً لضمان نشوب الصراعات بين الدول مستقبلاً، وهو ما حدث، حيث فشلت الدول الأفريقية الحديثة في نزع فتيل الحرب في ما بينها، واستنزفت في ذلك مواردها القليلة. وفي النهاية، عادت إلى الدول الأوروبية التي كانت تحتلها من قبل، لفرض النظام والأمن، ما يعني مجدداً احتلالاً بصورة مقنّعة.
ويرى كاتب المقال أن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبرراً لتغيير الحدود، لتشكيل كيان سياسي مستقل لها، بما يؤدي إلى تفتيت كل دولة حالية إلى عدة دويلات، على أسس عرقية أو طائفية أو إثنية، ولهذا أعدت الأجهزة الأميركية الخرائط على أساس الواقع الديمغرافي للدين والقومية والمذهبية. ويرى الكاتب أنه لكي تتم إعادة ما سماه تصحيح الحدود الدولية، فإن ذلك يتطلّب توافقاً لإرادات الشعوب. ولأن هذا من الصعب تحقيقه، لا بد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية.
ما هي تفاصيل خريطة الدم التي تحدد معالم الشرق الأوسط الجديد، ونصيب مصر منها؟ يتم تجميع الفلسطينيين في كيان مستقل، واليهود في كيان آخر، حيث ستنشأ دولة جديدة، تضم الأردن القديم وأراضٍ من السعودية، وربما من فلسطين المحتلة، تضم كل فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الشتات، وتسمى الأردن الكبير. ويستولي الكيان الصهيوني على باقي أراضي فلسطين. أما غزة، فسيتم ضم أجزاء كبيرة إليها من سيناء، قد تصل إلى نصف سيناء. وستقع دول عربية ضمن هذا المخطط الجديد، باقتطاع أجزاء منها، بالإضافة إلى دول إسلامية، منها إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان، على أن تكون هذه الكيانات الجديدة، بالطبع، موالية للغرب ولأميركا.
"أعدّت الأجهزة الأميركية الخرائط على أساس الواقع الديمغرافي للدين والقومية والمذهبية. ولكي تتم إعادة ما سماه تصحيح الحدود الدولية، فإن ذلك يتطلّب توافقاً لإرادات الشعوب. ولأن هذا من الصعب تحقيقه، لا بد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية"
وبالنسبة إلى السودان، بدأت الخطة مبكراً، حيث تم فصل الجنوب عن الشمال، ويتم العمل حالياً علي فصل الشرق عن باقي السودان، لتنشأ، بالتالي، ثلاث دويلات تتحكّم فيها أميركا. ففي الجنوب دولة مسيحية تدين بالولاء للغرب، عقيدةً واستراتيجيةً، ويمكنها التأثير على المياه التي تصل إلى شمال السودان ومصر. أما شرق السودان، فالمؤشرات تؤكد أنه بحيرة من البترول، ولا يمكن للغرب أن يتركه في أيدي حكوماتٍ تناصب الغرب العداء، وتعمل على تنشيط علاقاتها مع الصين وروسيا.
بدأت الإدارة الأميركية ترويج هذا المخطط الجديد منذ حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 على أقل تقدير، وإن كان ثمة مَن يرجع هذا المخطط إلى الأربعينيات، حيث كانت أميركا قد بدأت في الظهور، قوة عظمى، على الساحة الدولية، بينما كانت الدول الاستعمارية الأوروبية تضعف وتنسحب من مستعمراتها في أفريقيا وآسيا، وبدأت تنفيذه فعلياً في العراق، بالاتفاق مع إيران وأفغانستان وباكستان وبمساعدة إسرائيل. ويتضح أن الهدف من الخطة الأميركية هو حل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة، ومن دون المساس بإسرائيل، وضمان ولاء الدول الجديدة لأميركا، وضمان ولاء الدول التي سيتم استقطاع أجزاء من الدول المجاورة إليها لأميركا وإسرائيل معاً. وبذلك، تضمن الإدارة الأميركية وإسرائيل شرق أوسط جديداً، يحقق الأهداف الأميركية والإسرائيلية في السيطرة على موارد المنطقة وثرواتها، وتضمن، في الوقت نفسه، وصول الإمدادات البترولية والغاز إليها، من دون تهديدات، أو مخاوف من قطعه، كما حدث في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وضمان الأمن والأمان للكيان الصهيوني، بعد عملية الفك وإعادة التركيب للدول المحيطة بها. الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران، تركيا، العراق، السعودية، وباكستان، وسورية، والإمارات، ودول ستوسع لأغراض سياسية بحتة، اليمن والأردن وأفغانستان. والدول الجديدة التي ستنشأ من تقسيم العراق هي ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان). فدولة كردستان الكبرى، ستشتمل على كردستان العراق، وبضمنها طبعا كركوك النفطية، وأجزاء من الموصل وخانقين وديالي وأجزاء من تركيا وإيران، وسورية، وأرمينيا، وأذربيجان، وستكون أكبر دولة موالية للغرب ولأميركا. وستشمل دولة شيعستان جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران (الأهواز)، وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. وستنشأ دولة سنيستان على ما تبقى من أرض العراق، وربما تدمج مع سورية.
وخلق دولة بلوشستان الجديدة التي ستقتطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران التي ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية، وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية، وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة، وستحصل على أجزاء من أفغانستان، الملاصقة لها لتكون دولة فارسية. وستفقد أفغانستان جزءاً من أراضيها الغربية إلى بلاد فارس، وستحصل على أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل. وستنشأ دولة جديدة على الأردن القديم، بعدما تقتطع أراضٍ لها من السعودية، وربما من فلسطين المحتلة، لتشمل كل فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الشتات، الأردن الكبير واليمن، سيتم توسعته من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية، وتبقى الكويت وعمان من دون تغيير.
والسؤال المطروح، هنا، لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟ وهل يعتبر الانقلاب الحالي في مصر تنفيذاً لجزء من هذه الخطة؟ وما هو الغرض من عرضها في موقع عسكري أميركي رسمي؟
فكروا، يا عرب، هل من خطة عربية إسلامية لوقف هذا الافتراس الضاري لهويتنا وثقافتنا وثرواتنا؟
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية