منذ مدة ليست بالطويلة يتم تداول اسماء ربما تكون بديلة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي كان وما زال وجوده يشكل أزمة سياسية فضلا عن الامنية كونه يتحمل المسؤولية كاملة لما آل اليه وضع البلد بصفته المهيمن على الوزارات الامنية طوال مدة توليه الولاية الثانية وهي سابقة في تاريخ العراق الحديث .. اضافة الى ذلك اصبح المالكي عامل شق الصف داخل البيت الشيعي الواحد في التحالف الوطني الذي ترفض اغلب مكوناته رفضا قاطعا توليه الولاية الثالثة ، وربما امتد هذا التأثير الى قادة ايران ، فليس الجميع هناك متفقين عليه فالمرشد الايراني علي خامنئي يرى فيه الشخص الامثل لتولي رئاسة الوزراء بينما يخالف ذلك التوجه الرئيس الايراني حسن روحاني…
وبكل المقاييس صار وجوده ( المالكي ) عامل أزمة في الداخل والخارج واذا تتبعنا السنوات العجاف لحكمه على مدى ثمان سنوات وما شهدته من ترنح أمني انتهى بالفلتان وخروج محافظات بأكملها عن سيطرة الدولة وسقوطها بيد المسلحين نجد ان كل ذلك بسبب طريقته في التعاطي مع الازمة والتعامل معها بعين عوراء في التعاطي مع المجاميع المسلحة والميليشيات ما سبب ردة فعل لدى اوساط كثيرة فبدل ان يقوم ببسط سيادة الدولة على الجميع صار يطارد المجاميع المسلحة السنية الرافضة لنهجه وطريقته واصبح يدك معاقلها دكا ويعمد الى سياسة العقاب الجماعي في تهجير تلك العوائل وحملات الاعتقال التي تطال الشباب والشيوخ بل حتى النساء في وقت ارخى فيه الحبل واطلق العنان لميليشيات شيعية لا تخفي ولاءها لايران عقيدة وتسليحا وتجهر باعمالها وتهدد وتتوعد علنا دون رادع او محاسب .. هذه الطريقة الازدواجية في التعاطي مع الملفات الامنية والازمات عقدت المشهد السياسي واصبح جليا ان هذا الشخص يعاني تراكمات تاريخية وعقدة نفسية طائفية .. اما في وسطه السياسي فلم يسلم منه اي معارض وسرعان ما يجد التهم المعدة سلفا لابعاد اي شخص في الدائرة السياسية يمثل وجوده خطرا ولو بقيد أنملة وما مشهد الصراع الانتخابي عنا ببعيد .
واليوم ونحن نعيش ازمة امنية لم يشهد العراق لها مثيلا تزداد الحالة السياسية تعقيدا وربما تعكس الحالة الامنية المنحدرة عمق الازمة السياسية بين المكونات فكلٌ يرمي التهم على الاخر واذا ما القيت سمعك لقادة التحالف الوطني تجدهم يقولون : نحن نحاول اعادة بناء البيت الشيعي ، واذا ما القيت سمعك لقادة اتحاد القوى الوطنية يقولون : نحن نحاول اعادة بناء البيت السني… في مشهد مخزٍ يدل على العقلية المريضة التي تفرض نفسها على الساحة السياسية العراقية، والجميع يتساءل هل خلت تلك المكونات ان كان لا بد ان تكون هي من يسير القافلة هل خلت من بدلاء عن المالكي والنجيفي ؟؟؟
واذا تتبعنا الاسماء التي اشرت اليها في بداية المقال والتي من المفترض ان تكون بديلة عن ترشيح المالكي عن ائتلاف دولة القانون وهذه الاسماء هي (خضير الخزاعي ، حسين الشهرستاني ، طارق نجم ، هادي العامري ، فالح الفياض) نجد ان الشخص الاوفر حظا منها ربما هو طارق نجم مدير مكتب المالكي وكاتم اسراره كما يُقال واحد قياديي حزب الدعوة لا بل يعد العقل الذي يفكر به نوري المالكي رغم بقائه في الظل طوال الفترة الماضية الا ان مهام كثيرة انيطت به في ملفات شائكة ومعقدة كالمباحثات مع الجانب الامريكي ومحاولة حلحلة الازمة مع الجانب الكردي اضافة الى احاديث عن لقائه بالشيخ علي حاتم السليمان اخيرا في عمان في محاولة للوصول الى تسوية للازمة في المحافظات المنتفضة ، ولكن السؤال هنا : لماذا يصر المالكي على ترشيح طارق نجم وهذا بحسب التسريبات التي تقول انه اشترط لتنحيه ان يقوم هو بترشيح البديل وعلى التحالف ان يرضى به وهذا البديل هو طارق نجم ؟؟..
الكثير من المراقبين والخبراء يرسمون ملامح لذلك الاصرار وهو في إعادة سيناريو مدڤيدڤ – بوتين عندما تولى الاول مكان الاخير لاربع سنوات 2008-2012 ولكن بقي بوتين المحرك الاساس للسياسة الروسية ومدڤيدڤ لم يكن سوى واجهة لقرارات تخرج من مطبخ ڤلاديمير بوتين ، ثم ما لبث أن عاد ليتصدر الواجهة من جديد بعد أن كسر الدورتين 2000-2008 بدورة ديميتري مدڤيدڤ ليعود على رأس الكرملين عام 2012 وهذا تحديدا ما يُخشى منه اذا ما جاءت شخصية كطارق نجم لرئاسة الوزراء…
اضف الى ذلك ان تبادل الادوار ما بين نوري المالكي وطارق نجم سيوفر غطاءً وحماية للمالكي من المحاسبة على الاخطاء والمخالفات والجرائم التي صُنفت في بعض منها مجازر ضد الانسانية حسب منظمات حقوقية عالمية ناهيك عن ملفات الفساد التي لن يجد من يحاكمه عليها اذا تحقق مراده بوصول مرشحه الذي يصر عليه ..
قد تصدق تلك المخاوف وقد لا تصدق نظرا لبعض الاختلاف بين ظروف البلدين ( العراق وروسيا ) ولا ينبغي اغفال الدور الاقليمي في الحالة العراقية كونه عاملا في تحريك الاحجار على رقعة الشطرنج.
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية