اخر الاخبار

الثلاثاء , 8 يوليه , 2014


مدير «أم أي6» السابق: الحروب الطائفية في الشرق الأوسط حرفت انتباه الجهاديين عن أوروبا
ليست نزاعات دينية بل سياسية... السنة يقاتلون ضد الظلم والشيعة لا يريدون خسارة محور طهران ـ بيروت

عززت انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الأخيرة في العراق من وضع التنظيم في سوريا حيث جلبت الإنتصارات معها أتباعا وجنودا جددا.
وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن مئات من المقاتلين السوريين التابعين لفصائل في الجيش السوري الحر، انضموا لداعش بعد سيطرة هذا على تسع بلدات سورية في الإسبوع الماضي، كما بدأ أعضاء قي جماعات سورية محافظة في تغيير مواقعهم بعد دعوة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، القائد الطامح المسلمين تقديم البيعة له، وإعلانه الدولة الإسلامية على مناطق شمال وغرب العراق وشرق سوريا.
وتشير التطورات للكيفية التي غير فيها التقدم السريع في العراق الساحة القتالية في سوريا. فبعد حصول داعش على كميات كبيرة من السلاح الأمريكي المتقدم التي نهبها من قواعد الجيش العراقي الذي انهار أمام تقدم مقاتلي التنظيم، قام بنقل كميات كبيرة منها، دبابات همفي وذخائر للجبهة السورية حيث واجه جماعات سورية مسلحة وحيدها ووسع من حدود الدولة الجديدة.
وألقت الجماعات السورية المعارضة «المعتدلة» لوم الخسائر الأخيرة على بريطانيا والولايات المتحدة التي لم تقدم المساعدة للمقاتلين وسمحت سياساتها المترددة بصعود داعش. فغياب الدعم الغربي القوي للجماعات المعتدلة جعلها في وضع ضعيف لمواجهة تنظيم الجهاديين داعش ونظام الأسد في نفس الوقت.
ونقلت الصحيفة عن عمر أبو ليلى المتحدث باسم الجيش السوري الحر «لقد حذرنا المجتمع الدولي قبل أربعة أشهر أنه في حالة عدم تقديم المجتمع الدولي لنا الدعم فسيسطر تنظيم داعش على شرق البلاد، بما في ذلك عدة آبار نفط وحقول للغاز الطبيعي».
وقال «حذرناهم من أن مقاتلي الجيش الحر وقادته سينضمون لداعش حالة بقي المجتمع الدولي متجاهلا الوضع في سوريا».
وقالت الصحيفة إن مقاتلي الجيش الحر في بلدة الشحيل في ريف دير الزور سلموا أسلحتهم الإسبوع الماضي لمقاتلي داعش.
وتم السماح للمقاتلين الذين رفضوا تقديم البيعة لأبو بكر البغدادي بالإنسحاب مع أسلحتهم، وسقطت ثماني بلدات أخرى في يد داعش فيم ينظر إليه كضربة قوية لجماعات المعارضة التي كانت تقاتل على جبهتين- ضد داعش والنظام. وفي تطور آخر قامت كتيبة الإخلاص بتغيير مواقعها وانضم عناصرها الـ 200 لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتحدث مسؤولون في الجبهة الإسلامية عن انشقاقات في صفوف الجبهة ونفس الأمر حصل مع جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا. ونقلت الصحيفة عن عبد الرحمن الحلبي المتحدث باسم جيش الإسلام وهو جزء من تحالف الجبهة الإسلامية «أتوقع، عاجلا أم آجلا انضمام النصرة لداعش، وكذا فصائل أخرى وعندها ستصبح البلدات تحت سيطرة داعش بدون قتال».
ويقول إن جماعات المعارضة المسلحة لم تكن قادرة على مواجهة كل من النظام وداعش في نفس الوقت «يشعرون انه يجب الإذعان لعدو واحد على الأقل حتى يبقوا على الحياة، ومع أن الجبهة لا تتفق مع تفسير داعش للإسلام إلا أنه ولسوء الحظ لا يوجد توازن في هذه الحرب».
ويقول أبو ليلي إن المتشددين الذين يحاولون إعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال رسم حدود دولتهم وإجبار المسلمين على تقديم قسم البيعة للبغدادي يحصلون على الدعم من خلال تقديم الوعود بالطعام والإمدادات لأي شخص ينضم إليهم.

معبر مهم

وتعتبر الإنجازات الأخيرة جزءا من سلسلة من الإنتصارات التي حققها داعش وتعني السيطرة على منطقة تمتد من مدينة البوكمال على الحدود مع العراق لدير الزور التي لا تزال تحت سيطرة النظام، مع وجود مناطق تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
ويسيطر المقاتلون على الرقة والتي تعتبر مركز عمليات داعش في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن منذر أقبيق وهو مسؤول بارز في الإئتلاف الوطني السوري أن تعزيز قوة داعش جاء كنتيجة مباشرة لفشل الغرب بتقديم الدعم اللازم للجيش السوري الحر «التأخر كل يوم يعني صعوبة في استعادة المناطق»، وقال «أصبح من الواجب على المجتمع الدولي الآن مساعدتنا لوقف تقدم المتطرفين في بلدنا».
وبالإضافة لمعضلة داعش يجد المقاتلون أنفسهم اليوم بين طرفي كماشة فمن ناحية هناك داعش ومن ناحية اخرى هناك القوات الموالية للأسد التي تقدمت حول مدينة حلب المقسمة، ويبدو أنها تقوم بمحاصرة مناطق المقاتلين حسب ناشطين.
ولو نجح النظام فستكون ضربة كبيرة للمعارضة منذ دخولها المدينة قبل عامين. وتعتبر حلب المركز التجاري الأول.
والجزء الذي تسيطر عليه المعارضة هو آخر تجمع حضري بعد خسارتها لمناطق واسعة نتيجة لنشاطات الجيش السوري المدعوم من مقاتلي حزب الله وإيران والمتطوعين الشيعة. ويرى براء الحلبي وهو ناشط في المدينة «لو سقطت حلب فستقط معها الثورة».

الأمور لا تحدث بعفوية

وهنا يثور تساؤل حول السرعة التي استطاع فيها تنظيم داعش التمدد على مناطق واسعة، والكيفية التي حصل فيها، فبحسب مدير الإستخبارات البريطاني السابق ريتشارد ديرلاف قال إن «الأمر لم يحدث بعفوية» ولمح لدور سعودي في تقدم المقاتلين وإن لم يكن حكوميا، فهو وإن ناقش في كلمة له أمام المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن إلى حساسية السعودية وخوفها من التهديد الشيعي وأنها كانت تدعم أي جماعة متطرفة تهدد الشيعة إلا انه انتقدها على ما رآه غضا للطرف حول نقل أموال ضخمة للجهاديين الذين استطاعوا السيطرة على مناطق ومدن في غرب العراق.
وتصريحات ديرلاف تتناقض مع التقديرات الأمريكية التي تقول إن التنظيم ومنذ سنوات عدة مكتف ذاتيا من الناحية المالية. ويرى شانشك جوشي، الباحث في المعهد في مقال نشرته «دايلي تلغراف» أن تصريحات ديرلاف ستثير تعقيدات في ملف العلاقة بين الحكومة البريطانية ودول الخليج، ومحاولات الحكومة البريطانية استرضاء السعودية.
وناقش جوشي أن السعودية عادة ما تتسم بالفقر في احكامها عندما يتعلق الأمر بنقدها، فهي لا تفرق بين أقوال وأفعال الحكومة وأقوال الآخرين. مشيرا لتهديد الحكومة السعودية معاقبة هولندا بسبب تصريحات نائب في البرلمان أساء فيها للإسلام، ورد فعل الحكومة السعودية عام 2006 على تحقيق حول رشاوى لسعوديين وشركة صناعة أنظمة السلاح بي إي إي البريطانية حيث تدخل توني بلير، رئيس الوزراء في حينه وأوقف التحقيق الذي كان يقوم به مكتب التحقيق في جرائم الرشوة الخطيرة، وذلك بناء لحماية الأمن القومي.
وحذر سفير بريطانيا في الرياض في ذلك الوقت شيرارد كاوبر- كولز من مخاطر التهديدات على الأمن القومي والدولي حالة توقف التعاون، وقال «حياة المواطنين البريطانيين وشوارعهم ستتعرض للخطر».
وكتب سكرتير الحكومة أن السعودية هي «شريك مهم في القتال ضد الإرهاب الإسلامي». كما ويشير لرد فعل السعودية على تحقيق قامت به لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني حول العلاقات البريطانية ـ السعودية. فلا يستبعد قيام الرياض بفتح النارعلى الحكومة بسبب تصريحات ديرلاف.
ولكن ما قاله الأخير مهم من ناحية تحليله لهوس المؤسسات الأمنية الغربية بالتهديد الإسلامي، وهو ما سيثير غضب زملاءه في الإستخبارات والحكومات على حد سواء. ومفهوم الرسالة القصيرة التي وجهها ديرلاف للحضور وصناع القرار أن وكالات الامن- المخابرات الخارجية تنفق ومنذ 11 أيلول/ سبتمبر نصف ميزانياتها على التهديد الإسلامي مقارنة مع نسبة 38% في أثناء الحرب الباردة.
كما وتركز وكالة الإستخبارات الداخلية (أم اي فايف) معظم جهودها على مكافحة الإرهاب ومحاولة تعزيز سلطاتها لمراقبة العائدين من سوريا. وتعتبر رسالة ديرلاف الذي ترك المخابرات (أم أي-6) في ظل حرب العراق، وهدد الصيف الماضي بنشر روايته حول التحضيرات للغزو قبل نشر رواية لجنة تشيلكوت عن ظروف جر البلاد لحرب غير مشروعة مع العراق.
ومفاد الرسالة هو أن النزاع الطائفي بين السنة والشيعة قد حرف أنظار الجهاديين عن الغرب وأمريكا.
وهي رسالة تتناقض بالمطلق مع تحذيرات رئيس الوزراء كاميرون الذي يصدح صباح مساء محذرا من خطر الجهاديين والعائدين من سوريا وتنظيم القاعدة.
وقال ديرلاف إن «الغرب يبالغ وبشكل كبير بالحديث عن تهديد الإرهاب الإسلامي، وأن الحرب الطائفية بين السنة والشيعة تعني أن أوروبا والولايات المتحدة ستكون مجرد متفرجين عرضيين عليها».

حديث مع بندر

ويدعم ديرلاف رؤيته بحكاية، تؤكد توجه الجهاديين نحو الشرق الأوسط بدلا من أوروبا وهذه الحكاية هي عبارة عن حديث دار بينه وبين الأمير بندر بن سلطان، مدير الإستخبارات السعودية حتى نيسان/ إبريل الماضي.
وجرى الحديث بينهما قبل هجمات إيلول/ سبتمبر حيث قال بندر «لن يكون الوقت بعيدا في الشرق الأوسط، ريتشارد، الله يساعد الشيعة،عندما يطفح الكيل بمليار سني منهم» أي الشيعة. ومهما تكن انتقادات مسؤول المخابرات السابقة للسعودية قوية وغير عادية فهو مصيب عندما يقول إن جهود قوات «الصدام» التابعة للقاعدة وجهت الآن نحو العنف بين المسلمين بدلا من استهداف الغرب.
ويعلق جوشي قائلا إن التنظيمات الجهادية أصبحت تهتم بضرب أهداف ضعيفة في العراق وسوريا ولبنان والأردن وحتى تركيا وإيران. كما أن أقدام التنظيم ـ داعش- تغوص في وحل بناء الدولة الإسلامية والتي ستأخذ منها جهدا ووقتا، وقدراتهم المحدودة تقترح هذا.

حروب سياسية

وفي السياق نفسه يكتب ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» ان النزاع الذي تعيشه كل من سوريا والعراق ويقوم بتفجير الحدود الإقليمية جرى ربطه وتشبيهه بالحروب الدينية، مثل حرب الثلاثين عاما التي عاشتها أوروبا في القرن السابع عشر.
لكن هذا التشيبه ليس في محله كما يقول لأن محاربي الخلاف الجديدة- الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو التنظيم الذي أسكره انتصاره المفاجيء ورشحت من الدولة الإسلامية وبالمصطلحات العقدية مرسومة بالأرقام.
فالشرعية التي يريدونها في «جهادستان» هي زائلة ونبعت من انهيار الدول الموحدة التي كان يحكمها رؤساء قمعيون دفعوا السنة لحمل السلاح وتلويثه بالدم.
وعليه فما يجري في المنطقة العربية ليس حربا دينية بالمفاهيم الوسيطية بقدر ما هي معركة على السلطة تلوث المنطقة، حيث حلت هويات إسلامية متنافسة- سنية وشيعية محل القومية كعوامل حشد وتحريك، والدولتان اللتان يهمها نتيجة هذه الحرب هما السعودية وإيران، أو بتحوير كلام الشاعر الإنكليزي شكسبير «إصرخ ودع كلاب الحرب» واستبداله «عاثت فسادا وأطلقت كلاب الطائفية».
وعليه فالعقيدة تدخل الصراع بشكل هامشي، في إشارة لدعوة أية الله علي السيستاني العراقيين الشيعة بحمل السلاح ضد جهاديي داعش. ويرى ان الطائفية تهرب من أيدي الذين يلمسونها أقل من الذين يطلقون ألسنتها.
ويشير إلى أن صدام حسين قاتل إيران في الثمانينيات من القرن الماضي باسم العروبة والقومية، وفي التسعينيات من القرن الماضي تبنى حملة إيمانية في محاولة منه لمنع ثورة شعبية بسبب العقوبات الدولية المفروضة على العراق، لكنها فتحت الباب أمام المطامع السنية والشيعية، أو ما أطلق عليه المؤرخ البريطاني تشارلز تريب، الباحث في تاريخ العراق «اصحاب المشاريع الطائفية».
ولكن اللوم يطال الكثيرين منهم الولايات المتحدة التي قامت بخلخلة ميزان السلطة في المنطقة بغزوها للعراق عام 2003 وحرف ميزان السلطة باتجاه الشيعة (وهم اقلية في الإسلام غالبية في العراق كما في إيران).
وأشعلت بهذه الطريقة جمرة الخلاف التي مضى عليها أكثر من ألف عام. وتتحمل طائفية نوري المالكي التي لا شفاء منها المسؤولية والذي راكم السلطة بيد حزبه، الدعوة، والذي بدأ بحماية أمريكية لينتهي كوكيل إيراني يلاحق السنة ويضطهد قادتهم وناشطيهم مشعلا في ذلك ألسنة اللهب الطائفية.
كما وصبت السياسة الغربية تجاه سوريا الكاز على النار عندما فشلت بدعم الجماعات السنية المعتدلة التي تقاتل بشار الاسد. وأدى فشل الغرب لخلق نوع من الفراغ ملأته الجماعات الجهادية التي لقيت دعما من حلفاء الغرب السعودية وغيرها. صحيح كما يقول إن داعش تقود ثورة سنية لكن في غرب وشمال العراق لكن الدين هنا يظل ثانويا للهوية وحس الحصول على الحق.
وعندما تلعب الحكومات والمعارضة مثل إيران والسعودية الورقة الطائفية فانها تمنع ثورات شعبية حول من يملك ولا يملك أو الحق في السلطة. وعندها يجد المواطن الطامح للتحاكم لمؤسسات الدولة نفسه أمام اللجوء للهوية الطائفية أو القبلية.

تمكن الطائفية في العراق

ويرى الكاتب إن الوضع الطائفي في العراق قد تمكن بدرجة لم يعد أحد قادر على الفرار منه. ففي العراق يقوم قاسم سليماني، محرك الدمى ببناء شبكة من الميليشيات الشيعية مثل تلك التي بناها في سوريا.
ويحتاج المالكي لهذه القوات غير النظامية بعد ان استبدل قياداته بمجموعة من القيادات العاجزة الموالية له. ورغم قيادة المالكي للدفاع إلا أنه يعتمد في حمايته على ميليشيات دربتها إيران.
وفي السياق نفسه هو وقع السنة في الشرك الطائفي فداعش وصل للسلطة من خلال شبكة من البعثيين والجنرالات السابقين والعشائر التي عانت من ظلم المالكي.
وفي الوقت الذي لا تعتبر فيه الطائفية ليست دينا لكن لديها القدرة على بعث بعبع أيديولوجيات بن لادن والبعث اللتان عملتا معا. وبالنسبة للشيعة فلديهم ما يريدون حمايته، وهو عام 2003 وصعودهم للسلطة الذي تم بدعم من إيران وخلق محورا شيعيا يمتد من طهران حتى بيروت. و»وإذا كانت هذه حرب دينية استمرت لثلاثين عاما، فهي تشبه أكثر ما أصاب أوروبا في الفترة ما بين 1914- 1944: وليس قوميات متنافسة ولكن صدام مظلومين وفي هذه الحالة، طائفية وهويات تعيش في مكان واحد لا يتوافقون على التشارك فيه وسط الحنين للماضي المجيد: كان الريخ والآن خلافة».



#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1280

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net