هل تعلمون أن نخبتنا الحاكمة قد إستمدت شرعيتها من واجب الدفاع عن فلسطين ؟؟ …
وأن رايات القومية والعروبية والناصرية والاشتراكية التي رُفعت وشعارات الحرية والديموقراطية والتقدّمية التي أُطلقت بالآفاق كانت باسم تحرير فلسطين؟؟ وأن تلك الشعارات انكشف زيفُها فسقطت بهم وببلادنا الى أسفل سافلين بعد أن انفضاح دعواها عن عار تجسد وأمل تبدّد ؟؟
*سقطت الشعارات وبانت السوءات فارتبكت صفوفهم وتراجعت خيولهم وانقشع الغبار فإذا بالأبطال القومجيين والزعماء الأحرار الوطنيين مجرد نخاسين .. !!
نخاسون لطالما خدعونا وهم يكممون أفواهنا (لا صوت يعلو على صوت المعركة ..) فاستسلمنا وخرسنا لتسعة عقود على أمل أن نسمع صوت هدير المعارك فإذا به صمت القبور ولا يسمع الصم الدعاء ولو كانوا ينطقون.. وإذا بهم دون خجل من دمِنا وضحايانا يُبدّلون كل توجهاتهم ليصبح ( السلام الخيار الاستراتيجي الوحيد )..
*كانوا هم المسئولين عن تسليح جيوشنا وترويضها بالكروش المنتفخة بالعجول السمينة والصدور المغطاة بالأوسمة اللامعة والنياشين الصقيلة بل عادوا لنا بوثائق إستسلام مهين مشين ليكذبوا علينا كما كذبوا دائما فأطلقوا على الاستسلام سلاما ليفخروا بالعار -وأي عار- على أنه نصرا وليس يلتقي وشروط أي نصر من أي نوع .. ليولد فينا ألف سؤال وسؤال..
أسئلة تخرق الآذان وتُقطع القلب كنصل السيف:
هل هم عاجزون حقا عن الدفاع عن فلسطين ؟؟
هل هم عاجزون لكي نلتمس لهم المعاذير؟؟
أم أنهم لا يريدون؟؟
إن مقارنة حجم السلاح الذي يشترونه بمليارات الدولارات لا بالملايين تدريبات الجيوش واستعراضاتهم العسكرية ومناوراتهم والإنفاق العسكري والمدد الخارجي لرفد الجيوش بالخبرة التدريبية وأحدث وسائل الحرب الالكترونية وفنون القتال …
قتال من ؟؟ ومتى ؟؟
*كل ذلك يفضح فرية إدعائهم (العجز والقصور) ويبقى الاستسلام والتواطؤ هو الجواب .. بعد مقارنة حجم الجيوش وقادتها وعدد الشعوب ووزراء الدفاع وعقود التسليح وكمية الإنفاق على كلّ ذلك
فعليّا أشعر بالعار ..
نعم
وصمة عار وذل ومهانة وهزيمة وخنوع وألف استسلام .. وما أسهل الإجابة عن السؤال .. لكن بشرط أن نزيل أكداس الكذب والنفاق والتدليس التي تزدحم بها وسائل إعلامنا بالتزوير والتلفيق والخداع وقلب الحقائق والتي كست المُدنّس بثوب مُقدس .. فقط لو نتحلّى بثقافة المواجهة والاعتراف..
ولنعترف ..فلسطين ضحية عجزنا وثمرة تأسيس وبناء بلادنا الوظيفية وتحويلها الى ممالك ودويلات ومشيخات ونحن ضحايا حكّامنا العملاء منذ اقتطع المارقون مضاربنا من جسد الأمّة وأغاروا صدورنا على بعضنا وأشعلوا نار الفتنة والكراهية فيما بيننا .. ومشكلتنا أن ولاة أمورنا ومن حولهم شيوخ السلاطين
والليبروجامية الذين اشتغلوا بحرق البخور وإدارة مجامرها وتعطير مجالس الظلم والظلام يكررون في مأساوية فادحة كل خطايا التاريخ ..
*يا قوم .. ليس ثمة سلام إلا بالتحرير الكامل لكل الأرض من البحر الى النهر .. أما انتي يا غزة الكرامة والرجولة والعزّة ..لا تنتظري العون من أمة استسلم أشرف من فيها وروَّضها حكامها وساسها نخبتها وعاملوها كما يعامل النخاس عبيده وجواريه .. لا تنتظري من أمتك العون .. فجُلّ أمتك مسجون محاصر حصارا لا يقل قسوة عن حصارك .. أما النخبة المسيطرة المتحكمة فهي سليمة الجسد فاقدة للروح ..
ترفل في الديباج لكنها عارية من الشرف .. ممتلئة حدّ التخمة و لا تملك كسرة كرامة ..حكيمة حد الخسة .. عاقلة حد الجبنمسلحة حتى الأسنان لكن أسلحتها موجهة إلى صدورنا لا إلى أعدائنا ..
تنوء بما تحمل من أسلحة بالمليارات لكنها كالحمار يحمل أسفارا .. أما قوّتها فليست إلا أصفارا .. ووالله الذي لا إله إلا هو إني لأرى في الضوء الساطع لانفجارات أجساد شهدائك نهاية كيان إسرائيل الصهيوني..
أراها رأي العين .. وأظن أنهم الآن يرونها ويعلمون أنهم بكل قنابلهم النووية وأساطيلهم وجيوشهم الجرارة يحاربون معركة يائسة كتب نهايتها شهيد ..نعم .. أرى ذلك .. وأرى نهاية أنظمة لا عربية ولا مسلمة هرمت في مواقعها حتى تحللت فتعفنت .. وإننا ننظر إليك بانبهار ونتعلم منك .. فعلمينا ..ولا تتعلمي منا .. أَسمعينا يا غزة الرجال الرجال ولا تسمعي منا..
فلن نفعل شيئا الا التظاهر والاعتصام والغضب الالكتروني وبكاء عابرا وحزنا لن يطول..
الكاتبة الاردنية الأكثر عجزا من البقية ..
احسان الفقيه
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية