لا يعتقد سكان قطاع غزة الساحلي المنكوب بفعل الحرب التي تشنها إسرائيل ضدهم أن تكون هذه آخر الحروب التدميرية، فغالبيتهم بحكم التجربة يشيرون إلى جولة حروب أخرى ستنفذها إسرائيل حتما، ربما خلال أشهر أو سنوات قليلة، كون أن «الحرب وإسرائيل» هما كلمتان متلازمتان في قاموس المعاني، مبررين ذلك بهروب قادة إسرائيل على مدار السنوات الست الماضية من أزماتهم الداخلية للاتجاه نحو الضرب وشن الحروب على غزة.
فمنذ ست سنوات أي من الفترة الممتدة من نهاية العام 2008، وحتى تموز/يوليو من العام الجاري شنت إسرائيل ثلاث حروب شرسة ضد قطاع غزة، أوقعت خلالها مئات الضحايا، غالبيتهم من الأطفال والمدنيين، وآلاف الجرحى الذين يعاني الكثير منهم من الإعاقة.
ففي العام 2008 فاق ضحايا حرب «الرصاص المصبوب» الـ 1700 شهيد، علاوة عن أكثر من 5000 جريح، ودمرت خلالها قوات الاحتلال أكثر من 14 ألف منزل ومنشأة، وعاثت في غزة خرابا، وأرتكبت مجازر وعمليات قتل جماعي، وأستخدمت أسلحة محرمة دوليا، حسب إفادات مؤسسات ولجان تحقيق دولية.
وعادت إسرائيل بعد أريع سنوات، وتحديدا في منتصف شهر كانون الأول/نوفمبر من العام 2012 وشنت حرب «عامود السحب» فأوقعت خلالها نحو 200 شهيد، وأكثر من ألفي جريح، قبل أن تقتصر المسافة بين الحروب وتشن في السابع من الشهر الجاري أي بعد عام ونصف على آخر حرب، هجومها الأوسع ضد غزة ضمن حرب أسمتها «الجرف الصامد» لتقتل خلالها نحو 700 فلسطيني، جلهم أطفال ونساء، وهو ما جعل من السكان يتوقعون قرب الحرب الرابعة.
أكثر ما ميز الحرب الأخيرة هو تركيز قوات الاحتلال بشكل متعمد على عدة أعمال إرهابية، بهدف إخافة السكان، وقتل أكثر عدد من المدنيين لإرهاب ساحة غزة والمقاومة، أولها كان تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، كما حدث مع عدة عائلات أبرزها أبو جامع، وصيام، وكوارع، والكيلاني، وحمد، ونصاصرة، وغنام، وعياد، وعدد آخر من العائلات المنكوبة، لتبيد في كثير من الأحيان العائلة كاملة كما حدث مع عائلتي أبو جامع والكيلاني، ففي الأولى قضى 28 فردا من العائلة بقصف منزلها المكون من ثلاث طبقات، وفي الثانية قضى سبعة أفراد هم الأب والأم والأولاد.
وكان من أبرز ما اقترفته أيضا قوات الاحتلال تعمد قتل الأطفال والمدنيين والنساء، وكان أبرز شاهد على ذلك ارتفاع الضحايا من الفئات المذكورة، وتوثيق ذلك تم من خلال الصورة التلفزيونية التي رصدت لحظة قتل أربعة أطفال من عائلة بكر وهم يلهون على شاطئ بحر غزة، إضافة إلى القصف المتعمد للأحياء السكنية بشكل عشوائي كما جرى في حي الشجاعية، فسقط هناك أكثر من 60 شهيدا، وبلدة خزاعة على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة. غير أن الحرب ورغم حجم الدمار والموت الكبيرين، أظهرت فشل إسرائيل على أكثر من مستوى، فعلى المستوى الداخلي في غزة، لم تخرج الجماهير على المقاومة كما خطط قادة تل أبيب، بل ازدادوا تمسكا بالمقاومة، مشجعينها على الإنتقام.
وتجلى الأمر في وقوف منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس في موقف الداعم لمطالب المقاومة الخاصة بوقف إطلاق النار، بتضمين ذلك بشكل رسمي في بيان، أكد أن مطلب رفع الحصار عن غزة وباقي مطالب المقاومة هي مطالب كل الشعب الفلسطيني، وهو أمر قابلته حركة حماس التي انتقدت مع بداية الحرب سياسة الرئيس عباس بترحيب كبير.
أما على المستوى العسكري فقد سجلت إسرائيل إخفاقا كبيرا، وأظهرت الحرب أن استعدادات وخطط المقاومة كانت أكثر وأقوى من استعدادات «الجيش الذي لا يقهر» حسب تسمية قادة تل أبيب.
فمثلا في الحرب الأخيرة والتي سبقتها، كانت صواريخ المقاومة تصل إلى مسافة 75 كيلومترا داخل إسرائيل، أما في الحالية فقد ضربت المقاومة بصواريخ امتلكتها كتائب القسام الجناح المسلح لحماس مدنا إسرائيلية تبعد 160 كيلومترا عن غزة، وهي من إنتاجها وأسمتها «r 160». وامتلاك سرايا القدس الجناح المسلح صواريخ متطورة تضرب مدينة تل أبيب والقدس، أظهر قدرة الفصائل المسلحة على تعطيل حركة الملاحة الجوية في مطار «بن غوريون».
وشكلت عملية تطور المقاومة في تصنيع وأمتلاك الصواريخ صدمة كبيرة لقادة أجهزة استخبارات إسرائيل، التي لم تكن تتوقع امتلاك المقاومة كل هذه الأعداد من الصواريخ. وعلى الصعيد العسكري أيضا تمكنت المقاومة أيضا من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال، فقادة جيش تل أبيب أعترفوا بمقتل 30 ضابطا وجنديا، والعدد مرشح للزيادة، كما أن المقاومة المسلحة سجلت نجاحات كبيرة في صد عمليات التوغل من خلال خطط حربية أعتمدت على المباغتة، وعلى تفجير عبوات كبيرة تحت الدبابات المتوغلة، والإلتحام من مسافة صفر مع جيش الاحتلال، علاوة على عمليات القنص التي نجت المقاومة كثيرا فيها من خلال امتلاك بنادق متطورة، بثت الرعب في الجنود الإسرائيليين، وعمليات الوصول إلى مناطق داخل إسرائيل، عبر أنفاق تمتد من حدود القطاع إلى ما بعد الحدود.
وتمكن مسلحو حماس من استخدام استراتيجية جديدة قامت على نقل المقاومة المعركة البرية مع إسرائيل إلى داخل خطوطها.
وظهر جليا مدى تطور خطط وعمل المقاومة، مقابل تراجع قوة جيش الاحتلال، في عجز إسرائيل عن الدخول بجيشها في عمق أكبر داخل قطاع غزة، فمثلا في الحرب الأولى «الرصاص المصبوب» وصلت القوات الإسرائيلية على مسافة قصيرة من وسط مدينة غزة، حين دخلت حي تل الهوا، وقبله قسمت القطاع إلى ثلاثة أقسام بوصولها إلى أقصى نقطة من جهة الغرب والوصول من ناحية وسط القطاع إلى منطق الساحل، أي بمسافة تصل لأكثر من ثلاثة كيلو مترات في عمق غزة، لكن في الحرب الحالية لم تتمكن الدبابات رغم تغطية الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية من الدخول سوى لمسافة لم تزد عن الـ 500 متر، وفي بعض المناطق إلى أكثر من هذا الرقم بقليل، بفعل خطط المقاومة المسلحة، وقدراتها العسكرية في أرض المعركة.
وفي خضم هذا كله لا يستبعد السكان وحتى فصائل المقاومة وجود «مؤامرة» دولية تشارك فيها عدة أطراف تقف ضد قطاع غزة، وهم ينتظرون ما بعد إنقشاع غيوم الحرب بشكل كامل إلى الفترة المقبلة، المتمثلة في إعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار كبير في غزة.
فهناك أكثر من 10 ألاف منزل جرى تدميره بشكل كامل، وهناك أحياء مثل الشجاعية وأطراف بلدة خزاعة دمرت بشكل كامل، ومشهدها يوحي وكأن المنطقة ضربها زلزال كبير.
ويكتوي كثير من السكان من وعود الإعمار، فمثلا هناك عدة مليارات رصدت في مؤتمر دولي إستضافته مدينة شرم الشيخ بعد الحرب الأولى، غير أن أيا من هذه الأموال لم يصل إلى السكان، خاصة وأن من بينهم ما زال يعاني من آثار تلك الحرب.
الفصائل الفلسطينية المسلحة العاملة في قطاع غزة
كتائب القسام:
وهو الذراع المسلح لحركة حماس، ويعد من أكبر الفصائل المسلحة في قطاع غزة، ويمتلك مسلحو التنظيم العتاد العسكري الأكبر، من صواريخ يصل مداها كل مناطق إسرائيل وهي «r 160»، إضافة إلى صواريخ «j 80» و «m 75» وصواريخ أخرى من نوع «غراد»، إضافة إلى قدرة التنظيم على إحراز تطوير نوعي بامتلاكه طائرات بدون طيار قادرة على التجسس وتنفيذ هجمات اسماها «أبابيل»، ويمتلك التنظيم المسلح لحماس صواريخ متطورة مضادة للدروع من نوع «كورنيت»، ووحدات قتالية من النخبة «فرق كوماندوس».
سرايا القدس:
الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وهذا التنظيم المسلح هو التنظيم العسكري الثاني بعد كتائب القسام من ناحية العتاد والكم، ويمتلك مسلحو السرايا صواريخ تستطيع ضرب مدن تل أبيب والقدس الغربية، من نوع «برق 70»، كما وتمتلك السرايا أيضا صواريخ «كورنيت» و»غراد»، ولها وحدة مختصة بعمليات القنص، والإشتباك المباشر مع العدو.
تشكيلات عسكرية من نشطاء فتح:
وهي كتائب شهداء الأقصى، وكتائب عبد القادر الحسيني، وكتائب أحمد أبو الريش، وتسلحها أقل من مسلحي حماس والجهاد، واشتركت هذه التشكيلات في عمليات إطلاق صواريخ يصل مداها لبلدات إسرائيل في غلاف غزة، وقاذفات مضادة للدروع.
لجان المقاومة الشعبية:
ولها فصيل مسلح يسمى ألوية الناصر صلاح الدين، وتمتلك صواريخ «غراد»، وأعلنت عن شن هجمات على بلدات محيط غزة، وعمليات قنص لجنود إسرائيليين، واستهداف آلية مصفحة ودبابات.
كتائب أبو علي مصطفى:
الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأشتركت في هجمات قصفت فيها بلدات محيط غزة، وأخرى في عمق أكبر بصواريخ «غراد»، واستهداف آليات متوغلة، وإطلاق قذائف هاون.
كتائب المقاومة الوطنية:
الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأعلنت خلال الحرب شنها عدة هجمات على بلدات إسرائيلية في النقب الغربي، بصواريخ من نوع «غراد» وصواريخ «107»، وقذائف هاون، ومضادات للدروع.
وهناك تشكيلات مسلحة أخرى تنشط في قطاع غزة منها كتائب المجاهدين، حركة الصابرين، وكتائب الأنصار.
أشرف الهور
لا يعتقد سكان قطاع غزة الساحلي المنكوب بفعل الحرب التي تشنها إسرائيل ضدهم أن تكون هذه آخر الحروب التدميرية، فغالبيتهم بحكم التجربة يشيرون إلى جولة حروب أخرى ستنفذها إسرائيل حتما، ربما خلال أشهر أو سنوات قليلة، كون أن «الحرب وإسرائيل» هما كلمتان متلازمتان في قاموس المعاني، مبررين ذلك بهروب قادة إسرائيل على مدار السنوات الست الماضية من أزماتهم الداخلية للاتجاه نحو الضرب وشن الحروب على غزة.
فمنذ ست سنوات أي من الفترة الممتدة من نهاية العام 2008، وحتى تموز/يوليو من العام الجاري شنت إسرائيل ثلاث حروب شرسة ضد قطاع غزة، أوقعت خلالها مئات الضحايا، غالبيتهم من الأطفال والمدنيين، وآلاف الجرحى الذين يعاني الكثير منهم من الإعاقة.
ففي العام 2008 فاق ضحايا حرب «الرصاص المصبوب» الـ 1700 شهيد، علاوة عن أكثر من 5000 جريح، ودمرت خلالها قوات الاحتلال أكثر من 14 ألف منزل ومنشأة، وعاثت في غزة خرابا، وأرتكبت مجازر وعمليات قتل جماعي، وأستخدمت أسلحة محرمة دوليا، حسب إفادات مؤسسات ولجان تحقيق دولية.
وعادت إسرائيل بعد أريع سنوات، وتحديدا في منتصف شهر كانون الأول/نوفمبر من العام 2012 وشنت حرب «عامود السحب» فأوقعت خلالها نحو 200 شهيد، وأكثر من ألفي جريح، قبل أن تقتصر المسافة بين الحروب وتشن في السابع من الشهر الجاري أي بعد عام ونصف على آخر حرب، هجومها الأوسع ضد غزة ضمن حرب أسمتها «الجرف الصامد» لتقتل خلالها نحو 700 فلسطيني، جلهم أطفال ونساء، وهو ما جعل من السكان يتوقعون قرب الحرب الرابعة.
أكثر ما ميز الحرب الأخيرة هو تركيز قوات الاحتلال بشكل متعمد على عدة أعمال إرهابية، بهدف إخافة السكان، وقتل أكثر عدد من المدنيين لإرهاب ساحة غزة والمقاومة، أولها كان تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، كما حدث مع عدة عائلات أبرزها أبو جامع، وصيام، وكوارع، والكيلاني، وحمد، ونصاصرة، وغنام، وعياد، وعدد آخر من العائلات المنكوبة، لتبيد في كثير من الأحيان العائلة كاملة كما حدث مع عائلتي أبو جامع والكيلاني، ففي الأولى قضى 28 فردا من العائلة بقصف منزلها المكون من ثلاث طبقات، وفي الثانية قضى سبعة أفراد هم الأب والأم والأولاد.
وكان من أبرز ما اقترفته أيضا قوات الاحتلال تعمد قتل الأطفال والمدنيين والنساء، وكان أبرز شاهد على ذلك ارتفاع الضحايا من الفئات المذكورة، وتوثيق ذلك تم من خلال الصورة التلفزيونية التي رصدت لحظة قتل أربعة أطفال من عائلة بكر وهم يلهون على شاطئ بحر غزة، إضافة إلى القصف المتعمد للأحياء السكنية بشكل عشوائي كما جرى في حي الشجاعية، فسقط هناك أكثر من 60 شهيدا، وبلدة خزاعة على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة. غير أن الحرب ورغم حجم الدمار والموت الكبيرين، أظهرت فشل إسرائيل على أكثر من مستوى، فعلى المستوى الداخلي في غزة، لم تخرج الجماهير على المقاومة كما خطط قادة تل أبيب، بل ازدادوا تمسكا بالمقاومة، مشجعينها على الإنتقام.
وتجلى الأمر في وقوف منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس في موقف الداعم لمطالب المقاومة الخاصة بوقف إطلاق النار، بتضمين ذلك بشكل رسمي في بيان، أكد أن مطلب رفع الحصار عن غزة وباقي مطالب المقاومة هي مطالب كل الشعب الفلسطيني، وهو أمر قابلته حركة حماس التي انتقدت مع بداية الحرب سياسة الرئيس عباس بترحيب كبير.
أما على المستوى العسكري فقد سجلت إسرائيل إخفاقا كبيرا، وأظهرت الحرب أن استعدادات وخطط المقاومة كانت أكثر وأقوى من استعدادات «الجيش الذي لا يقهر» حسب تسمية قادة تل أبيب.
فمثلا في الحرب الأخيرة والتي سبقتها، كانت صواريخ المقاومة تصل إلى مسافة 75 كيلومترا داخل إسرائيل، أما في الحالية فقد ضربت المقاومة بصواريخ امتلكتها كتائب القسام الجناح المسلح لحماس مدنا إسرائيلية تبعد 160 كيلومترا عن غزة، وهي من إنتاجها وأسمتها «r 160». وامتلاك سرايا القدس الجناح المسلح صواريخ متطورة تضرب مدينة تل أبيب والقدس، أظهر قدرة الفصائل المسلحة على تعطيل حركة الملاحة الجوية في مطار «بن غوريون».
وشكلت عملية تطور المقاومة في تصنيع وأمتلاك الصواريخ صدمة كبيرة لقادة أجهزة استخبارات إسرائيل، التي لم تكن تتوقع امتلاك المقاومة كل هذه الأعداد من الصواريخ. وعلى الصعيد العسكري أيضا تمكنت المقاومة أيضا من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال، فقادة جيش تل أبيب أعترفوا بمقتل 30 ضابطا وجنديا، والعدد مرشح للزيادة، كما أن المقاومة المسلحة سجلت نجاحات كبيرة في صد عمليات التوغل من خلال خطط حربية أعتمدت على المباغتة، وعلى تفجير عبوات كبيرة تحت الدبابات المتوغلة، والإلتحام من مسافة صفر مع جيش الاحتلال، علاوة على عمليات القنص التي نجت المقاومة كثيرا فيها من خلال امتلاك بنادق متطورة، بثت الرعب في الجنود الإسرائيليين، وعمليات الوصول إلى مناطق داخل إسرائيل، عبر أنفاق تمتد من حدود القطاع إلى ما بعد الحدود.
وتمكن مسلحو حماس من استخدام استراتيجية جديدة قامت على نقل المقاومة المعركة البرية مع إسرائيل إلى داخل خطوطها.
وظهر جليا مدى تطور خطط وعمل المقاومة، مقابل تراجع قوة جيش الاحتلال، في عجز إسرائيل عن الدخول بجيشها في عمق أكبر داخل قطاع غزة، فمثلا في الحرب الأولى «الرصاص المصبوب» وصلت القوات الإسرائيلية على مسافة قصيرة من وسط مدينة غزة، حين دخلت حي تل الهوا، وقبله قسمت القطاع إلى ثلاثة أقسام بوصولها إلى أقصى نقطة من جهة الغرب والوصول من ناحية وسط القطاع إلى منطق الساحل، أي بمسافة تصل لأكثر من ثلاثة كيلو مترات في عمق غزة، لكن في الحرب الحالية لم تتمكن الدبابات رغم تغطية الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية من الدخول سوى لمسافة لم تزد عن الـ 500 متر، وفي بعض المناطق إلى أكثر من هذا الرقم بقليل، بفعل خطط المقاومة المسلحة، وقدراتها العسكرية في أرض المعركة.
وفي خضم هذا كله لا يستبعد السكان وحتى فصائل المقاومة وجود «مؤامرة» دولية تشارك فيها عدة أطراف تقف ضد قطاع غزة، وهم ينتظرون ما بعد إنقشاع غيوم الحرب بشكل كامل إلى الفترة المقبلة، المتمثلة في إعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار كبير في غزة.
فهناك أكثر من 10 ألاف منزل جرى تدميره بشكل كامل، وهناك أحياء مثل الشجاعية وأطراف بلدة خزاعة دمرت بشكل كامل، ومشهدها يوحي وكأن المنطقة ضربها زلزال كبير.
ويكتوي كثير من السكان من وعود الإعمار، فمثلا هناك عدة مليارات رصدت في مؤتمر دولي إستضافته مدينة شرم الشيخ بعد الحرب الأولى، غير أن أيا من هذه الأموال لم يصل إلى السكان، خاصة وأن من بينهم ما زال يعاني من آثار تلك الحرب.
الفصائل الفلسطينية المسلحة العاملة في قطاع غزة
كتائب القسام:
وهو الذراع المسلح لحركة حماس، ويعد من أكبر الفصائل المسلحة في قطاع غزة، ويمتلك مسلحو التنظيم العتاد العسكري الأكبر، من صواريخ يصل مداها كل مناطق إسرائيل وهي «r 160»، إضافة إلى صواريخ «j 80» و «m 75» وصواريخ أخرى من نوع «غراد»، إضافة إلى قدرة التنظيم على إحراز تطوير نوعي بامتلاكه طائرات بدون طيار قادرة على التجسس وتنفيذ هجمات اسماها «أبابيل»، ويمتلك التنظيم المسلح لحماس صواريخ متطورة مضادة للدروع من نوع «كورنيت»، ووحدات قتالية من النخبة «فرق كوماندوس».
سرايا القدس:
الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وهذا التنظيم المسلح هو التنظيم العسكري الثاني بعد كتائب القسام من ناحية العتاد والكم، ويمتلك مسلحو السرايا صواريخ تستطيع ضرب مدن تل أبيب والقدس الغربية، من نوع «برق 70»، كما وتمتلك السرايا أيضا صواريخ «كورنيت» و»غراد»، ولها وحدة مختصة بعمليات القنص، والإشتباك المباشر مع العدو.
تشكيلات عسكرية من نشطاء فتح:
وهي كتائب شهداء الأقصى، وكتائب عبد القادر الحسيني، وكتائب أحمد أبو الريش، وتسلحها أقل من مسلحي حماس والجهاد، واشتركت هذه التشكيلات في عمليات إطلاق صواريخ يصل مداها لبلدات إسرائيل في غلاف غزة، وقاذفات مضادة للدروع.
لجان المقاومة الشعبية:
ولها فصيل مسلح يسمى ألوية الناصر صلاح الدين، وتمتلك صواريخ «غراد»، وأعلنت عن شن هجمات على بلدات محيط غزة، وعمليات قنص لجنود إسرائيليين، واستهداف آلية مصفحة ودبابات.
كتائب أبو علي مصطفى:
الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأشتركت في هجمات قصفت فيها بلدات محيط غزة، وأخرى في عمق أكبر بصواريخ «غراد»، واستهداف آليات متوغلة، وإطلاق قذائف هاون.
كتائب المقاومة الوطنية:
الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأعلنت خلال الحرب شنها عدة هجمات على بلدات إسرائيلية في النقب الغربي، بصواريخ من نوع «غراد» وصواريخ «107»، وقذائف هاون، ومضادات للدروع.
وهناك تشكيلات مسلحة أخرى تنشط في قطاع غزة منها كتائب المجاهدين، حركة الصابرين، وكتائب الأنصار.
أشرف الهور
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية