اخر الاخبار

السبت , 2 أغسطس , 2014


اعتبر الدكتور كلوفيس مقصود المفكر العربي والدبلوماسي اللبناني المخضرم ومندوب الجامعة العربية الأسبق في الأمم المتحدة ان مواجهة العدوان الصهيوني على غزة لا تكون إلا بتمسك الفلسطينيين بالوحدة الوطنية. وأوضح في حوار خاص مع «القدس العربي» على هامش زيارته إلى تونس مؤخرا بمناسبة صدور كتابه الجديد «زوايا الذاكرة» أن تونس تتقدم أشواطا كبيرة نحو ترسيخ تجربتها الديمقراطية. وأضاف أنه لا بد من عودة الوحدة الوطنية في مصر وفسح المجال لمعارضة مشروعة تحترم شرعية الدستور. لافتا النظر إلى ان عدم التماسك في جبهة المعارضة السورية يُبقي دمشق سجينة اللا حسم.
○ في اعتقادكم إلى أين تسير الحرب في غزة وكيف السبيل لتغيير المشهد وإعادة الزخم إلى القضية الأم؟
• لقد كان دافع إسرائيل للحرب على غزة ضرب الوحدة التي قامت بين السلطة وحماس من خلال الحكومة الائتلافية الأخيرة. وهذا ما يفسر التجاوب والتضامن ومن ثم التكامل بين الانتفاضة في الضفة والمواجهة في غزة. كما يوضح هذا العدوان للعالم شراسة المشروع الصهيوني العامل على إلغاء القضية الفلسطينية. لذلك فإن الرد يكمن في العمل على التمسك بهذه الوحدة وأن تكون المرجعية الشرعية الوحيدة التي يتعامل معها المجتمع الدولي، بحيث لا تبقى حماس هدفاً للاستفراد بها ولا السلطة هدفاً لاستضعافها. فالوحدة تزيل هذه الأعطاب.
○ خلال زيارتكم الى تونس ما هي أكثر المشاهدات التي علقت بذاكرتكم وهل تعتقدون ان تونس سائرة بالفعل نحو إنجاح تجربتها الديمقراطية الجديدة؟
• لقد كانت زيارتي إلى تونس مناسبة تمكنت فيها من أن أكون شاهداً على مشروع نهضة واعدة ومتواصلة. إن الطاقم السياسي رغم تعددية مكوناته آخذ في تحمل المسؤولية لتجاوز العوائق بهدف استكمال تعريف سليم لما انطوت عليه ثورة تونس الرائدة. إن الخطوات التي يتخذها المسؤولون من شأنها أن تؤدي إلى وضع يحتكم إلى الدستور بحيث يجري تمكين المواطن من ممارسة حقوقه وواجباته في المشاركة الديمقراطية. ورغم التباينات في مقاربة التحديات، فإن الحوار الذي استولدته ساهم في إثراء العملية السياسية والسعي إلى الحكم السّوي. من هنا يتشكل اعتقادي بأن تونس سائرة نحو ترسيخ تجربتها الديمقراطية. وأثناء تواجدي في تونس حدثت العملية الإرهابية التي ذهب ضحيتها 14 جنديا من الجيش، وكان اللافت هو ذلك الإجماع التونسي على الإدانة الواضحة والتصميم على إقتلاع جذور الإرهاب.
○ لماذا أخفقت «الثورات» في باقي الدول مثل سوريا وليبيا واليمن؟
• لم تكن هناك ثورات كي تفشل، كانت هناك فقط إنتفاضات ضد أنظمة الاستبداد، وما قامت به كان الإطاحة بهذه الأنظمة القائمة، كحاجة راهنة. وكانت انتفاضة تونس الشرارة التي امتدت بحكم وحدة الظروف ومصالح الجماهير العربية لكنها افتقدت للمرجعية. ونظراً للتركيبات المتباينة والمتناقضة، القبلية والطائفية والعرقية، التي تعذر تجاوزها في أقطار مثل اليمن وسوريا وليبيا، فشلت هذه الإنتفاضات، فيما كان الوضع أكثر تماسكاً ومناعة في تونس بحكم غياب هذه العوامل السلبية عن الجسم الاجتماعي – السياسي.
○ بالنسبة للوضع في العراق، ماهي قراءتكم لسيطرة داعش على مناطق هامة من بلاد الرافدين وهل تتوقعون ان تمتد ما تسمى «دولة الخلافة» الى مناطق أخرى خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن سيطرة التنظيم على حوالي 30 في المئة من الأراضي السورية؟
• الوضع في العراق حالة أخرى. فالإحتلال ساهم في تفكيك الدولة وشجع الإنطواء الطائفي والعرقي بين الشيعة والسنة ثم بين العرب والأكراد. وقد نتج ذلك أيضا عن سياسات الاستئثار التي مارسها المالكي وتمييزه بين المكونات العراقية وعدم تجاوبه مع ضرورات وحدة الدولة وعدم استجابته لتثمير الشروط التي من شأنها تحويل التعددية السلبية إلى تنوع إيجابي يعزز وحدة العراقيين. ولا بد من الإشارة إلى أن العامل الجيو – سياسي الإيراني تصرف بصورة سلبية من خلال دعم المالكي بدلاً من نصحه، مما ولد ردة فعل غير عقلانية تمثلت في « داعش» وما تمثله من شطط وخطر كبيرين على وحدة العراق كما على العرب والإسلام والمسلمين.
○ بعد الدمار الذي لحق بسوريا اليوم هل يمكن الحديث عن حل سياسي بين المعارضة والنظام وعلى من تحملون مسؤولية تردي الأوضاع؟
• إن أخطر ما أدت إليه الحرب الأهلية في سوريا هو التمزق في نسيجها الإجتماعي فضلا عن خراب بنيتها التحتية وما رست عليه الأوضاع حتى الآن من تشرذم. المفروض أن مسؤولية الحكم أي حكم، هي حماية المواطنين كل المواطنين. الحكم في سوريا لم ينهض بأولوية هذه المسؤولية. الأمر الذي أدى إلى سقوط أكثر من 160 ألف مواطن سوري ضحية هذه الحرب العبثية عدا عن ملايين النازحين واللاجئين. هذا الوضع يقابله أيضا ارتباك المعارضة، الأمر الذي أدى إلى اختراقها بعناصر لا تمت بصلة إلى أهداف المعارضة الأصيلة وبالتالي حصل الإرتباك وجاءت المساعدات للجيش الحر متأخرة جداً. عدم التماسك في جبهة المعارضة يبقي سوريا سجينة اللا حسم، على الأقل لمرحلة نرجو أن تكون قصيرة. فسوريا تبقى قطراً مركزياً في الأمة العربية وبالتالي فإن الوضع الراهن يستوجب إعادة نسج وحدة وطنية سورية تكون المدخل الوطني لإعادة الوحدة. وهذا أمر متوفرة إمكاناته لدى القوى الحيّة في سوريا التي لا بديل عنها لتجسير ما تسببت فيه الحرب الأهلية من جروح نفسية ومادية.
○ يعتبر البعض ان «الربيع» العربي تحول الى «ربيع» للإرهاب ما مدى دقة هذه المقولة وكيف تنظرون الى مستقبل المنطقة العربية اليوم؟
• لا نستطيع أن نربط كلمة «ربيع» بالإرهاب، هذه مقولة غير دقيقة. إن مستقبل المنطقة اليوم يتطلب إطاراً ينظم الحراك الشعبي من خلال صيغة تنسيقية متكاملة ومرجعية موثوقة ومستنيرة توجهها. عندئذ تستقيم المعادلة وبما يمكّن الأجيال الشابة والمقبلة من أن تخترق كافة المعوقات والرواسب التي اختبرناها في العقود السابقة والتي ساهمت في تعطيل طموحاتنا القومية بشكل هدّد وحدة المصير وكاد أن يسبب خسارة الأمة لفلسطينها. فتعديل البوصلة أصبح أولوية في هذا الظرف حتى نردع الظلامية التي أفرزتها شوائب السياسة والثقافة.
○ ماهو تقييمكم للتجربة المصرية الى أين تتجه الأمور في مصر؟
• مصر كانت وستبقى جسر التواصل بين المغرب العربي والمشرق العربي. ولتفعيل هذا الدور الرئيسي بشكل أكثر نجاعة وفعالية، لا مفرّ من نقض المعاهدة التي وقعها السادات مع إسرائيل. فهي عطلت قوة الردع العربية بحيث صارت إسرائيل تتمادى في استباحة فلسطين والعرب. كما أخرجت مصر العربية من دورها في تحويل التعددية التقسيمية إلى تنوع متكامل. في ضوء هذه المسلمات لا بدّ من عودة الوحدة الوطنية في مصر وأن لا يكون هناك استقطاب كما هو حاصل وأن تدرك الأطراف أن أي استئثار بالحكم من شأنه أن يقلّص احتمالات ريادة مصر للأمة. من هذا المنظور فإن على النظام استبدال الخصومة بالاحتضان وفسح المجال لمعارضة مشروعة تحترم شرعية الدستور. مثل هذا المسار يساعد على إخراج مصر من أزمتها السياسية كي تقوى على تسريع حل الأزمات الناشبة في معظم البلدان العربية.
○ وأخيرا الوضع في لبنان، ما تداعيات الأزمة الحاصلة في سوريا وهل بالإمكان الخروج برئيس توافقي في هذه الظروف؟
• اجتمع مؤخرا مجلس النواب اللبناني لمعالجة قضيتين مصيريتين: الأولى، الوضع في غزة حيث عبّر رئيس الحكومة عن التضامن الكامل مع شعب غزة والإدانة الصريحة للعدوان الإسرائيلي مؤكداً مركزية القضية الفلسطينية والتزام لبنان بها كقضية مصيرية للبنان والعرب. وكان الاجماع في المجلس النيابي في هذا الصدد ملهماً . الثاني، كان وضع المسيحيين وما يتعرضون له من اضطهاد وتهديد في مدينة الموصل العراقية حيث تعرضوا للتهجير. وقد كان النواب المسلمون أكثر إصراراً على إدانة مثل هذه الممارسة والسلوك مع التأكيد على أن الوجود المسيحي في لبنان والأمة هو متجذر إلى الحد الذي وصفه الرئيس سلام بأنه ملح الأرض العربية. لقد كانت جلسة السبت 26 تموز/يوليو تعبيرا عن تجديد وحسم الإلتزام اللبناني بالإجماع مع القضية الفلسطينية وإدانة أي تمييز او تهجير للمسيحيين العرب كونهم « ملح الأرض العربية « كما قال الرئيس سلام.

روعة قاسم

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية

بقلم: #روعة_قاسم

القراء 1348

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net