يتساءل الكثير من المستهلكين العرب عن إنعكاس سعر صرف الدولار الأمريكي عليهم، وما اذا كانت قوة الدولار أو ضعفه هي الأفضل لهم ولاقتصاداتهم، فيما لا يكاد يختلف إثنان في العالم العربي على حقيقة مفادها أن سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى يؤثر على العرب وعلى اقتصاداتهم.
وسجل الدولار الأمريكي قبل أيام أعلى مستوى له منذ 10 أشهر، مرتفعاً أمام العملات الرئيسية الأخرى في العالم، وذلك بعد شهور من التراجع الذي مني به أمام اليورو الأوروبي والجنيه الاسترليني، فيما جاء ارتفاع الدولار الأمريكي مدعوماً بنسبة النمو التي سجلها الناتج المحلي الأمريكي في الربع الثاني من العام الحالي والتي فاقت كافة التوقعات عندما بلغت مستويات الـ4٪.
ويتوقع الكثير من المحللين والمراقبين أن يسجل الدولار الأمريكي مزيداً من الإرتفاع في حال تأخر مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في إصدار قرار برفع أسعار الفائدة، وهو القرار الذي يجمع المحللون الماليون والمراقبون الاقتصاديون على أنه سيؤدي الى ارتفاع فوري وسريع في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى بسبب أن الطلب على العملة الخضراء سوف يرتفع تبعاً لذلك. ويظل السؤال المفتوح بالنسبة للمستهلكين العرب هو أي الحالات أفضل لهم، ارتفاع أم انخفاض الدولار، وأيهما يجلب لهم الضرر، حيث يقول محلل مالي تحدث لــ«القدس العربي» إن التأثير يتفاوت من دولة لأخرى ومن اقتصاد عربي لآخر، حيث أن بعض الدول العربية ترتبط عملاتها المحلية بالدولار الأمريكي مثل الاردن والسعودية والإمارات، بينما البعض الآخر عملاتها معومة وليست مرتبطة بشكل كامل بالدولار.
ويشرح الخبير المالي هذه الفروق بالإشارة الى أن الدول التي ترتبط عملاتها بالدولار الأمريكي (مثل الأردن والسعودية) تستفيد من ارتفاع سعر صرف الدولار، أما تلك الاقتصادات ذات العملات المعومة «مثل مصر» فانها تتضرر من ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي.
وبحسب المحلل المالي فعندما يرتفع الدولار الأمريكي فان العملات المرتبطة به ترتفع تبعاً لذلك، وهو ما يجعل لدى المستوردين قدرة أعلى على جذب السلع والبضائع من الخارج بأسعار أفضل، خاصة اذا كان الحديث عن دول مستهلكة مثل الأردن والسعودية وليست دول صناعية، أما الدول ذات العملات المعومة مثل مصر فان ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق العالمية سوف يؤدي الى ارتفاع الأسعار على المستهلك، ويزيد من تكلفة البضائع المستوردة والقادمة من الخارج.
وكان الدولار الأمريكي قد سجل يوم الأربعاء الماضي أعلى مستوى له منذ عشرة شهور بعد صدور تقرير يظهر تعافي الاقتصاد الأمريكي بقوة في الربع الثاني حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي بلغ 4 في المئة.
وخلال شهر تموز/ يوليو الماضي سجل الدولار ارتفاعاً على مدار الشهر كاملاً أمام الين الياباني بنسبة 1.4 في المئة، كما ارتفع الدولار الأمريكي أيضا أمام عملات أخرى مثل نظيره الأسترالي الذي تراجع إلى أدنى مستوياته في شهرين مسجلا 0.9301 دولار أمريكي قبل أن يصل إلى 0.9310 دولار أمريكي منخفضا 0.25 في المئة.
محمد عايش
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية