بُشري .. وأمل ..
كلما أصبحت وأمسيت وطالعتني الأحداث المتلاحقة زادتني ألما وحُزناً ويقيناً لا يتزعزع أنها حرب علي الإسلام والإسلاميين وكل ما هو إسلامي من أمريكا واسرائيل والغرب كله بل وبعض المتأسلمين مدعّي الاسلام ... وأصبح هذا يترسخ في ذهن كل مسلم واعي يعيش في هذا العصر الذي عمت فيه الفتن واختلط فيه الأمر، و صار المسلمون في ذلة وقلة وهوان مستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ..
ولكني لا أنسيَ أبداً " وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ "سورة آل عمران ، وأن لله الأمر من قبل ومن بعد، وأن الله تعالى يأذن بنصر هذا الدين فينتصر، ثم يأذن بغلبة الكفار فيغلبون، وهكذا يداول الله الأيام بين الناس.
وهذه النقطة اخوتي مهمة حتى لا يستشري اليأس في نفوس المخلصين، وحتى يحس المسلم بنور الله عز وجل، والأمل والثقة في الله تعالى عظيمة، وحتى لا ييأس من روح الله، وحتى يكتمل اليقين بأن نصر الله قادم وقريب، وأن المستقبل للإسلام.. "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " سورة الصف"..
أحمد الله كثيراً حينما أستمع لقوله صلي الله عليه وسلم: (بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض)، فهذه الأمور التي يبشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد أن تحصل؛ لأنه لا ينطق عن الهوى،
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ).. كيف يعني الليل والنهار؟ يعني كل الأرض، (ليبلغن هذا الأمر) الإسلام، (ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر) لا بيت حجر وعمارات شاهقة ولا بيت وبر للبدو في الصحراء، لا يترك أي بيت من أي نوع كان، إلا والله عز وجل سَيُدخل الدين في تلك البيوت كلها بعز يُعز الله به الإسلام وذل يذل به الكفر، إذن سيأتي اليوم الذي يدخل الإسلام فيه كل البيوت على وجه الأرض، كل البيوت ولا يبقى بيت واحد إلا ودخله الإسلام، وهذه بشارات عظيمة بنصر الله وبأن المستقبل للاسلام باذن الله..
وهذه بشارة أخرى في الحديث الصحيح يقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب ما نقول من الأحاديث إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية؟ يعني هل القسطنطينية تفتح أولاً أو روما، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (مدينة هرقل تفتح أولاً) التي هي القسطنطينية، وقد فتحت القسطنطينية في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح، لكن هل فتحت روما عاصمة النصارى، هل فتحت روما معقل الكفرة، هل فتحت؟ لا، ما فتحت روما حتى الآن، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر بأنها ستفتح، ويخبر بأن القسطنطينية ستفتح قبل روما، إذن لا بد أن تفتح روما كما أخبرنا ولا بد أن يحصل هذا يا رفاق الدرب، المشكلة أنه لا يوجد إيمان ولا تصديق عند الكثيرين من المسلمين لكي يوقنوا و يؤكدوا لأنفسهم أن ما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم حق لا بد أن يقع.
إنّ هذا الدين هو كلمة الله عز وجل، ولا إله إلا الله هي كلمة الإسلام، ومن ذا الذي يستطيع أن يُطفئ نور هذه الكلمة؟
أتُطفِـئ نـورَ الله نفخـةُ كـافـر --- تعالى الذي في الكبريـاء تفـردَّا
إذا جلجلت الله أكبر في الـوغــى --- تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا
ومن خاصم الرحمـن خابت جهـوده --- وضاعت مساعيه وأتعابه سُــدى..
فإذا عرفنا أن البشارة هي أن المستقبل لهذا الدين وأن المسلمين هم الأجدر بقيادة البشرية وأن عندنا نظام إسلامي ومنهج رباني وشريعة سماوية وقرآن ناسخ لكل ما قبله ومهين عليه وأن كل شئ مُفَصَل معلوم في هذا الدين العظيم، لكن النصر لا يأتي بدون بذل أسباب ولابد أن نُعلي شأن ديننا وأن نعمل بجد في الدعوة إليه ، نعيش في زمان يعج بالفتن والهرج والقتل بغير الحق ، ويعم بالظلم الشديد الذي نال الكثير منا ، و حدث من الطغاة والظالمين تجبر و هيمنة عظيمة، لكن في النهاية سيأتي فجر النصر ولا بد.
{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ }، وأدعو الله العلي القدير أن يصلح أحوال المسلمين وأن يأخذ بأيديهم ونواصيهم إلى الحق والهدى وأن يُعَجل النصر لأمتنا إنه سميع قريب مجيب الدعاء
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية