أنتَ ..
نعم أنتَ أيها المجهول ..
لا تنظر إلي باستغراب ..
لا تتجاهل ما ينتابني في حضورك ..
من ارتباك واضطراب ..
ألم تحدثكَ عيني ؟
ألم تُجز في الكلام ؟
ألم تجد الإيماء وتبْلغ في الخطاب ؟
ألم تخبرك أنكَ تسلني من جوف الموت ..
وتسقيني الحياة جرعات .. جرعات
أنني كنتُ ناقصة ..
وبكَ اكتملت في كل الصفات ؟
أنّكَ تملأني يماّ من الحروف والكلمات
من النقط .. من الفواصل ..
من الاستفهام .. من التعجب وكل العلامات
أنّك اكتسحتَ كل الأماكن بداخلي ..
وملأتَ كل الفراغات ..
ألقيتُ بكل أسلحتي النسائية ..
المشروعة وغير المشروعة ..
واستبدلتها فقط ..
بقلم وإحساس ودواة ..
أستعذب الجلوس في الأيام الماطرة ..
لأراكَ قوس قزح ..
من أعالي النوافذ والشرفات ..
صالحتَ الأزمنة بداخلي ..
فتعانقت وشربت نخبَ حنيني الجارف لكَ ..
وكل الذكريات ..
لم أعد أعتب على شعر أبيض غزا رأسي
ولا على تجاعيد رسمت أخاديد على وجهي
ولا على ماض فات ..
أصطحبُكَ اسماً ..
وأحملكَ وجها وطيفا على كل المسودات ..
لا أحمل جوازاً في حقيبتي ..
تكفيني أنتَ عن كل البطاقات ..
يا لذرّ حبّكَ ..
عندما يجتاحني ..
يضربني كزلزال فأرتجّ ..
منه بأعنف الهزات ..
مررتَ بي ذات ربيع ..
فتركتَ آثاركَ فوق رمالي ..
غائرة .. لا تمحوها الأيام ..
متفردة كالبصمات ...
ربيعة
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية