أم السعد..
...
...
أم السعد الشيخة الحافظة المتقنة ..أشهر امرأة معاصرة في قراءات القرآن الكريم.. ظلت طوال نصف قرن تمنح إجازاتها في القراءات العشر.
ولدت أم السعد عام 1925م في قرية البندارية شمال القاهرة..
داهم المرض عينيها ولم تتجاوز العام الأول من عمرها.. و فقدت بصرها تماماً..
وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم ..
أتمت أم السعد حفظ القرآن الكريم وهي في الخامسة عشرة من عمرها..
وحينها ذهبت إلى الشيخة نفيسة بنت أبو العلا -شيخة أهل زمانها كما توصف- لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: "ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم"!.
تمكنت أم السعد من إثبات قدرتها على النجاح في مجال غلب عليه أنه مجال حصريّ للرجال!!..
حصلت على إجازة في القرآن وهي بنت 23 عامًا من شيختها "نفسية".. ليصبح بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم 27 راوياً في سلسلة تبدأ بمعلمتها نفيسة وصولاً للروح الأمين جبريل عليه السلام.
سافر إلى «أم السعد»، الكثير للحصول على إجازتها في القراءات العشر، ليصبح لها المئات من التلاميذ من مشاهير قراء القرآن الكريم، مثل الدكتور أحمد نعينع وغيره ..كما منحت إجازات لعشرات من قراء السعودية ولبنان وفلسطين وأفغانستان والسودان وباكستان ..
تزوجت (أم السعد) أقرب تلاميذها إليها الشيخ محمد فريد نعمان الذي كان من أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية.. وتقول عن قصة زواجها: "لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي "نفيسة" بعدم الزواج.. كان يقرأ عليَّ القرآن بالقراءات.. ارتحت له.. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة.. درَّست له خمس سنوات كاملة، وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج، فقبلت".
استمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا.. وتعلق قائلة: "الحمد لله.. أشعر بأن الله -تعالى- يختار لي الخير دائمًا.. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن، وربما نسيته".
توفيت أم السعد في فجر يوم السادس عشر من رمضان من العام 1427هـ الموافق 9/10/2006م عن عمر يناهز واحد وثمانين عامًا
و عند دفنها قال أحد الشيوخ (هنيئاً لك أيها القبر اليوم)، مُهنئاً القبر بنزول الشيخة إليه!..
رحمك الله يا أم السعد فقد عشتِ قدوة للرجال و النساء على حد سواء..
#كلنا_حماس #مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية