قد تعوّدتُ أمداً أن تنثالَ و تهوى فراشاتُ فجري رذاذ رمادٍ من غيم حلمٍ جافل. كلّما اكتحلتْ به مقلُ الورد ضرجتها حمرةٌ قانية. أكلّما طالت هجرة العنادل غدت مسحةُ الربيعِ جهمةً، و الرُّبى بلا طيبٍ بلا جداول؟! و لا عناقيدَ تزهو بها الدالية.
و ما تعوّدتُ أبداً أن أتمادى في طقوس التمنّي وليس في الآفاق سوى شموسٍ ذوابل منسية.. متلاشية في متاهاتِ الذّاكرة في غياباتِ المعاقل. لعلّي مللتُ مليّاٌ.. أن أصعّرَ الخدَّ لصفعاتِ الخيبة.. أن أشعلَ الشمعَ للأمل الآفل في سماء غربةٍ جافية.