اخر الاخبار

الأحد , 28 ديسمبر , 2014



●من عجائب الزمان :
أن تجد دولة ،تعترف بها الأمم المتحدة وتمنحها عضويتها، في حين لا وجود لها على خريطة العالم، لا تمتلك أرضا وليس لها حدود ،كما ليس لها سكان أو شعب أو حكومة؟!!

بينما دولة أخرى عمرها آلاف السنين، لها أرض وحدود جغرافية و شعب بالملايين وتاريخ عريض ،ومع ذلك لا تحظى باعتراف الأمم المتحدة بها؟!

الأولى هي "منظمة فرسان مالطة العسكرية"، والثانية هي "دولة فلسطين المحتلة".

والسؤال الذي يفرض نفسه : كيف ذلك؟!

•لا يخفى على أحد أن دولة بريطانيا حينما كانت إمبراطورية عظمى تحكم ما يقرب من ربع سكان العالم ؛قد أعطت لليهود الحق في الإستيلاء على اراضي دولة فلسطين التاريخية ، أولا : من أجل التخلص من شرور اليهود وطردهم من دول أوروبا،
وثانيا : لإضعاف شوكة المسلمين والعرب بغرز خنجر مسموم بخاصرة الأمة،

ثم لأسباب تتعلق بعداء قديم وأبدي بين الغرب المسيحي ودول الإسلام ؛ظل اليهود وكيانهم الصهيوني أو ما أطلق عليه فيما بعد دولة إسرائيل هي الطفل المدلل لدول الغرب، وحينما بزغ نجم الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى كان الجميع على علم بان إسرائيل تكاد تكون هي الولاية رقم 51 بها،

لذا من الواضح ،أن السبب وراء إمتناع منظمة مثل عصبة الأمم عن الإعتراف بدولة فلسطين يرجع إلى هيمنة الولايات المتحدة عليها والسيطرة على ما يصدر منها من قرارات.

ويبقى السؤال الأكثر حيرة، لماذا تعترف الأمم المتحدة بمنظمة عسكرية لا تمتلك أرضا ولا شعبا ولا حكومة وتعتبرها دولة بل وعضو مراقب دائم؟!

●من أول الحكاية :

•بدأت جماعة فرسان مالطا عام 1070م، كهيئة خيرية، أسسها بعض التجار الإيطاليين، لرعاية مرضى الحجاج المسيحيين في مستشفى (القديس يوحنا) ببيت المقدس،
إلا انه عندما قامت الحروب الصليبية الأولى 1097م، وتم الاستيلاء على القدس أنشأ رئيس المستشفى "جيرارد دي مارتيز" تنظيماً عسكريا منفصلاً أسماه "رهبان مستشفى القديس يوحنا" وبحكم درايتهم بأحوال البلاد قدموا مساعدات كبيرة للصليبيين، وتوطوا في مجازر بحق المسلمين هناك.

حتى قيل: إن الفضل في بقاء مدينة القدس في يد الصليبيين يعود بالأساس إلى هؤلاء المرتزقة أي "فرسان الهوسبتاليين" ومعهم بالطبع تنظيم "فرسان المعبد".

وبعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين عام 1187م على يد "صلاح الدين الأيوبي" هربوا إلى أوروبا، وكان نصيب فرسان الهوسبتالية هو الذهاب إلى قبرص 1291م.

ومن قبرص استمروا في مناوشة المسلمين عن طريق القرصنة ضد سفنهم، ثم قاموا باحتلال جزيرة "رودس" وأخذوها من المسلمين، وفيها ازدادت قوتهم، خاصة بعد أن تم حل تنظيم "فرسان المعبد" وآلت بعض ثرواته للهوسبتاليين،

لذا فجماعة "فرسان مالطة" ينظر إليها على أنها الوريث الشرعي لتنظيم "فرسان المعبد".

وبعد استيلاء الأتراك المسلمين على "رودس" استسلم الهوسبتاليون وهاجرت فلولهم إلى إسبانيا و إيطاليا،
إلى أن منح الملك "شارك كنت" للهوسبتاليين السيادة على جزيرة مالطا في 1530م،مما أدى إلى تغيير اسمهم إلى "النظام السيادي لفرسان مالطا" ومنها جاء اسمهم الحالي.

وبقيام الثورة الفرنسية 1789م، فقد الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم في فرنسا وإيطاليا، وانتهى بهم الأمر بفقد مقرهم في جزيرة مالطا نفسها وطردهم منها على يد نابليون،
وفيما بعد قرر كونجرس (فاليتا) عاصمة مالطا إسناد إدارة الجزيرة للإمبراطورية البريطانية،

لذا فدولة مالطا الحالية لا علاقه لها مطلقا بفرسان مالطا،

و بقي المقر الرئيس للمنظمة في العاصمة الإيطالية "روما"، ويرأس الدولة الأمير البريطاني "فرا أندرو برتي" الذي انتخب عام 1988م، ويلقب ب"السيد الأكبر" ويقيم في روما ولا تنتهي ولايته إلا بالوفاة، وهو يعامل كرئيس دولة بكامل صلاحيته.

وينص القانون الدولي على سيادة "دولة فرسان مالطا" كما أنها مراقب دائم في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتدار الأنشطة المختلفة للمنظمة عن طريق ستة أديرة رئيسة و47 جمعية وطنية في خمس قارات،


•ومنظمة "فرسان مالطا" ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع 104 دولة، منهم 16 دولة إسلامية وثماني دول عربية، منهم مصر والمغرب وموريتانيا والأردن ولبنان.

ويعود الفضل في إنشاء سفارتهم بمصر الى "شمعون بيريز" رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق الذي طلب من الرئيس "السادات" إقامة علاقات رسمية مع المنظمة، والمفارقة هنا أن إسرائيل نفسها لا تقيم معها علاقات رسمية،

وقد تأسست سفارة "فرسان مالطا" في العام 1980م ، وتقع السفارة داخل مبنى قديم بشارع هدى شعراوي بالقاهرة وغير مسموح بالاقتراب منه، والغريب أن سفيرهم يطلق عليه لقب المستشار العسكري.

●ومع أن تنظيم الفرسان اختفت أخباره منذ العصور الاستعمارية القديمة، إلا أنهم عادوا بقوة في أوائل التسعينيات بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الشيوعية، حيث أصبح الاسلام والمسلمين بدلاً من الشيوعية والشيوعيين هو الخطر الأكبر على الحضارة البشرية حسب الاطروحات الليبرالية الجديدة،والتي بشرّ بها "فرانسيس فوكوياما" و "صموئيل هتنجتون" عن نهاية التاريخ وصراع الحضارات.

حيث أعلنوا أن صداماً لا مفرّّ منه قادم بين الاسلام والحضارة الغربية المسيحية،ودعوا للتصدي للخطر الجديد "الإسلام" بكافة الطرق ومنها العسكرية.

●لذا ففي أوائل ديسمبر 1990م عقدت منظمات الفرسان الصليبية اجتماعًا في جزيرة مالطا ، هو الأول من نوعه، منذ أخرجهم نابليون بونابرت منها، وبلغ عدد الحاضرين حوالي خمسمائة معظمهم من القساوسة ،
اتفقوا على خلق وجود قوي لهم في العديد من مناطق النزاع العربي الإسلامي تحت غطاء تطوعي تنصيري.

ولذلك فإن منظمات الإغاثة الصليبية في مناطق ملتهبة مثل جنوب السودان كثير منها مرتبط بهم ويقومون بدور كبير في تنصير المسلمين هناك،

•كما تشكل منظمتهم العنصر الداعم للمتمردين على الحكومات العربية والإسلامية، وكان لهم دور كبير في انفصال جزيرة "تيمور الشرقية" عن "إندونيسيا الإسلامية".

•والخطير أن دورهم التنصيري لا ينفصل عن الدور الخيري!!

•وفي العراق : حينما سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخفيف عبء هجمات المقاومة العراقية على قواتها ، جلبت معها أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب ، وتحولت بغداد إلى عاصمة عالمية لشركات الأمن الخاصة ومنها شركة "بلاك ووتر" والتي كانت تمثل غطاء لفرسان مالطا الصليبيين.


حيث كانت السياسة الجديدة لأباطرة الحرب في إدارة بوش الرئيس الأمريكي السابق هي "خصخصة الحروب" بهدف التغطية على خسائر الجيش الأمريكي، وأفضل الوسطاء هنا هم أحفاد الصليبيين القدامى والذين يتسترون تحت غطاء دولة وهمية تسمى بدولة "فرسان مالطا" ونشاطهم المعلن هو نشاط خيري، وعدوهم الأبدي هو الإسلام والمسلمين.

والعجيب أن "فرسان مالطا" هي واحدة من المنظمات التي وجهت لها أصابع الإتهام في أحداث قتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، حينما كان "عبد الفتاح السيسي" قائدا عاما للمخابرات العسكرية وقتها.

حيث أدلى قائد الحرس الجمهوري السابق "أيمن فهيم" ، بشهادته في قضية "محاكمة القرن" مشيرًا إلى أن السيارتين الدبلوماسيتين المسروقتين، اللتين تم رصدهما تقومان بدهس المتظاهرين في محيط ميدان التحرير، كانت بقيادة أعضاء من "سفارة فرسان مالطا".

•مما يعزز القول بأن تلك الدولة الوهمية هي الغطاء الدائم لعمليات قذرة يقوم بها جنود مرتزقة لصالح أجهزة إستخبارات دولية.

●ويبقى السؤال الأخير الذي لا نعرف له إجابة حتى الآن، لماذا في ظل تلك الأحوال الكارثية التي تمر بها مصر وبعد تورط منظمة "فرسان مالطة" في أحداث قتل المتظاهرين ،يصر قائد الإنقلاب العسكري "عبد الفتاح السيسي" على إصدار قرار بتعيين "وفاء أشرف بسيم"، سفيرًا لدى تلك المنظمة المشبوهة ؟؟!!




القراء 1094

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net