اخر الاخبار

الإثنين , 25 مايو , 2015



أتعبدون ما تنحتون ؟! .

باسم " تجديد الخطاب الديني " جاري نحت معبود جديد بمعالم وملامح جديدة .
فقد التقت إرادة العلمانيون والسلطة السياسية على تجديد الخطاب الديني، والمقصود بالدين هنا هو الإسلام حصراً بطبيعة المرحلة .
وقد وجد العلمانيون الفرصة مواتية لتصدر مشهد هذا التجديد وإقصاء كافة الأطراف بما فيهم الأزهر .
فوزير الثقافة الأسبق " جابر عصفور " في مقال بالأهرام بتاريخ 21/5/2015 يقول نصاً :
" العقول المتفتحة أندر من الكبريت الأحمر في الأزهر ، فالغالب على علمائه التقليد ، ولذلك يصعب عليهم أخذ قضية تجديد الخطاب الديني الذي يطالبهم به رئيس الجمهورية مأخذاً جاداً مستجيباً ."
وقبله بيوم واحد في ذات الجريدة اتهم " أحمد عبد المعطي حجازي " علماء الأزهر بتجاهل دعوة القيادة السياسية لأنهم:( بصفتهم سدنة الماضي المستفيدون من خطابه الديني المتخلف يصعب عليهم معارضته).!!
إذاً من سيقوم بتجديد الخطاب الديني ، ونحت المعبود الجديد ؟
هم: العلمانيون بدعم من السلطة السياسية.
وبمعرفة النحاتين ، تستطيع بسهولة أن تكتشف معالم الصنم الجديد .
فالسلطة السياسية عبر التاريخ وعلى اتساع جغرافية العالم وحتي منهم من حكم باسم الإسلام – إلا ماندر –تسعى لتحديد مفهوم للدين يساعد على تدجين الشعوب وإدخالها إلى حظيرة الطاعة للسلطة الزمنية .
وأما النخبة العلمانية في بلادنا فإنها ترى الدين بعين أوروبية كنسية ، تقوم على تنحية الدين عن الحياة ، واعتباره علاقة خاصة بين العبد وربه ، ولا شأن له بالمجتمع ولو حتى في الجانب الخلقي الذي يوجه سلوكه .
ومن المفارقات أن العلمانيين الذين يرون الدين أحد أهم أسباب تخلفنا، لاتجدهم يهاجمون شطحات الصوفية ولا خرافاتها، ولا تجد السلطة منعت للصوفية مولداً أو أخلت لهم سرادقاً.!!
لأن الصوفية المغشوشة (مع إيماني أن للصوفية معني سامياً) تخدر الجماهير بالطبل والزمر، وتعتبر الفقر والجهل والظلم والقهر... قضاء وقدر ، وخير للمحرومين أن يتركوا دنيا قيصر لقيصر انتظاراً لجنة الفقراء الموعودة .
إن السلطة الزمنية وأتباعها تبحثون دائماً عن دين " هامان " ، ويعادون دائماً دين " موسى " المتمرد على الظلم والطغيان .
فهم لن يضعوا في تصورهم أبداً الصورة الحقيقية لدين الإسلام الذي يدفع أتباعه ليكونوا طاقة إيجابية، دافعة للخير محاربة للظلم والفساد، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، طاقة ترسي قواعد الأخوة والعدالة والمساواة. بل وتقديم المجتمع النموذجي العملي لرسالة عالمية خالدة.
إنهم لايدعون إلي الإلحاد والزندقة-لاسمح الله- وإنما يفكرون بنفس عقلية (وليس عقيدة) كفار قريش، ينحتون معبوداً جديداً ليواجهوا ويميعوا به دين الحق.
نعلم أن القائمين علي نحت المعبود الجديد يملكون أدوات التعليم والإعلام والثقافة اللازمة لنحت معبودهم.
ولكن رب موسى موجود ، وسيأتي موسى ولو من حِجْر فرعون ليقول لكل سامري :
" وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا"
وستعلو صيحة الوعي تردد :
" لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ "
بقلم : مهندس / محمود صقر


القراء 409

التعليقات


مقالات ذات صلة



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net