الصرخي .. والرازي .. واضطراب ابن تيمية
للكاتب كامل العربي
نعيش في بلادنا ولكن للأسف نحن فيها أموات التجاذبات تأخذنا يميناً وشمالاً ولم نرَ سوى العتمة التي طال علينا مداها نتحرك لكي ننهي قصة هذا الوقت المرعب وأكيد نبقى على حالنا إذا لم تظهر علينا شمس الصباح لتجلو هذه الغيوم السوداء التي جاءت بها أفكار منحرفة أرادت قتل الهوية الحقيقية للدين الإسلامي ومن يمثل الحق الذي أراد له أن يكون هو الخليفة عن الخالق عزوجل فهذه الظروف وجدت منذ بدء الرحيل لسيد الكائنات صلوات ربي عليه وآله رغم أنه أتم الرسالة والتبليغ عن الله للمسلمين ولكن هناك انعطافة استغلها الأمويون لا نشاء مملكتهم المزعومة وهناك من نظر لهم كابن تيمية وغيره ولكن شاءت الأقدار أن يكون هناك افتضاح لهذا النهج بطريقة سلسة وإيضاح لمن غرر به فكان دور رجل الدين العراقي الصرخي في إيضاح ما خفي على أتباع منهج ابن تيمية حيث قال في محاضرته العاشرة والتي تحمل عنوان (وقفات مع ....توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) وهي ضمن سلسلة محاضرات في العقائد والتأريخ الإسلامي واستشهد بالعالم والفيلسوف الفخر الرازي وقارن بينه وبين ابن تيمية وكان كتاب الشيخ الرازي وأشار إلى منهج البحث العلمي فيه، فقال أترك لكم المقارنة بين الرازي الفيلسوف العالم ومنهجه العلمي وبين ابن تيمية الجاهل المقلّد الالتقاطي ومنهجه في العشوائية والاضطراب والالتقاطيّة والتدليس، وبالله نستعين: الإمام الرازي السنّي الأشعري (المتوفي606هـ)، قال في كتابه (أساس التقديس): ورتبته على أربعة أقسام: القسم الأول: في الدلائل الدالة على أنّه (تعالى) منزَّه عن الجسمية والحيِّز، القسم الثاني: في تأويل المتشابهات مِن الأخبـار والآيـات، القسم الثالث: في تقرير مذهب السلف، القسم الرابع: في بقية الكلام في هذا الباب، القسم الأوّل: في الدلائل الدالة على أنّه (تعـالى) منزّه عن الجسمية والحيز: الفصل الأوّل [القسم الأوّل: الفصل الأوّل]: في تقرير المقدمات التي يجب ايرادها قبل الخوض في الدلائل، وهى ثلاثـة: المقـدمة الأولى: في إثبات موجود لا يشار إليه بالحَسّ: [[أي أنّ الله موجودٌ وغير حالّ في العالَم ولا مباين عن العالم، بحَسَب الجهة]]. فنقول: الذي يدل على أنّ هذه المقدمات ليست بديهيّة، وجوه:... [الوجه] الثامن: إنّ خصومنا لا بدّ لهم مِن الاعتراف بوجود شيء على خلاف حكم الحس والخيال، وذلك لأنّ خصومنا في هذا الباب إمّا الكرامية أو الحنابلة، أمّا الكرامية: فإنا إذا قلنا لهم: لو كان الله (تعالى) مشارًا إليه بالحَسّ (الحِسّ)، لكان ذلك الشيء: (أ) إمّا أن يكون منقسمًا، فيكون مركبًا، وأنتم لا تقولون بذلك، (ب) وإمّا أن يكون غيرَ منقسم، فيكون في الصِّغْرِ والحقارة مثلَ النقطة التي لا تنقسم، ومثلَ الجزءِ الذي لا يتجزأ، وأنتم لا تقولون بذلك، وعند هذا الكلام قالوا: إنّه واحد منزَّه عن التركيب والتأليف، ومع هذا، فإنّه ليس بصغير أو حقّير، ومعلوم: إنّ هذا الذي التزموه ممّا لا يقبله الحَّسّ (الحِسّ) والخيال، بل لا يقبله العقل أيضًا، لأنّ المشار إليه بحسب الحَسّ: (أ) إنّ حصل له امتداد في الجهات والأحياز، كان أحد جانبيه مغايرًا للجانب الثاني، وهذا يوجب الانقسام في بديهية العقل. (ب)وإن لم يحصل له امتداد في شيء مِن الجهات، لا في اليمين ولا في اليسار ولا في الفوق ولا في التحت، كان نقطة غير منقسمة، وكان في غاية الصِّغْرِ والحقارة، وإذا لم يبعد عندهم التزام كونه غير قابل للقسمة، مع كونه عظيمًا، غير متناه في الامتداد، مع أنّ هذا الجمع (كان هذا جمعًا) بين النفي والإثبات، ومدفوع في بدائِه العقول، فكيف حكموا بأنّ القول، (بكونه (تعالى) غير حال [في العالم]، ولا مباين عنه بحسب الجهة)، مدفوع في بدائِه العقول؟!!
بعد هذا الاستدلال المبسط والذي مر على كثير ممن يستوطن في دور العلم والمعرفة نقف باحترام لهذه الشخصية المميزة ونقول تحيا بمثلكم الأمم أيها العراقي العربي
https://www.al-hasany.com