بقلم:محمد العماري
لا شكّ أنّ الأهداف المركزية للقوى التكفيرية الخوارج ، هي جعل الناس في حالة شك باعتدال الدين الإسلامي القائم على السلام والأمان، بالتوازي مع النيل من القرآن الكريم كدستور للدين ومصدر لشرائعه، والاستهانة بالحج إلى الكعبة كأحد أركانه. ولذلك وجِدت تنظيمات قادرة على أن تُبيح وتستبيح وترتكب عظائم الأمور وكبائرها باسم الدين الذي جاء «رحمة للعالمين». وهي تعمد إلى تحوير النصوص ومحاولة فرضها, والاستعانة برداء ديني لتبرير الاسترقاق والنحر والفتك والهتك والإجرام، باعتبارها فرائض «الجهاد» على طريق إقامة دولة إسلامية!
وللمحقق الصرخي الحسني رأي بحق هؤلاء الخوارج:
هدف الخوارج في كل زمان هو العشوائية، والهرج والمرج، والحيص بيص، والفتن، فلا يعيشون إلا ضمن هذه الأجواء، ويخدمهم هذا الصحابي الذي يحارب ذاك الصحابي، والصحابي الذي يلعن ويكفّر الصحابي الآخر، والكلام نفسه مع أتباع هذا الصحابي وذاك الصحابي، فيطرحون الشيعة (الروافض) والصوفية والمرجئة والجهمية وغيرهم، ويضعونهم جميعًا في خانة الارتداد والكفر، وتحصل الفتن وتباح الدماء.
المصدر:
مقتبس من المحاضرة ( 7 ) من بحث ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
1 ذي القعدة 1437هـ – 5/ 8/ 2016م