التكامل والتسافل درجات يختارها الإنسان
احمد البهادلي
كل شيء معرفي أوكمالي أو نفسي أو علمي أو غيره من أمور يعرفها الإنسان تقاس بالأعلى والأسفل أو بقياس الدرجات أو الأقرب والأبعد أو بالضعيف والشديد, فالإنسان عند سلوكه سلم المعارف الإلهية والعبادات النفسية فإنه يتوجه نحو التكامل الفكري والأخلاقي صعوداً, وعند سلوكه منحدر المفاسد والظلمات فإنه يهوي بنفسه إلى التسافل الفكري والأخلاقي نزولاً, وعلى هذا يكون حاله يوم القيامة أما الدرجات العلى كما في قوله تعالى في سورة طه (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَ***1648;ئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) أو الدرك الأسفل من النار كما قوله جل وعلا في سورة النساء(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) وبهذه الآيات وغيرها من كلمات قرآنية تمت الحجة لله على الناس باختيار أحد السبيلين إما مؤمناً شكوراً وإما فاسقاً كفوراً , وإن الابتعاد عن المعاصي هي نعمة من الله المعين والقيام بالطاعات هي لطف من الله المسدد, وبالحالتين هذه النعم لا تدوم إلا بالشكر للمنعم سبحانه ومن ذلك ما أشار إليه المرجع المحقق السيد الحسني الصرخي في رسالة العملية (كتاب الصلاة ج3) حيث قال:[ إذا وجد العبد نفسه قد حصل على الرُقي والتصاعد في طريق التكامل الحقيقي فليشكر ربه دائمًا لأنه تعالى الخالق والموفق والمنعم والمسدد في هذا الطريق القويم ، وليعاهد الله بأنه سيبقى يثبت في هذا الخط التصاعدي نحو الكمال وسيصعد مستواه الإيماني ويُعمقه فيكون ممن يذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال والأوقات ]
نسأل الله تعالى أن يرزقنا كمال النفس والروح والأخلاق ويقوينا على ترك المعاصي والآثام إنه أرحم الراحمين .
https://b.top4top.net/p_714igz0k1.png