بقلم نوار الربيعي
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي وكان ابن تيمية من أشد المتأثرين به حيث دائما ما يستند في أقواله وآرائه إلى الإمام أحمد ، فما تكاد تخلوا صفحة من صفحات كتب ابن تيمية من ذكر رأي أو قول له يستند فيه على ما يطرحه ابن تيمية من قول ورأي ، لكن الغريب بالأمر هو إن ابن تيمية قد تجنى على الإمام أحمد بمسألة التجسيم ، فكما معروف إن الإمام أحمد لم يكن متبنياً لعقيدة التجسيم ومع ذلك نجد أن ابن تيمية قد نسب له أقوالاً بهذا الخصوص حيث يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى الجزء الخامس وفي الصفحة 295 (( وطوائف من النظار قالوا : ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم - إذا فسر الجسم بالمعني الاصطلاحي، لا اللغوي - كما هو مستقر في فطر العامة . وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم، وكذلك أيضًا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية، وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية، وغيرهما ...))....
وهنا نجد إن ابن تيمية عندما يذكر قول النظار الذي هو (( ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم إذا فسر الجسم بالمعني الاصطلاحي، لا اللغوي )) هو في مقام الإحتجاج بهذا القول على ما يسميهم المعطلة أو النفاة ... لكن قد يعترض احد أتباعه ويقول انه ينقل رأي غيره وليس رأيه ... وهنا نسأل التيمية هذا السؤال (( هل كان الإمام احمد بن حنبل مجسماً ويقول بأن كل موجد إلا جسم أو قائم بجسم ؟؟؟؟!!!)) لأن ابن تيمية ينسب قول النظار أيضاً للإمام أحمد .... وطبعاً الجميع يعلم وخصوصاً أتباع ابن تيمية إن شيخهم هو من أشد المتأثرين بالإمام احمد وهو من أحيا تراث الإمام احمد كما يقولون ...
وهنا نجد إن ابن تيمية يحاول أن يثبت عقيدة التجسيم عند الإمام أحمد وبصورة تدليسية لم يسلم منها حتى الإمام أحمد حتى يوهم الآخرين والمتلقين بأنه ليس صاحب هذا الأمر وإنما هو رأي احمد وابن تيمية نقل عنه فتصبح مسألة التجسيم طبيعية ومشرعنة ، وهنا نسأل : لماذا ادخل ابن تيمية اسم الإمام أحمد في ضمن القائلين بأن كل موجد إلا جسم أو قائم بجسم ؟ وما هي الغاية من ذلك إن لم تكن هي من أجل تمرير عقيدة التجسيم وإثبات الجسمية للذات الإلهية ؟ وكما يقول المرجع المحقق الأستاذ الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " (( إن كان جوابهم بالإيجاب على كل الأسئلة فقد ثبت إنهم مشبّهة مجسّمة وأرباب التشبيه والتجسيم ومنبعه وأصله، (يعني تجسيم أصلي خط ونخلة وفسفورة)...)).
أي إن ابن تيمية وضع اسم الإمام أحمد حتى يمرر عقيدة التجسيم وينسبها لأحد ابرز علماء الإسلام وأحد أئمة المذاهب الإسلامية من أجل تجسيمه الأسطوري الخرافي من خلال التدليس والإفتراء على شيوخ وعلماء الإسلام .