البكاء رحمة جعلها الله في قلوب عباده .
بقلم الكاتب : حيدر الزبيدي
البكاء إحساس طبيعي عند كل المخلوقات وبالأخص بني البشر بالعموم فأن البكاء هي حالة عاطفية تأتي بسبب (ألم – فراق-- فرح – حزن – اعتراف بذنب) فيأتي دور الدموع تنزل وبحالة اللاشعورية.!!! فكل انسان لديه هذه الحالة الفطرية فالعبد نراه يبكي خوفًا من ربه ، ولكن حينما نسمع بان للبكاء مدحًا وذكرًا جليًا في كتاب العلي الحكيم (( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء فبكاء آدم النبي حينما أٌخرج من الجنة وبكاء النبي نوح خشيةً من ربه وبكاء يعقوب على يوسف وبالعكس بكاء يوسف على فراق أبيه (عليهم السلام أجمعين) فكل هذه الأسماء الطاهرة التاريخية العريقة ذكرت في الكتاب الحكيم وفي كتب التاريخ المعتبرة فلماذا نجد ابن تيمية يكفّر ويلعن ويبيح دم كل من بكى على الأولياء الأنبياء وذريتهم الطاهرة ؟؟!ونسمع أيضًا بكاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علـى عمـه أبي طالب (عليه السلام) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد بن الحارث وعبد الله بن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة وعلى سعد بن عبادة . وقد أقر(صلى الله عليـه وآله وسلم) بكاء البكائين ، وكذلك نراه (صلى الله عليـه وآله وسلم) حثّ على البكاء كما حثّ وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى (صلى الله عليـه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء. ففي كتاب - مسلم والبخاري ... يوم مات صبي لإحدى بناته ، إذ فاضت عيناه يومئذٍ ، فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
فماهو الدليل الذي تريدونه أيها التكفيريين خوارج العصر ففي كل الكتب الاسلامية فلماذا لاتحترمون عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويا مَن غُرِّر به!!! واسألوا أنفسكم ما ذنب شيعة أهل بيت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله (تعالى) وشفاعة رسوله الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم) والفوز بالجنان والنعيم فيما لو أحسنوا العمل والإتباع بالنهج القويم لأئمة الهدى (عليهم الصلاة والتسليم) وتبرّؤوا مِن أئمة المارقة الخوارج الضالين المضلين؟!! )
