يافاطمة الزهراء يا أمّ أبيها، يا أمّ الأصفياء.
محمد النائل
فاطمة الزهراء-عليها السلام- ، هي تلك الصديقة التي كانت سراجاً منيراً تجلى فيه نور الرسالة عبر والدها العظيم النبي محمد بن عبد الله-صلى الله عليه وآله- . وما أجدرنا ونحن نمتلك في تاريخنا هذه القدوة المثلى أن نقارنها بواقع المرأة اليوم
سيدة النساء بشهادة السماء قيل للنبي-صلى الله عليه وآله وسلم- عن فاطمة: يا رسول الله أهي سيدة نساء عالمها فقال-صلى الله عليه وآله وسلم-: "ذاك لمريم بنت عمران أما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين".
إن السيدة فاطمة-عليها السلام- إنسانة كاملة حازت على جميع الصفات الكمالية وأصبحت محورًا لكل خير كيف لا وهي التي جمعت بين منزلتي النبوة والإمامة ، فأصبحت-عليها السلام- الحبل الرابط بين النبوة والإمامة، وأصبح بقاء النبوة مرهونا بوجودها وكذلك استمرار الإمامة مرهونا بها فكل امرأة عاشقة للكمال والشرف والكرامة والفضيلة وتريد أن ترتقي للأحسن في حياتها فعليها إتباع الزهراء-عليها السلام-، والتأسي بسيرتها وعبادتها وحجابها وجهادها وعفتها وصبرها وتربيتها وأخلاقها وفي كل ناحية من نواحي الحياة فاطمة-عليها السلام- سيدة نساء العالمين ...
قال النبي-صلى الله عليه وآله- : أن الله اختار من النساء أربع : مريم وآسيا وخديجة وفاطمة . وقال في حديث أخر : يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة .
عبادتها -عليها السلام- ...
عن النبي-صلى الله عليه وآله- : وأما ابنتي فاطمة-سلام الله عليها- فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها-جل جلاله- زهر من نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله-عزوجل- لملائكته : ياملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار.
منزلتها عند النبي-صلى الله عليه وآله- ...
قال النبي-صلى الله عليه وآله- : "إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني"
وقال أيضا في رواية اخرى : "إنما فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني"
يا أمّ أبيها، يا أمّ الأصفياء
يا سليلة النبوّة والإباء، يا شفيعة يا فاطمة الزهراء، يا بنت خير أهل الأرض والسماء، يا أمّ أبيها يا أمّ الأصفياء، يا من عشتِ راضية مرْضيّة بقدر ربّكِ والقضاء، وتحملتِ لأجل والدكِ الخاتم المرسل فعوّضتِه الحنان والصبر رغم العناء، وأصبحتِ أمًّا له في المواساة والعطاء، وسعدتِ بمنزلة بشّركِ بها لتكوني أمًّا لخير الأئمة الأتقياء، بشراكِ، لم تمُتْ روحٌ حملتِها باقية في القلوب وهي ترفرف مع الشهداء، فالوالد الحنون الذي ربّاكِ لتكوني خير سند للدين ومثالًا للفداء، قد بشّركِ بابنكِ المهدي بالفرج آتٍ لينشر نور الحقّ والرخاء، واليوم بفقدكِ نعزي الرسول والآل الأطهار والصحب الأخيار والحفيد المغوار المرجع الأستاذ الصرخي صاحب السيف البتّار، الذي قصم بعلمه ظهر المارقة الأشرار.
13 جمادى الأولى ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء-عليها السلام-.
http://www4.0zz0.com/2018/01/28/10/116251936.jpg