اخر الاخبار

الأربعاء , 14 مايو , 2014


- هشام كمال عبد الحميد

بنص القرآن النبي إبراهيم كان معاصراً للنبي نوح وتتلمذ علي يديه لمدة 39 سنة بنص توراة سفر ياشر -

هشام كمال عبد الحميد طبقاً لما جاء بالقرآن والروايات والأحاديث الإسلامية فالنبي إبراهيم عليه السلام هو أول من رفع قواعد البيت الحرام وأعاد بناءه ، وأول من أذن في الناس بالحج بعد الطوفان . وحسب ما جاء بكتب تفسير القرآن التي كان ينقل أصحابها الكثير من قصص الأنبياء من الروايات التوراتية بلا تمحيص أو تدقيق وتدبر أو من بعض الأحاديث المنسوبة للنبي كذباً وزوراً فالمدة من زمن نوح إلي زمن إبراهيم وصلت لقرون طويلة حسب ما جاء بهذه الروايات التي جاء ببعضها أن المدة حوالي ألف سنة . وهو ما كان يثير لدي تساؤل كبير أبحث عن أجابته جاهداً : لماذا ترك الله البشرية خلال هذه المدة بدون حج ولماذا لم يأمر نوح بإعادة بناء البيت ورفع قواعده ويؤذن في الناس بالحج بعد الطوفان وترك الناس بلا حج حتي زمن إبراهيم ؟؟؟؟؟؟؟؟ . أن تكليف إبراهيم بأعادة بناء البيت الحرام بعد الطوفان والآذان في الناس بالحج يؤكد بلا مجال للشك أنه كان قريبا من وقت حدوث الطوفان أو كان موجود قبله . وتأكدت شكوكي عند قراءتي لقوله تعالي : سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) (سورة الصافات) . فتوقفت عند الآية : وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ، وقلت لنفسي هذه الآية بلا جدال يكشف لنا الخالق من خلالها أكذوبة جديدة من الأكاذيب التاريخية التي زيفوها لنا ، فهي تؤكد بلا مجال للشك أن سيدنا إبراهيم كان من أشياع أو أتباع أو أنصار نوح ، فالقرآن لا يستخدم لفظ مثل (شيعته) علي شخص لم يكن معاصراً لنوح أو أتي بعده بقرون كما تزعم الروايات والأحاديث النبوية الإسلامية المنسوبة للنبي كذباً وزوراً وهو منها براء ، ومن ثم فلا بد أن يكون إبراهيم ولد في حياة نوح وتتلمذ علي يديه وكان من أنصاره أو أشياعه ؟؟؟؟؟ ، أو يكون ولد قبل الطوفان وكان من أشياع نوح وممن ركب معه في السفينة فأنا لا أستبعد شيئ ولا أسلم تسليم مطلق بما جاء بالتوراة وشروحها في التلمود ، ولا أثق في التواريخ وسلاسل الأنساب الواردة بها ولكنني أترك شكوكي وظنوني جانباً ولا أطعن علي ما جاء بالتوراة وكتب أهل الكتاب وأخذ بها بصورة مؤقتة وبما نقله لنا مفسرو القرآن وكتب السيرة الإسلامية وبعض الأحاديث المشكوك في صحة نسبتها للنبي لحين وقوع دليل دامغ وموثق من مصادر متعددة وياحبذا لو كان هناك آية قرآنية تدعمه لدحض فكرة معينة رسخت في أذهان الناس نتيجة للتعاليم التلمودية التي كان ينقلها لنا علماء السلف حول تاريخ الأنبياء والأرض المقدسة بمكة وتاريخ الأمم المذكورة بالقرآن والتوراة ، فالثابت أنهم حرفوا أمور كثيرة في التاريخ وأمتلئت كتبنا الإسلامية بهذه الأكاذيب . فكلمة شيعته لم تأت لا في القرآن ولا في اللغة ألا فيما يخص الأنصار والأتباع المعاصرين للشخص ، وقد يستخدمها أتباعه ممن لم يعاصروه بعد ذلك ولكنهم ليسوا المعنيين بها لغويا وقرآنيا فالمعني بها في القرآن هو المعاصرين له وكلمة شيعته وردت في القرآن في أيتين ، في الآية السابقة وفي قوله تعالي في قصة موسي : وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (القصص : 15 ) . فهل الذي كان من شيعة موسي في هذه الآية أتي بعده بزمان طويل أم كان معاصراً له ؟؟؟؟؟؟ وترسخ لدي هذا الاعتقاد ولكني لم أفصح عنه بكتبي حتى أتي بدليل موثق وثابت عليه يؤكد صحة الحقيقة التي أقرها لنا القرآن وهي : إبراهيم كان معاصراً لنوح وتتلمذ علي يديه وكان من شيعته . ونحن أن كنا نلتمس العذر لهؤلاء المفسرين لأن المعلومات التي كانت متاحة بعصورهم كانت محدودة ، فأننا لا نلتمس أي أعذار لمن يأخذ بتفاسيرهم الآن علي أنها الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أو من يريد إلزامنا بهذه التفسيرات وما جاء بالأحاديث المشكوك في صحتها وينتقد كل من يجتهد بتفسير جديد . وعندما عدت لنصوص التوراة الحالية بما فيها من تحريفات في محاولة لكشف التزييف ، وجدت أنها لم تقطـع بتـاريخ معين عاش فيه النبي إبراهيم ، فهي تذكر أن إبراهيم ولد في أور الكلـدانيين ولا تحدد تاريخاﹰ معينا لـذلك . وبمراجعـة سلـسلة نـسب إبراهيم في التوراة والمدد الزمنية التي تحددها لكـل من آبائه وأجداده بدون الدخول في تفاصيلها حسابياً نجد انه بين ولادتـه وولادة نوح ٨٩٠ سنة ، فإذا أقررنا بما قالته التوراة من أن عمـر نوح كله قبل الطوفان وبعده ٩٥٠ سنة ، وأن الطوفان حدث وعمر نوح 600 سنة ، فأننا نستنتج بالتبعية أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد 290 سنة من الطوفان وكان عمر نوح حسب ما جاء بهذه النصوص التي أصابها التحريف 890 سنة ، ومات نوح وسنه 950 سنة ، وبالتالي يكون إبراهيم قد عاصر نوح ٦٠ سنة . وفي اعتقادي أن سن نوح عند الطوفان كان أكثر من 600 سنة ، وبذلك يكون إبراهيم قد ولد بعد الطوفان بسنوات وليس قرون ، فأمره الله برفع قواعد البيت الحرام وتطهيره من أصنام قوم نوح الذين أهلكوا في الطوفان والآذان في الناس بالحج ، أما سلاسل الأنساب الموجودة بالتوراة والأعمار أبناء نوح والأنبياء فهي أمور لا نسلم بصحتها ولكننا مضطرون للأخذ بها حتى يثبت لنا عكسها عملاً بقوله تعالي : وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين . ومؤخراً وافاني صديقنا بالفيس بوك الدكتور المهندس محمد حافظ الأستاذ المشارك بكلية الهندسة المدنية بجامعة ماليزيا وهو مصري الجنسية ، بصورة من سفر ياشر النسخة الإنجليزية بعد قراءته لكتاب "لباس التقوى وأسرار الحج والأنعام" لأستخرج من هذا السفر ما لن يستطيع أحد كشفه حسب تعبيره . ورابط تحميل النسخة الإنجليزية هو : http://www.ccel.org/ccel/anonymous/jasher.html وسفر ياشر يعرفه البعض من أهل الكتاب بأنه من الأسفار الأبوكريفية للعهد القديم ، وآخرون بأنه أحد الشروح التلمودية للتوراة ، وفي الحقيقة هو نسخة من أسفار التوراة الخمسة أو أحد تراجمها المختلفة . ويتكون سفر ياشر من 91 إصحاح تشمل نفس ما جاء بأسفار التوراة الخمسة (التكوين – الخروج – اللاوين – العدد - التثنية) . ولم يسلم هذا السفر من التحريف أيضاُ فهو يتطابق مع بعض النصوص المحرفة في التوراة الحالية لكن به تفاصيل لبعض الأحداث تم إخفائها من الأسفار الخمسة الحالية بالنسخ المتداولة حالياً ، ويجب عدم التصديق بكل ما جاء به وتناوله بحرص كما نتناول غيره من كتب أهل الكتاب . وما يهمنا هنا هو ما جاء بالإصحاح التاسع من هذا السفر حول معاصرة إبراهيم لنوح وتتلمذه علي يديه مدة 39 سنة ، وهي الحقيقة التي أقرها القرآن من أكثر من 1400 سنة . وهذا نص ما جاء بهذا الإصحاح حول هذه الحقيقة : 4- وكان هَارَانَ بعمر اثنان وأربعون سنةً عندما أنجبَ سَارَايُ، وكَانَ ذلك في السَنَةِ العاشرةِ مِنْ حياةِ إبرآم؛ وفي تلك الأيامِ خَرج إبرآم وأمّه ومرضعته مِنْ الكهفِ، لكون الملك وحاشيته قد نَسوا قضيةَ إبرآم. 5- وعندما خَرجَ إبرآم مِنْ الكهفِ، ذَهبَ إلى نوح وأبنه سام، وبَقى مَعهم ليتَعَلّم تعاليم الرب وطرقِه، ولا إنسان عَرفَ أين كَانَ إبرآم، وخَدمَ إبرآم نوح وسام أبنه وقت طويل. 6- وكان إبرآم في بيتِ نوح تسع وثلاثون سنةِ، وعَرفَ إبرآم الرب مِنْ عمر ثلاثة سنوات، ومضي فى طرقَ الرب حتى يومِ موتِه، كما علمه نوح وأبنه سام؛وأثم كُلّ بَنِي الأرضِ في تلك الأيامِ كثيراً ضدّ الرب، وتمردوا ضدّه وخَدموا آلهةَ أخرى، ونَسوا الرب الذي خَلقَهم في الأرضِ؛ وجَعلَ مسكنهم الأرضِ، في ذَلِك الوَقت، وكان لكُلّ رجل إلهه؛ آلهة من خشبِ وحجارةِ ليس بإمكانها أن تتكلّم، أو تسْمع، ولا تُنجي، وخَدمهم بَنِي البشر وأصبحوا آلهتَهم. هذا ما تكشفه لنا توراتهم المحرفة التي حذفوا منها كل ما يشير لمعاصرة إبراهيم لنوح ولكن يأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون ففضحهم بهذه الآية : وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ . بنص القرآن النبي إبراهيم كان معاصراً للنبي نوح وتتلمذ علي يديه لمدة 39 سنة بنص توراة سفر ياشر --


القراء 1512

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net