وأضلهم البرهامي !
▓▒▓▒▓▒▓▒▓▒▓▒▓▒▓
تراهم وهم يحتضنون صورة السفاح يقفز إلى ذهنك عشاق الكعبة وهم يلتقطون صورة لهم أمام البيت المعظم!
وتراهم وهم في صفوفهم رافعين صور السفاح مبتسمين كأنها صورة التقطت من مدرسة "فكرية" روادها مصابون بالبله المغولي.
لم يكتف بمسح مراكز التفكير في عقول أتباعه، بل أزال مراكز الإنسانية من قلوبهم, فصارت وحوشاً كاسرة, فلا تزيدهم تدفق دماء إخوانهم إلا جحودًا.
فهو إن أخذهم إلى أقصى اليمين صباحًا صدقوه, فإن أمسى بهم إلى أقصى اليسار مساء صدقوه.
جعلهم يظنون أن العقل ضار, مثل الشعر الأشعث كلما طال يجب قصه. فكان يقول لهم: لا تخدموا في الجيش واذهبوا بلحاكم واتركوا الخدمة مع الطغاة, فصار اليوم يمجد قادته ويشيع فكرة أن من يطالب بالحرية إنما يطالب بالقضاء على الجيش.
كلما لاحت له خيانة غشيها؛ والحجة: لأنها مصلحة.
كلما لاح له واجب ومروءة تركها؛ وحجته: حتى لا تكون فتنة.
أمسَكوا بدفاتر التاريخ الإسلامي وفتَّشوا فيه، فكلما وجدوا فيه بقعة سوداء استحضروها لنطبقها في عصرنا بحجة أن السلف فعلها, فهم يذاكرون التاريخ ليس للتعلم من أخطائه بل لاستدعائها!.
هم يطلقون لحاهم ويتورعون عن نزع شعرة منها, ولا يجدون حرجًا في خيانة أمة بجلب حكم عسكري يذيقهم سوء العذاب.
رضوا بشهادة الكنيسة بفضلهم وصدقهم, وهي الكنيسة التي شهدت بكذب نبيهم!
جلسوا يقرون دستورًا يعلمن الدولة ويعسكرها, ثم خرجوا سراعاً من القاعة عند موسيقى السلام الوطني تدينا لله!.
غنوا للسفاح أحلى الترانيم الخالدة، وراعوا فيها حرمة الموسيقى التي ستبعدهم عن الله!
كانوا الحزب الثاني والدعاة البارزين، ثم اختاروا أن يكونوا حزب ماسحي البيادة.
كانت كل المنابر لهم، فصار كبيرهم ممنوعًا حتى يستجدي موظف الأوقاف.
كانوا يأمنون في بيوتهم ومساجدهم، ثم صارت بيوتهم لا حرمة لها كباقي المصريين.
جميعهم من أبناء الجيل المطحون الرازح تحت ظلم الجبابرة، فخدرهم بأحاديثه الانبطاحية بأن بقاءكم هكذا هو عين الطاعة لله.
كلهم لاحقتهم أجهزة أمن الدولة وآذتهم، فصار اليوم يعقد دروسه في حراسة تشكيلاته.
عندما قامت الثورة ضد طغيان مبارك نهاهم برهامي عن المشاركة لأنها تحت راية علمانية، ولما قام الانقلاب براية علمانية صليبية شارك فيها حتى تجد الأخت التاكسي!
قامت الثورة وتشكل حزب السلفية الأضخم فى العالم, فبدده البرهامي بحماقته حتى صار إذا دخل المسجد خمسة سلفيين انقسموا ستة مذاهب.
بذل مئات الآلاف من الشرفاء في تأسيس حزبه، وكانوا يتكلمون عن المركز الأول، ففارقه بحماقته أكثر، ومن بقي صاروا يتكلمون: ما أعقله، حافظ علينا من السجن! فصارت تلك أكبر أمانيهم.
مجَّد التظاهر ضد الرئيس المنتخب وأهانه وطعنه وسكت عن حصاره, ثم جاء من بعده الانقلابي فجعله عجلاً يمجده أتباعه.
هم قوم خرجوا من العبودية للحرية, من المذلة للكرامة, فاشتاقوا للذل والاستعباد فصنعوا بأموالهم ومجهوداتهم ما يستذلون له ويعبدونه، وبعد عبادته يقتل بعضنا بعضاً.
بقليل من التفكير للوصول إلى حادثة مشابهة في القرآن, برق في ذهني قصة عجل بني إسرائيل، فأولئك كانوا لتوِّهم قد خرجوا أحرارًا من تحت عبودية آل فرعون ليستبدلوها بعبودية عجل جسد, وهؤلاء خرجوا من عبودية آل مبارك ليأخذهم الشوق لعبودية سيسي جسد.
أولئك اتخذوا من حلي وأموال القبط العجل الذهبي، وعبيد السيسي الآن ينفقون من أموالهم التي يحتاجها الفقراء للعجل البشري.
وأولئك قد أغواهم السامري بدهائه، وهؤلاء أغواهم البرهامي وأشكاله.
وأولئك ما إن صنعوا العجل حتى رقصوا حوله، وهؤلاء يرقصون مع أول ذِكر لصاحبهم.
وأولئك أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم، وهؤلاء يحتضون صورته ملاصقة سويداء قلوبهم.
وأولئك ظلوا عليه عاكفين مفتونين به، ومن هؤلاء من طاف بصورته, ويتصور أمامها كما يتصور أمام الكعبة.
وأولئك كان عجلهم الذي صنعوه لا يهديهم سبيلاً، وهؤلاء اتخذوا من لا يملك غير القتل والسجن سبيلاً.
وأولئك نصحهم هارون وقال: "يا قوم إنما فتنتم به"، وهؤلاء بح صوت الناصحين ولم يلتفتوا إليهم.
وأولئك خسروا أموالهم باتخاذهم العجل وهم سعداء، وهؤلاء خسروا اقتصادهم باتخاذهم السيسي.
كانت عقوبة بني إسرائيل باتخاذهم العجل أن قتلوا أنفسهم، والعقوبة التي نراها أن نقتل بعضنا بعضًا.
وا أسفاه على من طاف المشارق والمغارب، ولم يجد غير أبي رغال له إمامًا.
#مرسى_رئيسى #انتخبو_العرص #الخائن_الخسيسي #كلنا_اخوان #شبكة_صوت_الحرية https://www.facebook.com/weAgainstinjustice