اخر الاخبار

الجمعة , 18 يوليه , 2014


الجنرال الطاغية
جنرال مراهق ...داعبت السلطة خياله فعصف بشرف العسكرية التي ينتمي اليها في سبيل تحقيق حلمه
إنه برويز مشرف ذلك الجندي الذي التحق بالكلية العسكرية وعمره 18 سنة ولم تفارقه البزة العسكرية لمدة 45 عاما(سبحان الله الرقم ده مقدس) ،وتقلد في مناصب الجيش حتى تولى قيادته عام 1998، قاد حربين ضد الهند وحصل على نيشان البسالة .
ادعى على رئيس الوزراء المنتخب نواز شريف بتدبير محاولة اسقاط طائرته لتكون الذريعة للإنقلاب على حكم ديمقراطي ليعود الجيش الى سدة الحكم مرة أخرى. ومن ثم عين نفسه رئيسا لباكستان عن طريق استفتاء شعبي مسرحي يّجيده العسكر دائما وذلك عام 2001. وكعادة الشعوب المتخلفة التي تعشق جلاديها احتفل الشعب الباكستاني بانقلاب برويز على الديمقراطية آملين أن يكون نهاية الفساد على أيدي الجنرال البطل. ولكنه لم يحقق لهم ما أرادوه بل أنه أيضا حنث بوعده باستقالته من قيادة الجيش بعد تنصيبه رئيسا للبلاد واستمر يجمع بين أخطر منصبين في الدولة الرئاسة والجيش حتى عام 2007.
الغريب في أمر العسكر في بلاد الشرق أنهم أول من يبدأ بالتنازل عن سيادة واستقلال البلاد ويكون دخول القوات الأجنبية مستباحا ومرحبا به في فترة حكمهم، فقد فتح الجنرال برويز الأراضي الباكستانية لتكون ملعبا فسيحا تمرح فيه القوات الأمريكية كما نشاء، والذريعة المعروفة محاربة الإرهاب لكنه هنا الارهاب الطالباني في أفغانستان.
وأصبح برويز الطفل النجيب والمحبب لدى ماما أمريكا ينفذ لها أوامرها لتدعمه في تثبيت أركان عرشه ، فخرجت كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا آنذاك بتصريحها قائلة أن برويزو صديقا للولايات المتحدة وأكثر الشركاء فى العالم التزاما فى الحرب على الإرهاب والتطرف( جون كيري الزنجي). فامتلأ الجنرال ثقة وزهوا بنفسه وظن أن لن يقدر عليه أحد فانطلف فسادا في الأرض.
ويبدو أن هناك شئ ما بين العسكر والمساجد يجعلهم يتخذون قرارات معادية ضد بيوت الله ويدفعون ثمن هذه غاليا، فقد أصدر برويز قرارا باقتحام المسجد الأحمر عام 2008، ليكون حصيلة القتلى ما يربو 1000طالب وطالبة من طلبة العلم الشرعي( أزهري باكستان)، وتمت مهاجمتهم بمادة الفوسفور الابيض ومن ثم دفن جثثهم ليلا، وقد حول نفسه بذلك من بطل الى صفر في أعين الباكستانيين وكما اعترف هو بذلك.
وتزايدت الاحتجاجات ضد الجنرال عندما حاول فرض سطوته على القضاء الباكستاني باقالة رئس القضاة عام 2007 ، وذلك قبل حكم مرتقب في قضية تطعن بشرعية اعادة انتخابه وهو قائدا للجيش . فاجتاحت الاحتجاجات أنحاء البلاد التي أسفرت عن فرض حالة الطوارئ، ويبدو أن القضاء في وعي الشعب الباكستاني يتمتع بمحاذير عالية وقدسية جعلتهم ينتفضون من أجله في حين أنهم يعانون كثيرا من سوء الحكم والإدارة لحكومات متعاقبة .
ابتليت الشخصية العسكرية في دولنا بأمراض مزمنة تكون وبالا على بلادها، فدائما يظنون أن بلادهم شرفت بالتحاقهم بالعسكرية وأنهم تفضلوا على البلاد بحياتهم وبخدمتهم في الجيش، وأنهم الوحيدون من فئات الشعب من ضحوا وبذلوا الغالي والنفيس ولذلك فهم يستحقون أن يبتلعوا الوطن بأكمله وان تكون مقدرات البلاد والعباد هي مكافأة ترك الخدمة وليتهم يتركونها الا بالموت.فيخرج الجنرال في حديث تليفزيوني يمن على الشعب الباكستاني بما قدمه من خدمات ومن ثم فهو يستقيل، وبالطبع لم تكن الاستقالة لوجه الله ولكنها جاءت قبيل اعتزام البرلمان التحقيق معه ومسائلته تمهيداً لعزله.
ولم يشفى الجنرال من شهوة السلطة فعاد من منفاه ليترشح مرة أخرى ولكنه يُستبعد منها ويفوز فيها نواز شريف الرجل الذي أطاح به برويز سابقا، وانقلب الاعلام عليه وسخر من طموحه في العودة الى السلطة وفرضت عليه الاقامة الجبرية في انتظار الحكم عليه بتهم جنائية منها ضلوعه في اغتيال بي نظير بوتورئيسة الوزراء السابقة وقائد المتمردين في اقليم بلوشستنا أكبر بفتي والهجوم الدموي على المسجد الاحمر، وأدانته المحكمة بتهمة الخيانة العظمي والاستيلاء على الحكم وتعطيل العمل بالدستور.


بقلم: #نور__الحق

القراء 867

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net