اخر الاخبار

السبت , 19 يوليه , 2014


سيسي غينيا الاستوائية
عندما نقلت الأخبار زيارة الخسيسي لدولة غينيا الاستوائية ، دفعني الفضول والبحث عن من يحكم هذه البلد وما أوجه التقارب بينه وبين المنقلب الخائن، فزيارته للجزائر والسودان مفهومة فكلاهما يحكمهما زملاء في الخيانة والمهنة، لكن ماذا وراء حاكم غينيا، وكانت المفاجاة انه منقلب قديم بل وجدت انه من كثرة أوجه التشابه ما يجعلني أقول اذا استمر حكم الخسيسي كحكم منقلب غينيا فإن مستقبل مصر ان شاء الله هو حاضر غينيا الاستوائية الآن.
رئيس غينيا الاستوائية هو تيودورو أوبيانجو نجوميا مباسوغو الذي وصل الى السلطة في 1979 م اثر انقلاب عسكري دموي. انضم الى العسكرية خلال فترة الاستعمار الأسباني ، كما ارتاد الاكاديمية العسكرية في زاراغوزا في أسبانيا، حتى وصل الى منصب حاكما عسكريا لجزيرة بيوكو ونائب وزير القوات المسلحة ، أي انه عسكري منذ نعومة أظفاره وهذه هي المصيبة، فيبدو ان غالبية من نشأ على العسكرية تجري الخيانة في عروقه ويعشق الانقلاب على رئيسه، فقد أطاح بسلفه فرانسيسكو ماسياس نغوما والذي تولى حكم غينيا بعد حصولها على الاستقلال من الاستعمار الأسباني. وتم محاكمة فرانسيسكو عن الممارسات القمعية والإعدامات الجماعية التي كانت تتم خلال فترة حكمة وتم إعدامه في رميا بالرصاص.
من مبادئ العلوم السياسية أن تًنشئ الأحزاب من قبل الشعب لا الحكومات والرؤساء، لكن في عقيدة العسكر المقلوبة هم من يُنشئون الأحزاب لتكون كتيبة تابعة لهم كباقي كتائب جيشهم، لذلك نجد السادات لا رحمة الله عليه أنشئ الحزب الوطني الديمقراطي ، وأصبح رئيسه كحركة ماكرة منه يدعي فيها الديمقراطية ذات الأنياب والتعددية الحزبية التي حصلت عليها مصر في عهده. وتعلم مباسوغو ذلك وليُضفي مظهرا سياسيا على حكمه العسكري انشئ حزب غينيا الاستوائية عام 1987 وهو رئيسه حتى الآن. وها نحن في انتظار حزب الهاشتاج الديموكراسي قريبا في مصر .
واستمرارا في هزلية الحكم العسكري يُقر دستور عام1982، يكون للرئيس فيه صلاحيات واسعة منها تعيين وإقصاء أعضاء البرلمان، سن القوانين بالأمر المباشر، حل البرلمان والمطالبة بانتخابات تشريعية.
وتجرى انتخابات متوالية كل سبع سنوات يتواكب معها تضييق الخناق على المعارضة وعدم السماح بدخول مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات، والإقبال الضعيف جدا وتتناقل وسائل الاعلام صور للمراكز الانتخابية الخالية من الناخبين ، يجلس فيها العسكريون في وحدة شديدة ......واحتمال أنهم كانو يرشون المياه امام اللجان . وقمة الكوميديا التي يتمتع بها الانقلابيون فُرض حظر التجول أثناء الانتخابات . وتكون النتيجة فوزه بنسب 96.7%.و97.1% .خسارة ما لحقش الا صيدلة.
عاث انقلابي غينيا فساد في بلاده فاستأثر بالثروات دون شعبه الذي يصل متوسط دخل الفرد فيه الى أقل من دولار يوميا بالرغم من وفرة النفط في غينيا .وعلى الطرف الآخر نجد ان القضاء الفرنسي يُصادر فندق لإبن مباسوغو تقدر قيمته بين 100 و150 مليون يورو في اطار تحقيق حول الفساد. ولاحقا تم بيع11 سيارة سوبر رياضية كان يمتلكه ابن هاشتاج غينيا .
وفي ظل الحكم العسكري تعيش غينيا نهضتها القوية (كما يقول الهاشتاج ان مصر تعيش نهضة منذ اربعين سنة) ، نجد ان الصرف الصحي يسيل في شوارع العاصمة مالابو ولا يوجد نقل جماعي عام ويوجد القليل من مياه الشرب والكهرباء. ولكن مع ذلك يتميز الوضع الأمني الجنائي بالاستقرار وانخفاض حالات السرقة بالإكراه نظراً للتواجد المستمر لقوات الشرطة والجيش في الشارع ليلاً ونهاراً، كما يتميز الوضع الأمني السياسي بالاستقرار أيضاً فلا توجد حركات معارضة مسلحة في البلاد أي يطبقون مبدا سلميتنا أقوى من الرصاص، ويتميز نظام الحكم بالقوة والسيطرة علي مقاليد الحكم دون منازع.
ومما سبق علمت لماذا كانت غينيا الاستوائية تستقبل الهاشتاج بحفاوة
وأدركت لماذا ذهب هو الى هناك . فقد كان في زيارة لتوأم روحه وزميل الخيانة ليتعلم منه كيف يسيطر على مقاليد الحكم في مصر الاستوائية .


بقلم: #نور__الحق

القراء 941

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net