لنتفق أولاً أنه ثور .
طالما أننا لم نتفق حتى الآن على أن الثور لا يُحلب . ففريق يقول " ثور " وفريق يقول : " احلبوه " .فمن العبث أن نبحث عن اتفاق أو حتى لغة مشتركة توصل يوماً لاتفاق .
مسألة قد تبدو بسيطة ، ولكنها في غاية الأهمية . ولندع لأنفسنا فرصة لمناقشتها مناقشة فكرية هادئة ورصينة .
فالاختلاف في الأفكار ووجهات النظر حتى لو وصل للتصادم ، فإنها ستتلاقح لتنتج أفكاراً أكثر نضجاً ونفعاً .
أما الاختلاف حول مدلول الألفاظ فسينتج شقوقاً تتسع كلما تجدد النقاش ، وسينتج شقوقاً جديدة مع كل حدث جديد .
هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نقف عندها ونُعمل فيها الفكر ، فنحن كمجتمع عربي فعلاً مختلفون ليس حول أفكار ووجهات نظر ، بل نحن مختلفون حول مدلول الكثير من الألفاظ .
والألفاظ التي نحن مختلفون حولها ليست ألفاظاً ثانوية، أو ألفاظا تم تعمد تعميمها كالإرهاب .
نحن مختلفون حول مدلول لفظ " المواطنة " .
فتجد طائفة من الشعب ترى ان حق المواطنة مكفول لمن يتفق معهم في الرأي ، أو من يكون خادماً مطيعاً للحكومة ، وهذه الطائفة تعتبر نفسها امتلكت مفاتيح الوطن ، تفتحه لمن تشاء وتغلقه وتهدد بسحب الجنسية ممن تشاء !!!
نحن مختلفون حول مدلول لفظ " الحكومة " .
هل هي :" حكومة الشعب " أم أننا " شعب الحكومة " !! .
فطائفة من الشعب اتفقت مع رأي حكامنا الراشدين على أننا شعب قاصر والحكومة أدرى بمصلحتنا ، والحكومة هي التي تحاسب الشعب ، بل وتحدد مستواه هل هو شعب ناضج يستحق الديمقراطية أو أننا شعب لم ينضج بعد على حد تعبير " أحمد نظيف " رئيس وزراء مصر السابق ؟!!
نحن يا سيدي مختلفون حول مدلول لفظ " الإنسانية " بحدودها الدنيا من صيانة العرض وحقن الدم وحفظ الكرامة وضمان الحرية ، وعدم قبول أي مسوغ يتعارض مع الحقوق الفردية تحت مسمى المصلحة العليا ، وأمن الدولة وخلافه !!! .
الجرح النازف في غزة أثبت أننا مختلفون حول مدلول لفظ " المقاومة " الذي اتفقت فيه كل الشرائع التي عرفتها البشرية بل وأقرته القوانين الدولية التي أعطت الحق لكل شعب تم الاعتداء عليه أو احتلال أرضه في مقاومة المعتدي المحتل بكل ما ملكت يداه من أسلحة .
إذاً لماذا يتغير مدلول اللفظ حين تكون المقاومة من شعب مسلم محتل ضد غاصب صهيوني ؟؟!!
وإذا لم نتفق على مدلول هذا اللفظ الإنساني البسيط ، فعلام سنتفق ؟؟!!
أرجو أن أكون قد ساهمت في مقالي بفتح باب لمدخل هادئ للنقاش المثمر بين المختلفين ، فضلاً عن فتح مدخل للمفكرين المخلصين من أبناء الامة للتوسع في هذا الباب ، فوظيفة المفكر اختراق السطوح والغوص في الأعماق والوصول لجذور المشاكل ليفتح الباب أمام الحلول الجذرية .
بقلم : مهندس / محمود صقر
02/08/2014
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية