د.عناية الله أسد سبحاني يبعث برسالة إلي السيسي أسلِم تَسلَم يا سيسي!
الثلاثاء , 5 أغسطس , 2014
بعث الدكتور عناية الله أسد سبحاني العالم الإسلامي الجليل برسالة إلي الخائن قائد الانقلاب قال فيها " أسلم تسلم يا سيسي " و الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني ، عالم ومفكر إسلامي معروف، له العديد من المؤلفات الإسلامية، وخاصة في تفسير القرآن، ومن بينها كتابه الشهير (إمعان النظر في نظام الآي والسور) ، وكتاب (البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران) ، وبحث الذي نشره تحت عنوان (لا إكراه في الدين).. والدكتور سبحاني معروف عنه متابعته الجيدة للشأن المصري.. وقد نشر رسالته التي نحن بصددها "ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة". نص الرسالة تلك رسالة عاجلة ناصحة ممن لايحمل لك في قلبه إلا النصح والخير،فهل أنت فاتح لها أذنك وقلبك ياسيسي؟ ياسيسي ! كنا نحسب أنك رجل مسلم، باعتبار أنك وزير الدفاع، ورئيس القوات المسلحة في بلد يملؤه المسلمون، ويشكلون فيه أغلبية ساحقة، ولكن جاءت الأنباء الأخيرة تؤكد أنك لاتمتّ إلى الإسلام بصلة،لامن قريب ولا من بعيد، وإنما تنتمي إلى أسرة من أسر الصهاينة. ولاندري أيّ الخبرين أقرب إلى الصحة ؟ ولكن لايهمّنا ذلك، فأنت على كل حال من أبناء أبينا آدم، ومن أحفاد أبينا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فالأخوّة بيننا قائمة،ولابد للأخ أن يكون ناصحا لأخيه ! هكذا علّمنا قرآننا، وعلمنا نبينا عليه الصلاة والسلام. ياسيسي ! أنت وزير الدفاع ورئيس القوات المسلحة في مصر الحبيبة، وكان من واجبك، بحكم منصبك ومسؤوليتك، أن تحمي هذا البلد من أعدائه، وتوفّر للمواطنين كل ما يمكنك من حماية وحصانة ورعاية، ولكنك خالفت ما يملي عليك منصبك ومسؤوليتك، فما حميت البلد من أعدائه،بل فتحت لهم الأبواب كلها،حتى يجوسوا خلال الديار، ويوقدوا نار الفتنة في أرجائها، ويجلبوا المصائب على أهلها ! هذا ما فعلت بالأعداء، وأما المواطنون،أهل البلد، فانقلبت عليهم، وتنكرت وتنمّرت في وجوه قومك الصالحين، الطيبين الطاهرين، وفعلت بهم مالم يفعله أحد بقومه عبر التاريخ ! قتلت المواطنين المسالمين قتلا، وعذبتهم عذابا،حتى وصل عدد الشهداء بأيدي قواتك المسلحة إلى آلاف وآلاف ! ووصل عدد الجرحى والمعذبين إلى ما لايحصى ! فأهل مصر كلهم في عذاب، حتى الأطفال الصغار،والفتيات الأبكار، والعجزة من المرضى وكبار السنّ، كلهم يتجرعون من العذاب في السجون، كما يتجرعون في الأرياف والمدن ! ياسيسي ! أنت ما عذّبت بتصرفاتك الحاقدة الغاشمة أهل مصر فقط، بل آذيت كل من يتأذى بالظلم والطغيان في مشارق الأرض ومغاربها، وآذيت كل من ينبض قلبه بالرأفة والرحمة للصالحين الأبرياء، سواء كانوا من المسلمين أم غير المسلمين! لقد ركبت مركبا صعبا ياسيسي ! فماذا تقصد من هذه الأفاعيل العمياء، وهذه الحركات الجنونية كلها ؟ هل تحركت هذه التحركات كلها بإرادتك الحرّة ياسيسي ! أم فوقك من يأمرك، ويرقّصك مثل الدمية كما يشاء ويشتهي! إن كانت هذه التحركات كلها بإرادتك الحرة ياسيسي! فهذا يعني أنك ابتليت بنشوة القوة وسكرة السلطة، التي تُعمي العيون وتُصمّ الآذان! وهو داء قديم عُضال، قد أصيب به الفراعنة وأشكالهم قبلك، ولايُشفى منه إلا من رحم ربك ! وإذا كنت تحب الخلاص من هذا الداء الوبيل، وتريد النجاة من عواقبه الوخيمة، فعلاجه الوحيد أن تخلو بنفسك، وتجلس معها جلسة عاقلة متأنية، وتفكر في مصيرك، وتعتبر بمصير أمثالك ! فإن القوة التي تتبجح بها، والسلطة التي تتبذخ بها لن تدوم لك، وهل دامت لأحد قبلك حتى تدوم لك ؟ وهل يختلف مصيرك من مصير من سبقك من الطغاة الجبارين ؟ اخرج من حصنك المحصّن، وبُرجك المشيد،واضرب جولة إلى أهرام مصر، واسألها عمن بناها وشيدها، واسأل عنهم: أين ذهبوا ؟ وماذا فعلوا ؟وإذاكان لك قلب،أوألقيت السمع وأنت شهيد، فستجد تلك الأهرام تناديك،وتعظك بلسان حالها، وتقول: (تباً لأرباب الغفلة من الملوك والأمراء ! ورؤوساء الدول ! وقادة الجيوش ! أين الفراعنة الشداد،الذين ظلموا العباد ؟ وأين التبابعة الحداد الذين دوّخوا البلاد ؟ أين من بنى وشيّد، وزخرف ونجّد، وغره المال والولد ؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى ؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأبعد منكم آمالا، وأطول منكم آجالا ؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله ! فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية !!) تلك رسالة الأهرام إلى كل من زارها، وسألها عمن بناها وشيدها ! فلاتنس تلك الرسالة يا سيسي! واشدُد عليها يديك، فتلك رسالة قيّمة غالية ! رسالة تنوّر البصر والبصيرة، ولاتدع الإنسان يتيه في الحيرة! وإن لم تفتح عينك تلك الرسالة، فاضرب جولة إلى متحفٍ تحت قدميك، وهو متحف يضمّ الفراعنة، ويضمّ فرعون سيدنا موسى، اقترب منه قليلا، واهمس في أذنه: كيف تجدك ياسيدي، فقد ذبّحت بني إسرائيل،وقتّلتهم تقتيلا ! وكنت تسومهم سوء العذاب! وكنت تزعم أنك رب الناس، وإله الناس، وليس لهم إله غيرك ؟ فماذا تقول الآن ؟ وما رسالتك إلى الناس ؟ اسأله هذا السؤال، وأنصت لجوابه بقلب حاضر، وأذن مرهفة ! إذاً،سيجيب عن سؤالك حتما، إن لم يجبك حوارا، فليجيبنّك اعتباراً ! وإن لم تجبك لسانه ليجيبنّك بدنه! سيأتيك الخبر اليقين ! ولاينبئك مثل خبير. فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46:سورة غافر) فاعتبر ياسيسي ! بالمستكبرين الهالكين قبلك، ولاتكن عبرة لمن يأتي بعدك ! فالسعيد من وُعظ بغيره. ولاتغترّ بقوتك وسلطتك، فرب المؤمنين أشد منك قوة ! وزبانيته ينتظرون أمر ربهم فيك، وفي جنودك ! وإن كانت هذه الأفاعيل كلها بإيحاء وتحريض من الآخرين،ياسيسي! فاعلم أن كل من حرّضك على مافعلت، إنما سخر منك، وضحك على عقلك، وأوردك موارد الذلّ والهلاك، وما أراد بك إلاسوءاً ! وكل دعم منه، سواء كان دعما بالريالات والدولارات، أم كان دعما بالصواريخ والدبابات، أم كان دعما بالتهنئات والتشجيعات، أم كان دعما بالافتراءات والإشاعات،كل ذلك كان غروراً ! ولن يزيدك إلا خسارا، ولن يزيدك إلاتبارا. واعلم ياسيسي! أنك جنيت على نفسك، حينما أردت أن تجني على الرئيس محمد مرسي، فلن يكرمك أحد ممن حرّضوك ! ومنّوك ! ووعدوك ! بمثل ما أكرمك رئيسك الدكتور محمد مرسي ! فقد كنت، حينما كنت معه، موضع حب وتقدير، وموضع إجلال وتكريم لدى الجميع ، وكانت لك وجاهة ومكانة عند المواطنين وغير المواطنين. حتى نحن في بلادنا كنا نحبك ونذكرك بكلمات التكريم، وكنا نعتقد أنك ستكون بطلا من أبطال الإسلام المبرّزين، وسيكون لك ذكر في تاريخ الإسلام المجيد ! وأما الآن،بعد ما جنيت على الرئيس محمد مرسي! وجنيت على الشعب المصري العظيم ! فأنت أعلم بما آل إليه أمرك ! أنت أعلم بمايجري في شوارع مصر وميادينها، وما يجري في أريافها ومدنها، وأعلم بما يقوله الناس فيك بألسنتهم، وبما يكنّونه في صدورهم ! فصغارهم وكبارهم، ورجالهم ونساؤهم، كلهم يكرهونك ، ويبغضونك، ويلعنونك، وينتظرون أن يفعل الله بك ما يفعله بأمثالك من الخائنين المجرمين! وهذا لايخص الشعب المصري فقط،بل المسلمون في الهند كذلك يشعرون بما يشعربه إخوانهم المسلمون في مصر! ويصبّون عليك اللعنات في كل حين! وأمرالمسلمين في أرجاء العالم لايختلف عما عليه المسلمون في بلاد الهند ! فكّر ياسيسي ! ماذا ربحت بما فعلت، وماذا خسرت ؟ فوالله ما ربحت غير خزي الدنيا والآخرة !! ياسيسي !لعلك تحلم أن تقعد في مقعد الرئيس محمد مرسي،وتحلم أن تكون رئيسا لجمهورية مصر! ولعل هذا الذي طمّعك فيه، ومنّاك به كبراؤك ! ولكن ماذا تفعل بمنصب لا يُنيلك أيّ كرامة،بل يزيدك خزيا إلى خزي، ومقتا إلى مقت ! كيف يقبلك الشعب المصري ياسيسي، وأنت ولغت في دماء أبناءهم وبناتهم ! ودماء آباءهم وأمهاتهم! ودماء إخوانهم وأصدقاءهم ! وأفسدت حياتهم وخرّبت ديارهم ! وما زلت تلغ في دمائهم ! وتحارب دينهم وعقيدتهم ! وتلاحق علماءهم وقياداتهم ! وتلعب بكرامتهم وأعراضهم حتى زهّدتهم في هذه الحياة، وجعلتهم يتمنون الشهادة ! فعد إلى رشدك، وارجع إلى صوابك، ياسيسي ! قبل أن يتسع الخرق على الراقع ! فقد بلغ السيل الزبى! ولم يعد الأمر يحتمل التأجيل ! فالوحى الوحى !! النجاء النجاء !! واخرج من أحلامك الباطلة، التي جلبت عليك وعلى قومك البوار! وأصلح أمورك مع الشعب المصري، ومع الرئيس مرسي. اذهب إلى الرئيس محمد مرسي، وقبّل رأسه العظيم، واعتذر عما فعلته، وبايعه على السمع والطاعة،من غير مراوغة ولا مساومة ! وعد به إلى مكانه الذي اختار الله له. ثم اخرج إلى الشعب، وهوشعب أبيّ كريم،واسكب أمامهم العبرات، رحمة بهم وشفقة عليهم، فالضرب شديد، والجُرح عميق ! واعترف بما تجنيت عليهم، واطلب العفو عما فعلت بهم ! ولاتقل: خزي الدنيا! فخزي الدنيا أهون من خزي الآخرة ! والعبرات إذا كانت صادقة نادمة، فهي تسكب برد الطمأنينة في القلوب، وتملؤ الجروح، ولوكانت غائرة عميقة ! وأنا أدعوك ياسيسي! أن تصلح علاقتك مع ربك،قبل كل شيء، ولايمنعنّك كونك من الصهاينة من أن تؤمن بالله، وبرسوله محمد بن عبد الله، وبكتابه الذي جاء به من عند الله، ولك أسوة فيمن ذكرهم الله في كتابه، وهم من سادات قومك بني إسرائيل،قال ربنا تبارك وتعالى: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (سورة آل عمران:115) وقال تعالى في موضع آخر: قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىعَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109:سورة الإسراء) أسلِم تَسلَم يا سيسي! فالإسلام يهدم ماقبله،وسيعود لك بإخلاصك وحسن إيمانك بربك، ما خسرته وضيّعته من العزّ والكرامة عند الله، وعند الناس. هذا هو الرأي، وهذا هو الطريق، فراجع نفسك، واستشر عقلك، ولاتنظر إلى من أضلوك وجرّدوك من كل كرامة، فهم لايزيدونك غير تخسير،نسأل الله لك الهدى والتوفيق.