اخر الاخبار

الثلاثاء , 5 أغسطس , 2014



خلاعة سياسية غير مسبوقة تعصف بالعالم العربي:
ومصريون مشغولون برقصة صافيناز غير الشرعية
لو كتب القدر للمرحوم عبدالرحمن منيف أن يعيش إلى يومنا هذا، ربما لطبع طبعة جديدة من روايته «شرق المتوسط».. بعنوان جديد يختصر هذا الشرق وذلك المتوسط بكلمة واحدة: غزة.
بالنسبة لنا في أوروبا، فإن الهوية «المتوسطية» أثبتت حضورا قوميا ووطنيا أكثر بكثير من الهوية «العربية» التي تفككت مع مرور الزمن بفعل عوامل التعرية «السياسية» والتجوية «الدينية»!!
القنوات الفضائية العربية بمجملها لا يمكن أن تنقل نبضة من نبضات الشارع الأوروبي، وهي الآن «تلك الفضائيات» مشغولة بحلقات الإعادة لإنتاجها الرمضاني من مسلسلات، أو مزدحمة ببرامج ما بعد رمضان، ومواسم الخير والعطاء لـ»آراب أيدول»!!

نجوى فؤاد و»خلاعة» صافيناز

تذكرت الفاضلة المعتقة نجوى فؤاد، وقد عصفت بها عوامل التجوية، وشكت قلة المنتجين الذين يطلبونها لأعمال «تليق» بتاريخها الفني.
وتستطرد نجوى فؤاد في حديثها – لا فض فوها- لتبدي رأيها الفني «كخبيرة» في رقص صاحبة الصون صافيناز، لتؤكد «نجوى» أن رقص صافيناز «خلاعة»!!
تأملت كثيرا في تصريحات نجوى فؤاد الساخنة، وفي سياق خلاعة سياسية غير مسبوقة تعصف بالعالم العربي وتجعل الموقف العربي برمته يرقص رقصة «الواحدة ونص» على إيقاع دولي جديد، تصبح قصة صافيناز الأكثر لفتا للإنتباه في مواقع التواصل الاجتماعي، ويصبح رقصها وقد تحزمت بالعلم المصري دافعا لشحنة غضب وطني وقومي يقودها «ناشطون» مصريون، وجدوا في خصر صافيناز ستر الله عليها، مركز تهديد لأمن مصر القومي.. ربما أكثر من العدوان الإسرائيلي على غزة!!
حسب الأخبار الواردة، فإن المستورة صافيناز، اعتذرت للشعب المصري وصرحت بلهجة متفضلة مشبعة بالأنفة القومية بقولها إنها لم تتحزم بعلم إسرائيل..(ممنونين لطفك)!
لكن أيضا حسب الأخبار المتفق عليها وما روته الجماعة «أ بي، رويترز، أسوشييتد برس وغيرها» فإن آلاف البشر قتلوا في غزة غالبيتهم أطفال، بل وتحزم العرب عاربتهم ومستعربتهم بأعلام ومواقف إسرائيل نفسها، ولم يعتذر أحد لغزة،…(كم نحن سفلة وتحت أقدامك يا غزة!!).

«كلاكيت».. الغضب الساطع آ

وفي جولة «مكوكية» على بعض قنوات التليفزيونات العربية، حسب التصنيف الوطني لكل دولة، لفت انتباهي الخطاب الشعبوي للمحطات، خصوصا في تعظيم الجيش الوطني لكل بلد. وقد كان ذلك جليا في المحطات اللبنانية التي يحتفل أغلبها بعيد الجيش اللبناني، فأتخمت ساعات البث بـ»برومو» أغاني تمجد الجيش الوطني وتحفيز الهمم، وتم حشد أكبر عدد ممكن من نجوم الفن والثقافة والسياسية والمجتمع في تلك الأعمال «البروموهية».
في المحطات المصرية، الحديث عن الجيش يأخذ صفة التقديس إلا قليلا، وتوظيف الجيش في البرامج الحوارية أصبح عادة يومية لأغلب مقدمي تلك البرامج، ومنصة إعلامية لإطلاق صواريخ الهجوم على التيار الإسلامي!! وهو ما يرسخ في ذهنية المتلقي بعد حين فكرة تبرير الإقصاء لهؤلاء!
أنا لا أنتقد هذا الموقف التعبوي، فالجيوش مصدر فخر لأوطانها، مهما بلغت أو انعدمت نسبة الانتصارات في حروبها، إن وجدت تلك الحروب أصلا!
لكن أتذكر تاريخ ما قبل الفضائيات، حين كانت أغنية فيروز الشهيرة «زهرة المدائن» تبثها المحطات العربية، وكل محطة ترفق صورة جيشها الوطني عند مقطع «الغضب الساطع آت».. فينتشي المتلقي بالمقطع والصورة.. حتى يخال أن القدس على مرمى أمر عسكري واحد في رئاسة الأركان.
مطلع ربيعنا العربي «ماغيره» ظهر تونسي وقور وأشيب وقال: هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية.
وأهمس لنفسي أمام ما تقذفه المحطات العربية اليوم، وأتساءل: أهرمنا من أجل هذه اللحظة؟!

حين هزمنا إسرائيل في البهادل الفضائية وعلى الهوا

ولأن الفضائيات العربية دواوين عرب تقليدية لا أكثر، تصبح موضة التقليد والاستنتساخ لجذب أكبر عدد من المشاهدين حالة عادية لديها.
وآخر تقليعات البرامج الإخبارية على القنوات المختلفة تمثلت بشرشحة وبهدلة أي ضيف إسرائيلي تستضيفه تلك المحطات، لتصبح الفقرة «شرشح إسرائيلي على الهوا».. أكثر منها استضافة صحافية موضوعية تستجلب المعلومة من العدو الجالس في تل أبيب أو القدس، يبتسم بخبث وهو يتبهدل..
بينما المذيع أو المذيعة العربية في الاستوديو في حالة انتشاء بالكامل بعد «دوش» بهدلة لا يسمن ولا يغني من جوع للمعلومة التي ينتظرها المتلقي.
ماذا لو عكسنا الحالة، يعني ماذا لو فكر الإسرائيليون بشرشحتنا وبهدلتنا على الطريقة نفسها، فلنتخيل مثلا مذيعة إسرائيلية تستضيف جنرالا عربيا بكامل أوسمته «الحربية» ونياشينه على صدره، وقطعت حديثه المتخم بالعنتريات، لتسأله سؤالا بسيطا جدا كمدخل لهجوم شرس مفاده: حدثنا عن نياشينك.. وأوسمتك ومعاركك أيها الجنرال؟
بصراحة..ا لإعلام «الإخباري» في العالم العربي أغلبه إعادة إنتاج لسوق عكاظ التاريخي، وليس فيه أكثر من معلقات فضائية لم تعد قادرة حتى على الوقوف على أطلال الماضي فجلست متربعة، بل واتكأت عاجزة مرتكية على الاطلال.
ورحم الله أبا نواس حين قال:
يبكي على طلل الماضين من أسد..
لا در درك قل لي من بنو أسد.

كاتب أردني مقيم في بلجيكا

مالك العثامنة


#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1629

التعليقات

Bubi

hello!,I like your writing very a lot! proportion we conmimucate more about your post on AOL? I need an expert on this house to resolve my problem. Maybe that is you! Having a look ahead to see you.

خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net