غزة مدينة عربية اسلامية لها حضارة عريقة ويكفي ان سيدنا هاشم جد رسول الله دفن بها وعلي مر العصور تعرضت غزة لرياح شديدة لكنها وقفت صامدة كالجبال وغزة من المدن التي بشر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم ان فيها خير اجناد الارض حيث قال بيت المقدس واكناف بيت المقدس ولم يقول مصر كما يدعي شيوخ السلاطين وقد قال الخالق في سورة الاسراء وقضينا الي بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فاذا جاء وعد اولهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا وقد تم تفسير هذه الاية مرتين عندما قهر الجيش الذي لايقهر في جنوب لبنان علي ايدي رجال حزب الله اللبناني وفي المرة الثانية في غزة 2014 علي ايدي المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقد تم تفسير معني فجاسوا خلال الديار اي من خلال دخولهم الانفاق الي معسكرات العدو وقتل النخبة من ضباطه وجنوده كما شاهدنا علي مدار 51 يوما عندما دخل رجال القسام من الانفاق الي العديد من معسكرات العدو من خلال الانفاق وقتلوا العشرات من النخبة في جيش العدو وقد علت اسرائيل في الارض عندما هزمت الجيوش العربية في حرب عام 1948 واحتلت اغلب اراضي فلسطين وعلت اكثر حينما هزمت الجيش المصري واحتلت سيناء من مصر عام 1956 وعلت علوا كبيرا حينما هزمت كل الجيوش العربية في حرب العام 1967 واحتلت سيناء من مصر والجولان من سوريا واجزاء كبيرة من الاردن الي جانب احتلالها للقدس الشرقية وكل الاراضي الفلسطينية وهزيمة الجيوش العربية في حرب العام 1973 واحتلال الاسماعلية والسويس من مصر والقنيطرة من سوريا
غزة قهرت الجيش الذي قهر كل الجيوش
استطاعت فصائل المقاومة في غزة هزيمة الجيش الذي قهر كل الحروب وخاضت اطول حرب في تاريخ الصراع العربي الصهيوني والتي استمرت 51 يوما وقهرت الجيش الذي لايقهر بريا عندما حاول الجيش الصهيوني الدخول من حي الشجاعية فتصدي له ابطال المقاومة باسلحتهم المتواضعة وبحريا حينما دخل ابطال القسام الي عرض البحر وهاجموا القواعد البحرية الصهيونية وجويا حينما ارسلوا طائرات فوق وزارة الحرب الصهيونية الي جانب فرض حصار جوي علي اسرائيل لمدة 51 يوما بامر من القائد ابوعبيدة واذكر حينما كانت غزة تحت الحكم المصري في حرب 1956 استسلم قائد الجيش المصري خلال ساعة واحدة ولم يستطيع الصمود امام جيش العدو لكن حرب العام 2014 كانت حرب المعجزات حيث استطاعت كتائب المقاومة الحاق اكبر هزيمة للجيش الصهيوني في تاريخه نعم هذا الجيش هزم في حرب لبنان عام 2006 لكن حرب العام 2014 كانت اشد قوة وشراسة من حرب لبنان واطول مدة ايضا ولم نري اي جيش عربي يطلق صاروخ واحد علي اسرائيل في اي حرب لكن المقاومة في غزة جعلت من اسرائيل الكبري اوهن من بيت العنكبوت وشاهدنا هزيمة لواء النخبة جولاني في هذه الحرب بل واطلق اغلب جنود العدو النار علي اطرافهم كي يجدوا مبررا للهروب من ساحة القتال وقد قال مؤسس الكيان العنصري الصهيوني ديفيد بن جوريون ان اسرائيل ستنهار عندما يهزم جيشها وشاهدنا اعتراف العدو بالهزيمة النكراء في حرب غزة 2014 بل وهاجر الالاف من اليهود من فلسطين الي المانيا ودعوا الصهاينة في فلسطين الي اللحاق بهم لانهم في اوربا بلدهم الاصلية لايطلق عليهم الصواريخ ولا ينزلون الي الخنادق حينما تطلق صفارات الانذار ولا يقوم احد بتفجير نفسه فيهم اذا نجحت المقاومة في غزة في تهجير الالاف من فلسطين المحتلة الي بلادهم الاصلية والسؤال الذي يطرح نفسه هل استطاع اي جيش عربي تحقيق واحد في المائة مما حققته المقاومة الاجابة لا لقد فرضت اسرائيل وصايتها علي كل الدول العربية خاصة مصر التي اجبرتها علي توقيع معاهدة استسلام عام 1979 وظلت سيناء تحت الوصاية الاسرائيلية حتي اليوم وممنوع تعميرها او زراعتها او دخول اسلحة ثقيلة فيها لكننا شاهدنا في الفترة الاخيرة تهجير سكان سيناء تمهيدا لتسليمها لاسرائيل
غزة المحاصرة بين سيسنياهو ونتنياهو
استطاعت المقاومة في غزة تحقيق انتصار عظيم علي الجيش الصهيوني حتي هرب منها الصهاينة لكن بعد اجراء اول انتخابات حرة في غزة وفازت فيها حماس حاصرها العالم الذي تحكمه الصهيونية العالمية وبعد فوز حماس مباشرة طلب حسني مبارك من اسرائيل دخول 750 جندي من قوات حرس الحدود ليشاركوا في حصار غزة فلماذا لم يرسل مبارك هؤلاء الجنود عندما كانت غزة تحت الاحتلال الصهيوني واستمر حصار غزة من مبارك من ناحية واسرائيل من الاخري حتي اعلنت اسرائيل حربها علي غزة من القاهرة في نهاية العام 2008 وقد حققت المقاومة انتصارات نوعية في هذه الحرب وظل الحصار وقام مبارك ببناء سور عازل بين مصر وقطاع غزة وتمكن اهل غزة من احداث ثغرات فيه لكن مبارك لم يغلق كل الانفاق كما فعل سيسنياهو
مؤامرات سيسنياهو علي غزة
بعد تولي الرئيس محمد مرسي الحكم في مصر دبر رئيس المخابرات الحربية عبدالفتاح السيسي مؤامرة قتل الجنود المصريين في رمضان وكان الهدف هو ضرب عصفورين بحجر واحد الاول هو الوقيعة بين مصر وقطاع غزة وكي يستمر الحصار في عهد الرئيس مرسي والثاني هو اغتيال الرئيس مرسي اذا شارك في جنازة الجنود لكن الرئيس مرسي فهم المؤامرة ولم يحاصر غزة وبعد تولي سيسنياهو وزيرا للدفاع في مصر قام باغراق الانفاق بمياه الصرف الصحي وامر الاعلام المصري الموجه من المخابرات بشيطنة قطاع غزة وشن هجوم علي اهل غزة وكانهم من قتلوا 150 الف مصري علي ارض سيناء في المقابل لم يتحدث الاعلام الموجه بكلمة واحدة ضد اسرائيل التي هزمت الجيش المصري في كل الحروب وقتلت من جنوده 150 الف بل وارتكبت ابشع المجازر ضد المدنيين ويبدو ان الاعلام المصري حريص علي اسرائيل اكثر من نفسها وقبل الانقلاب العسكري بايام طلب سيسنياهو من نظيره نتنياهو الهجوم علي غزة اذا تدخلت لنصرة الشرعية في مصر وبعد الانقلاب ارسل سيسنياهو طائراته الحربية للتحليق فوق غزة وتهديد شعبها الاعزل فهل اصبحنا اسرائيليين ندافع عن امن اسرائيل القومي ولم يكتفي سيسنياهو بذلك بل دمر كل الانفاق مع القطاع المحاصر وقام بدك المدن المحاذية لغزة بالطائرات والهدف هو حماية اسرائيل حظر سيسنياهو حركات المقاومة في غزة وسمح بتواجد قوات صهيونية في سيناء من اجل التجسس علي المقاومة في غزة وفي الحرب الاخيرة علي غزة وعقب الهدنة امر سيسنياهو المخابرات المصرية بالتجسس علي هواتف الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة وتمكنت المخابرات المصرية والصهيونية من تحديد اماكن قادة القسام في غزة واستشهد ثلاثة من قادتها الغريب ان سيسنياهو اغلق معبر رفح طوال فترة الحرب علي غزة وقدم سيسنياهو كل ماطلبته منه اسرائيل في هذه الحرب بل وتحرك الجيش المصري بمحاذاة القطاع كما ذكر احد المواقع العبرية وبعد نصر غزة اقترح سيسنياهو علي ابو مازن هجرة كل الفلسطينيين الي سيناء في مقابل تركها لليهود لكن الاخير رفض مطلب سيسنياهو ومنذ ايام حدثت عملية فدائية علي حدودنا الفلسطينية واصيب فيها جنديين اسرائيليين وهذه العملية احرجت سيسنياهو الحاقد اصلا علي غزة فامر بقتل 30 جندي واصابة العشرات كي يلفق التهمة لقطاع غزة بقتل الجنود وهم منها براء والاغرب من ذلك انه قام بتهجير اغلب المدن المصرية المحاذية لفلسطين المحتلة واتوقع من سيسنياهو شن هجوم عسكري علي قطاع غزة في هذه الايام وادعوا المقاومة الي اليقظة لذلك وانا اعلم جيدا ان المقاومة التي قهرت الجيش الذي لايقهر ستقهر الجيش المقهور والحامي لحدود اسرائيل ورب ضرة نافعة
غزة امن قومي لمصر
في مصر دائما يقولون ان حصار غزة هو امن قومي لمصر والعكس هو الصحيح فحصار غزة هو امن قومي لاسرائيل والكل يعلم ذلك ولولا وجود غزة لدخل الجيش الصهيوني الي سيناء واستطاعت غزة اشغال الجيش الصهيوني في حروب معها وهذا ما اجل دخول اسرائيل سيناء لكن السيسي يقوم باخلاء سيناء تمهيدا لدخول اسرائيل المحاصرة من الشمال من حزب الله ومن الجنوب من غزة واتوقع ان تنسحب اسرائيل من بعض المدن في شمال فلسطين المحتلة مثل الجليل وحيفا ومن الجنوب من سديروت والعين الثالثة وسيتم تسكين هؤلاء اليهود في سيناء وربما اخلاء رفح والشيخ زويد هو لاستقبال المستوطنين الصهاينة الذين رفضوا العودة الي منازلهم بعد حرب غزة
كتب الشحات شتا