"مذبحة الأرمن" واحدة من أكبر الخرافات التاريخية التى يقتات عليها مئات الألوف من البشر حول العالم .. يرفعها اليوم -بعد مرور مئة عام- جهات معينة فى وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، لأسباب يختلط فيها تشويه صورته وابتزازه ، ومحاولة التنكيل به لموقفه المبدئي الثابت ، ولرفضه الاعتراف بالسلطة انقلابية فى مصر ، حيث يعتبارها عملية سطو مسلح على السلطة الشرعية المنتخبة بإرادة شعبية حرة ..
وهناك أسباب على نطاق عالمي أوسع، منها الحقد على النجاح الاقتصادي الساحق الذى تحقق فى تركيا بينما دول فى الاتحاد الأوربي تنهار اقتصاديا ؛ الواحدة بعد الأخري .. لذلك تتجه مخططاتهم إلى تدمير تركيا وإلحاقها بمصر فى إطار مخطط الصهيونية-الصليبية لتفكيك الدول الإسلامية وإخضاعها للاستعمار الجديد ..
فى إطار هذا السِّناريو تشهد مصر حراكا واسع النطاق ؛ شاملًا للإعلام والقضاء والنخب المنسوبة زورًا للثقافة والاستنارة ، بقيادة زعيم الانقلاب ، وذلك بهدف إدانة تركيا بارتكاب "مذابح إبادة جماعية" بحق الأرمن، متشجّعين ببوادر حملة أوربية لدعم المزاعم الأرمنية ضد تركيا .. ظهرت بوادرها فى قرار مشبوه صدر من البرلمان الفرنسي لأسباب حزبية ودعائية مفهومة ، كما ظهرت فى تصريح لبابا الكنيسة الكاثوليكية .. ولكن وقف أردوغان متحدِّيًا الجميع أن يُظهروا وثيقة واحدة تثبت مزاعمهم الكاذبة .. وقد لوّح بما لديه من وثائق دامغة ؛ تركية وعالمية .. تثبت العكس تماما: فقد تعرض المسلمون الأتراك لمذابح واسعة على يد مليشيات الأرمن التى كانت تعمل تحت قيادة الجيش الروسي فى أكبر عملية إبادة جماعية للمسلمين خلال الحرب العالمية الأولى .. ولما فوجئ البابا بالرد الحاسم تراجع واعتذر .. و[لَحَسَ تصريحه السابق] كما فعل سلفه عندما تراجع عن التطاول على مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال: "لقد كان مجرد اقتباس ..."
لن أدخل [الآن] فى تفاصيل هذه القضية المعقدة المتشعِّبة ، التى اكتسبت عقول الملايين من المغيبين حول العالم ، نتيجة عملية غسيل مخّ واسعة النطاق ، استمرت عبر مئة عام نُشر فيها ٢٦ألف كتاب ، من تأليف الأرمن ، وأنصارهم من أعداء الإسلام فى أوربا وأمريكا ، بل من أعداء الإسلام فى داخل تركيا نفسها ، وأعنى بهذا اليهودي مجهول الأب كمال أتاتورك ، وأتباعه من العلمانيين الكارهين للدولة العثمانية وما تمثله فى التاريخ باعتبارها دولة الخلافة الإسلامية .
وأكتفى فى هذه الحلقة: باستعراض أهم أسماء المروّجين لهذه الفرية فى مصر .. هذا الاستعراض المبسّط فى حد ذاته يكشف لك عن مدى مصداقية الجهات التى تقف وراء هذه الحملة الفاجرة ضد أردوغان وضد الدولة العثمانية ، فى الظاهر ، والتى تخفى الوجه الحقيقي لهذه الحملة الموجّهة ضد الإسلام نفسه.. !!!
من بين هذه الأسماء .. طارق محمود المحامي صاحب الدعوى القضائية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، يطالب فيها باعتراف الحكومة المصرية بمذابح الإبادة الجماعية للأرمن فى تركيا ..
إقرأ تاريخ هذا المحامي الذى أتحداك أن تجده مترافعًا فى قضية عادية كمحامي يسعى لاسترداد حقوق الناس .. فهو محامٍ بالاسم فقط ولكنه متفرٍّغ لرفع قضايا تمليها عليه أجهزة المخابرات المصرية ، ويأخذ أجره بسخاء مفرط من صندوق "تحيا مصر" الذى أسند السيسى أمانته العامة إليه .. فمصيره مرتبط بزعيم الانقلاب .. وتحقيق أحلامه الجنونية ..
طارق محمود هذا يقف وراء العديد من البلاغات الخرافية لن تصدقها .. هذه عينات منها بدون ترتيب زمني:
١- بلاغ بإدراج كل من حزب الفضيلة والأصالة والنهضة والوسط الجديد والعمل الإسلامي المصري والإصلاح والنهضة ضمن (قائمة الكيانات الإرهابية)..
٢- بلاغ ضد رئيس الجمهورية محمد مرسى العياط ، طالب باحالته الى محكمة امن الدولة العليا لتصريحاته بخصوص مثلث حلايب وشلاتين ..
٣- بلاغ يطالب بالتحقيق مع عبد الرحمن يوسف ومنعه من السفر..
٤- بلاغ ضــــــد كل من محمد ناصر علي، المذيع بقناة مصر الآن، والتي تبث من تركيا ، ووجدى عبدالحميد محمد غنيم الهارب بدولة تركيا، و معتز مطر المذيع بقناة الشرق، ومحمد عوض المستشار السابق والهارب حاليا إلى تركي.
٥- بلاغات ضد الدكتور محمد البلتاجى وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
٦- بلاغ ضد قناة الجزيرة وعدد آخر من القنوات الإسلامية..
٧- بلاغ ضد الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسة بتهمة الاستهزاء بالسيسى ، وبلاغات أخرى ضد عدد من الشخصيات العامة منهم : الشيخ محمود شعبان، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية .. وأنور نور، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح..
وقائمة البلاغات لا تنتهى فهو متفرّغ للبلاغات والتهديدات لمعارضى الانقلاب العسكري مما يلقى صدرا رحبا من الإعلام الانقلابي..
** نجيب جبرائيل ، محامى الكنيسة الأرثوذكسية ومستشارها ، تاريخه معروف ومفضوح ؛ فقد طالب من قبل إبراهيم محلب رئيس الوزراء بتشكيل لجنة عليا لفحص ملفات العاملين بأجهزة الدولة لتنقيتها من عناصر جماعة الإخوان ، وهو الذى صرّح ببجاحة أكثر على شاشة التفلزة بضرورة أبادة الاخوان والسلفيين من مصر ..
** وحلمي النمنم رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية الذى زعم –كاذبًا- كعادته ، بأن تركيا العثمانية أشد عداء وخطورة على مصر من إسرائيل، وأن تاريخ الدولة العثمانية ملوث بدماء المصريين، منذ بدء [الاحتلال التركي] لمصر في عام 1517، ودخول السلطان سليم الأول لاحتلال البلاد باسم الدين الإسلامي، وتغيير الحاكم المصري، واعتبار مصر دار كفر، وقتل 25 ألف مصري في يوم واحد..!!! هذا النمنم الكذاب لا يملك دليلا واحد على مزاعمه الكاذبة . وبالمناسبة لم يكن يحكم مصر آنذاك حاكم مصري وإنما كان يحكمها مماليك أجانب من الشركس وغيرهم ..
** ثم يأتى عدد كبير من الشخصيات ذات الأصول الأرمنية منهم ؛ الدكتور أرمن مظلوميان عضو "لجنة إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن" ، و " أرمن ملكونيان" سفير أرمينيا في مصر ..
وأسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، المطران "كريكور أوغسطينوس كوسا" ، الذى سلم في الثامن من أغسطس الماضي، كتابًا موجزًا عن تاريخ الشعب الأرمني"، الذي يتهم الأتراك بارتكاب تلك المذابح، إلى عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه رؤساء الطوائف المسيحية بمصر.
** وأخيرًا يأتى على رأس هؤلاء جميعًا أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة دمنهور، المسمي: الدكتور محمد رفعت الإمام .. باعتباره مرجعة تاريخية أخطبوطية واسعة الانتشار .. حصل على جائزة "جربيس بابازيان" خلال الإحتفال بمئوية تأسيس جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة. هذه الجائزة التى يقدمها من خلال الإتحاد الخيرى الأرمنى العام جربيس بابازيان الأرمنى الأصل والنمساوى الجنسية.
محمد رفعت الإمام .. يتقمّص شخصية المؤرخ ، وهو يجيد الكلام والمحاضرة ، وله مؤلفات عدّة فى الموضوع الذى تخصص فيه ، ويرتزق منه .. منها: «الأرمن فى مصر فى القرن التاسع عشر» و«الأرمن فى مصر 1896- 1961 و«القضية الأرمنية فى الدولة العثمانية» ومؤلفات أخرى متصلة بالشئون الأرمنية.
كما رأس تحرير الملحق الشهرى العربى لجريدة «أريف» الأرمنية منذ يناير 1998 حتى أبريل 2009. وهو حاليا يرأس تحرير مجلة «أريك» الشهرية التى تصدرها جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة منذ أبريل 2010.] .. مصادر أرمنية كثيرة للارتزاق والرفاهية..!
***
ونواصل الحديث عن فِرْيَةِ مذبحة الأرمن فى حلقة قادمة بمشيئة الله ..