فكر العالم الرباني .. أمان للناس من الفتن
العلم هو مركب النجاة لصاحبه وان كان في ادنى مراتبه , اما عندما يسمو الى درجات عالية فيصبح وسيلة نجاة لصاحبه ولسائر الناس ومن هنا جاء في الحديث الشريف (( زكاة العلم نشره )) . وبما ان اشد مضلات البشر هي الفتن التي لا امان منها إلّا بالعلم , اوجب الله على العالم اظهار علمه للناس وكما ورد في حديث النبي الاكرم : (( اذا ظهرت الفتن على العالم ان يظهر علمه , فإن لم يفعل , فعليه لعنة الله )) ولهذا اصبح العالم الرباني حصناً وصار له الفضل الكبير على العابد .فالعالم هو لسان الله الذي يرشد الناس الى الهدى ويحصنهم من الضلال ويحميهم من الفتن بعلمه وفكره .
اما الفكر الضلالي المنحرف فهو عين الفتنة وذراعها , ورسالته استغلال بساطة وجهل عامة الناس لتحقيق مآرب خبيثة واهداف شريرة ,ولكنه بالتأكيد لا يستند الى قاعدة رصينة , فهو قابل للتهاوي والسقوط أمام ابسط مواجهة من العلماء الربانيين , وهكذا كان الفكر التكفيري الداعشي المنحرف حيث عاث في الارض فساداً عندما وجد الساحة خالية امامه وقام بنشر سمومه بين الناس الى ان تصدى له سماحة الاستاذ المحقق الصرخي من خلال نشر منظومة فكرية متكاملة على شكل محاضرات علمية تتصدى لكل الاصول التي يستند عليها هذا الفكر السقيم حيث ورد في بعص كلام الاستاذ المحقق ما نصه :
(( نحن نحاول ان نعطي منظومة فكرية ولو على نحو الترويج , منظومة فكرية الى حد ما نحاول ان تكون متكاملة لتفسير فلسفة التاريخ , للتفسير الفلسفي للوقائع التاريخية التي مرت على المسلمين وعلى طول التاريخ الاسلامي , لا تملقاً لهذا ولا تزلفاً لذاك ))
وبعد نشر هذه المحاضرات بدأنا نلاحظ الارتباك والتخبط الذي اصاب رؤوس هذا الفكر المنحرف حتى باتوا عاجزين عن تقديم الرد المقنع الذي يمكن ان يكون مقبولاً حتى من قبل اتباعهم . ثم يدأ الاستاذ المحقق بتشجيع ودعوة باقي علماء الامة على التصدي لهذا الفكر وعدم التخوف من الكم الهائل الاجوف الفارغ لمؤلفات المنظر الاكبر لهذه الجماعات الارهابية وهو ابن تيمية , ففي المحاضرة السابعة عشر من سلسلة ((الدولة المارقة ... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول " صلى الله عليه واله وسلم " )) يقول الاستاذ المحقق :
(( الكثير من العلماء يتردد ويخاف من عدد كتب ابن تيمية أو كبرحجمها ولا ينظرالى ما فيها من فكر سقيم متناقض , ولهذا ربما يقتبسون بعض عباراته ويردون عليها فتكون الردود غير تامة , ويستغل اتباعه الجهال هذه الحيثية فيصورون بأن فكر ابن تيمية لا يمكن رده وأنه تام , وحتى العلماء الكبار يهابونه قياساً على الكثرة والحجم , بينما هي فارغة ومتناقضة وسقيمة . مع العلم ان ابن تيمية بارع في جانب العدد وقياس الحق باعتبار العدد , فتجد عنده الجزء العاشر والعشرين وأكثر, مع ان الجزء نفسه لا يقارن بالاجزاء الحالية من الكتب , بل صارت اجزاء لوجود الشارحين والمعلقين ))
وعلى أثر ذلك لاحظنا ونلاحظ ظهور عدد من العلماء ورجال الدين من خلال وسائل الاعلام للتصدي لهذا الفكر التكفيري في سابقة لم تكن مألوفة سابقاً , وبهذا تندلع الحرب الفكرية الشاملة التي ستقضي على هذا الفكر الخطير والى الابد .
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049372301