الحركة الإسلامية رموزٌ وتطلعات.
علي الكندي
ليس غريبًا أن تنشط الحركة الإسلامية في العراق كونه محطة من محطات الوعي، وكونه يحتوي على امتدادات كثيرة ضاربةً في القِدَم منذ تأسيس الحضارات الأولى في وادي الرافدين. وما تلاها من تطورات فكرية في العهود المختلفة الى اليوم، والجميع يراهن على العراق بحسب موقعه الجغرافي والفكري والسياسي، بل والجماهيري أيضًا، وقد نشطت في تاريخه الطويل الكثير من الحركات والأفكار التي تعبر عن ركة فكرية وعن نضج على مستوى التنظير والتطبيق حتى زماننا هذا، لكنننا نلاحظ أن الصحوة والوعي يتلكأ أحيانا كثيرة ولا تدور العجلة إلا ببطء فالذي يعقد الأمر هو كثرة واختلاف منابع الصحوة الإسلامية وتوجهاتها وما تريد إن تصل إليه، فقد تنامى في العراق عدة اتجاهات فكرية تكاد تكون مختلفة في الية التعامل مع الأحداث والتخطيط للمستقبل ففي العراق توجد:
المرجعية الدينية التي تحتل المكانة الروحية السامية
الأحزاب والمنظمات الإسلامية
القبائل والعشائر وما ينتمي إليها
هذه ابرز المكونات المتحركة في الواقع العراقي والتي لها مساس بالصحوة فان نضوج هذه المجالات الثلاث له دور كبير في إنتاج الوعي في المجتمع وبلوغه المستوى المطلوب بنفس الوقت إذا كان الأمر عكسياً فإن النتيجة أيضا ستكون عكسية، ولهذا نجد محاولات دائمة وكثيرة لخلط الأوراق في الاجتماع في تحديد المنبع الصحيح للوعي والتوجه الفكري وهذه من ألازمات التي عاشها العراق مؤخرًا في الخمسين سنة الأخيرة حيث نشطت الجهات المذكورة الثلاث واتخذت الى حد كبير الطابع الديني كوسيلة للوصول الى مآرب شخصية ولم يكن من وراءها لا خدمة المواطن ولا رفع مستوى الوعي الجماهيري، الملفت للنظر أن الصحوة أحيانًا لا تنتج من هذه الأطياف بشكل مباشر أحيانا الوعي ينتج من خلال التجربة فقد يتصدى رجل الدين ورجل السياسة وشيخ العشيرة ويمكنه أن يستحوذ على عقول وأفكار الناس لفترة لكن التجربة ستكون حاكمة على مصداقيته وبيان حقيقته أو على الأقل مقدار ما يقدمه من عطاء، هذه صحوة من نوع آخر فيمكن أن يفهم المجتمع ويعي أن هذا الرجل الديني أو السياسي او العشائري هل هو نافع هل هو صالح لقيادة المرحلة أم لا أم أنه يقع في الأخطاء في التشخيص والتطبيق كما يخطئ غيره من الأفراد فان كان الأمر كذلك لا بد أن تتنبه الأمة الى هذا الأمر وتعيد الحسابات في هذه المسميات، على هذه الأمور يمكن أن تعتمد الحركة الإسلامية والوعي الإسلامي والعماد في ذلك كله هو كتاب الله العزيز الذي يستعرض علينا دائمًا قصص الأقوام الغابرة ويدعونا للتأمل والتفكر حتى نفهم أن التجربة هي أقوى الأدلة فيما يختاره الإنسان لحياته وبعد مماته فلا بد أن تكون مجرد قصة عابرة أو فكرة نستأنس بها وإنما علينا أن نترجمها على ارض الواقع، ، ونلاحظ كم أن المجتمعات قد تقف بوجه الأنبياء والمصلحين رغم أنهم مبعوثون لهداية الناس فيبعدون ويحاربون ويشردون ويطردون وقد يقتلون ويبقى المصلحون ردحًا طويلًا يعانون من قلة الناصر أو قلة من يفهم التحرك الصحيح والسليم لكن يبقى في النهاية هو الحق وهو رجل الوعي والمرحلة فهو القادر على فهمها وإدارتها دون أخطاء اذن في قصص الماضين المعين الواسع لفهم كيف يمكننا أن نعي مرحلتنا وما نحتاجه اليوم كي نبني مجتمعاً زاهراً خالياً من الأوهام.