ظهور الدولة العثمانية وتأسيس عاصمة المسلمين (الدولة العثمانية)
وشعار "إما غاز وأما شهيد" !
ارتبط ظهورُ العثمانيين في التاريخِ بالغزو المغولي الذي اجتاحَ بلادَ الشَّرقِ الإسلامي؛ ومنها تركستان, واضطرت بعضُ قبائل الترك إلى الرحيل أمام هجماتِ المغول الوحشية, ومذابحهم الجماعية لشعوبِ هذه المناطق, ووصلتْ إحدى قبائل الغز إلى هضبةِ الأناضول التي تُعرف أيضًا بآسيا الصغرى (وهي تمثِّلُ الآن الجانبَ الأكبر من الشطرِ الآسيوي لدولةِ تركيا الحالية), وكان زعيمُهم يُدعى "أرطغرل".
وتذكرُ الرِّوايات العثمانية القديمة أنَّ هذه القبيلة التقت في طريقِها مصادفةً بجيشين يقتتلان, دون أن يعرفوا هويتَهما, فأحسُّوا بتعاطفٍ نحو الجيش الضعيف قليلِ العدد الذي كان يقاتلُ ببسالة, ولكنَّه لا يستطيعُ الصمود أمام أعدائه الأكثر عددًا ويكادُ أن ينهزم, فانضمُّوا إليه وقاتلوا معه, دون أن تكون لهم في هذه الحربِ ناقةٌ ولا جمل, وهذا يدلُّ على روحهم القتالية وطبيعتهم الحربية, واستطاعوا أن ينتزعوا النَّصرَ, وكانت سعادتُهم غامرة عندما اكتشفوا أنَّ الجانبَ الذي انحازوا إليه هم بقايا السلاجفة الأتراك من بني جلدتهم, وأنَّ الجانب الذي هزموه هم جحافل التتارِ من جيش أوكطاي بن جنكيز خان.
وقد كافأهم أميرُ السلاجقة علاء الدين كيقباذ (توفي 634هـ) صاحب "قونية", وهي مدينةٌ في قلبِ الأناضول على بعد (260 كم) جنوب أنقرة - فأقطع أميرَهم أرطغرل إقليمَ "سكودا" ذا السُّهولِ الخصبة الواسعة المتاخم للدَّولةِ البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية, واتخذ أرطغرل الهلالَ شعارًا له, ولا يزالُ هذا الرمز موجودًا على العلم التركي, وعلى كثيرٍ من شعاراتِ المسلمين في مختلف البلدان.
وكان هدفُ الأمير السلجوقي أن يجعلَ هذه القبيلة حاجزًا بشريًّا يحميه من خطرِ البيزنطيين, وفي نفسِ الوقت يشغلها عن التفكيرِ في الاستيلاء على مملكته.
وكان أرطغرل طموحًا فبدأ غزواتِه من أجلِ التوسع على حساب الدولة البيزنطية, معلنًا أنَّ فتوحاته باسم الأمير علاء الدين كيقباذ السلجوقي, وضمَّ إليه أهمه مقاطعاتهم .
لما توفي أرطغرل سنة 687هـ تولى عثمان مكانه فبدأ يوسع أملاك القبيلة بموافقة علاء الدين أمير القرمان, وفي سنة 699هـ أغار المغول على إمارة القرمان، ففر من وجههم علاء الدين إلى بلاد بيزنطة ومات في هذا العام, وتولى من بعده ابنه غياث الدين ثم قتل المغول غياث الدين, فأفسح المجال لعثمان لكي يستقل بما تحت يديه من أراضى ويقيم الدولة العثمانية التي نسبت لاسمه، واتخذ لها عاصمة هي مدينة يني شهر أي المدينة الجديدة (إسكي شهر سابقًا)، واتخذ راية له هي علم تركيا حتى الآن، ودعا عثمان أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية، فإن رفضوا فالحرب، فخشوا على أملاكهم منه واستعانوا بالمغول عليه.
غير أن عثمان قد جهز جيشًا بإمرة ابنه الثاني أورخان، وسيرّه لقتال المغول, فشتت شملهم ثم عاد وفتح مدينة بورصة عام 717هـ، وأمّن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له 30.000 من عملتهم الذهبية, وأسلم حاكمها أفرينوس, وأصبح من القادة البارزين ثم توفي عثمان في عام 726هـ، وقد عهد لابنه أورخان بالحكم بعده، ودفن بمدينة بورصة التي أصبحت مدفن العائلة العثمانية بعد ذلك.
مما هو جدير بالذكر أن لفظ الغازي بمعنى المجاهد، وقد اتخذ السلطان عثمان هذا اللقب واتخذه شعارًا يسير عليه هو "إما غازٍ وإما شهيد"، وقد تبعه في ذلك الكثيرون من سلاطين الدولة العثمانية.
فعجبا لمن يعرف هذا ويعرف أن هذة الأوطان رسمها الصليبيين ثم يقول هل الجهاد الأن مشروع !!؟
#مرسى_رئيسى #انتخبو_العرص #الخائن_الخسيسي #كلنا_اخوان #شبكة_صوت_الحرية