اخر الاخبار

الإثنين , 30 يونيو , 2014


المعارضه المصريه وبكاء علي اللبن المسكوب

استدعي موقفا للرئيس مرسي في خطابه قبل 30 يونيو ..يومها اطل علينا ببدايه لم يكن يتوقعها اعظم وافقه السياسيين في العالم لانه فقط لحظتها تخلي عن منصب الرئيس للحظات واعلن الرجل انه من طينه الشعب الذي اختاره رافعا رأسه لمصر قائلا ..بعد عام من الحكم نعم لقد اخطأت ..عباره لم يعرفها المصريون طوال تاريخهم و علي عمق حضارهم فقد قرعت اذانهم للمره الاولي من حاكمهم .. كانت كلمات اعلان لثقافه سياسيه جديده تحكم البلاد لرجل يرتقي فوق الاحداث . كان هذا الموقف الذي لابد ان نبني عليه لانه لم يكن انفرادا من رئيس دوله فقط وانما كان تأسيس لنظم و علاقه تبني بين الحاكم والشعب ومنهج جديد في اداره العلاقات الانسانيه بين الرئيس والشعب .
في الجانب الاخر لم يكن يفهم معارضوك من جبهه الانقاذ في تكوينها الليبرالي والعلماني و حراس الناصريه الذين تخلفوا عن تحديث انفسهم وظلوا في معبدهم يسبحون لصنم من الفكر بناه عبدالناصر. كل هؤلاء ومعهم مخربي الوطن و صبيان السياسه ومجموعه من قوي المعارضه والاحزاب الكرتونيه التي لا تمتلك اداره الشارع وتلجأ للبلطجه والخروج عن القانون وتبتعد عن اليات العمل السياسي ليس فقط لانها تكفر بمخرجات الصندوق ولا تعرف كيف تتعاطي مع الاخر لم يفهم هؤلاء هذه اللغه الرفيعه التي تحدثت بها لانهم لا يعرفوا من مباديء السياسه سوي معرفه ان اخونه الدوله تعني وجود 6 وزراء من الاخوان المسلمون في حكومه تحكم فتره انتقاليه مع رئيس ينتمي لحزب كان هو مرشحه .
كان شعورا يراودني بان خسه الجنرالات قد تطفو علي السطح لتكون لاعبا رئيسا في توجيه المعارضه الفقيره سياسيا و شعبيا عندما اعلن قائد الانقلاب دعوه قوي المعارضه للجلوس علي مائده الحوار باحدي قاعات القوات المسلحه . سرعان ما انزلقت القوي الليبراليه الي التخلي عن ابجدياتها و مبادئها و تعاطيها مع الديمقراطيه لتتجاوز كل درجات الحياء و تفقد الشرف وغازل هؤلاء مؤسسه العسكر او كانوا اراجوزات في ايديها من اجل عزل اول رئيس منتخب واجهاض التجربه الديمقراطيه فقط لان من اتي بالصندوق كان الاخوان وكان مع ذلك تغير لعقيدتهم وقلبوا طاولتهم علي نفسهم عندما هتفوا ان حكم العسكر اهون عليهم من حكم الاخوان . ولا اندهش كثيرا فالقوي الليبراليه لم يتعدي انتاجها الا مجموعه من البيانات التي اوردتها جبهه الانقاذ و عدد من المقالات التي تطالعنا بها صحفهم دون تقديم نموذج بديل يحكم مصر و ظهر ضعفهم علي مستوي القاده الان فقد تخلوا عن الرجوله وتقهقروا خلف الاله العسكريه لا يجرؤن ابدا ان يتقدموا حتي كمنافسيين لقائد الانقلاب.... بل هؤلاء قدموا شرفهم السياسي علي طبق من فضه وكشفوا عوراتهم عندما قبلوا المساومه علي المباديء والحريات والحقوق ...فيما يعده السياسيون بدايه انهيار وسقوط مدوي لليبراليه المصريه التي وقفت راقصه علي جثث الشهداء مؤيده لقتل خصومهم السياسيين في احقر مشاهد السياسه في العالم عندما تفقد الاخلاق و تقبل التنكيل بخصومك .
لقد جرهم الغباء السياسي الي فهم انهم من سيؤدون في الفراغ الفسيح الذي سوف تتركه جماعه الاخوان المسلمون في صراعها مع دوله العسكر في تحالف عسكري – علماني مدعوم بموارد شبكه شديده التعقيد من الدوله العميقه التي تنتمي لنظام مبارك الذين يشوبهم الفساد و كراهيه الاسلاميين. مشهد عبثي تنتقصه المهنيه و الشرف و يغلب عليه الكراهيه السياسيه مفرزه خطاب اعلامي تحريضي يعتمد علي شيطنه الاسلاميين و تشويههم مثلما هو الحال علي عهد مبارك ..لكن عذرا الان يبكون علي اللبن المسكوب
قطعا لا اناديكم لتنضموا الي الاحرار فايديكم ملطخه بالدماء و في حانات السياسه كانت تقيئاتكم التي افرزت دستورا لقيطا لا يرضي عنه الا من هم علي شاكلتكم ولن اناديكم لتتخذوا نفس المواقف التي كنتم تصيحون فيها علي عهد الرئيس مرسي . فمن يبرر القتل و يهوي مداعبه العاهرات مدعيا الوطنيه والشرف لن ينضم الي معسكر الاحرار ابدا فهذا مكان للاطهار ....
لم تكن تتفهم المعارضه المراهقه في مصر ابان عهد الرئيس الشرعي للبلاد كيف تحكم الاوطان في الفترات الانتقاليه وكيف تدار مراحل ما بعد الثورات . وكيف تتفق مع من يحكم في ثوابت للعبور من الازمات لانها في الاصل لم تكن تمتلك اليه لاداره الازمات ..معارضه لم تقرا كيف ادار لينكولن الولايات المتحده في اصعب عهودها ورغم انه لم يحقق مجدا اقتصاديا الا انه ظل من العظماء في التاريخ الامريكي ذلك لانه ادار المرحله الانتقاليه ورسخ مباديء الدوله ..لم يفهم هؤلاء ان انقلابهم علي الرئيس مرسي ليس فقط انقلابا علي المباديء ولكن اذا انتقلنا لدراسه تلك النقطه من باب المصالح السياسيه لقد خسروا المسار الديمقراطي الذي قد يكون فرصتهم الي الحكم و فقدوا امكانيه تداول السلطه بسلميه و الحياه في وطن حر نزيهه يتناوب ابنائه الحكم بشرعيه ومصداقيه ..
ان من لا يمتلك خطابا او قدره علي حوار خصومه السياسيين لا يستطيع ان يصنع تاريخا لوطنه . ولا يؤتمن لاداره الاوطان ذلك بمفاهيم السياسيه فمن لا يمتلك استراتيجيات العمل السياسي عليه ان يؤمن غدا بقرارات الشارع واختيارات الجماهير.. و فرض قرار الثوار علي الارض ...ويوما سوف تدفع الرياح شراع سفينتنا ...
كاتب وباحث سياسي

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1293

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net