السيسي .....و سيناريو الايام القادمه
بقدر فهمنا لطبيعه المرحله و صعوبتها و قدر فهمنا لطبيعه الصراع ندرك ان الثوره علي تحالف رأس مالي تمثله الدوله العميقه مع الجيش والمؤسسات السياديه ليست عملا سهلا وان تحرير اراده الشعب من وطأه التحالف الصهيوامريكي الخارجي وما سيتبعه ذلك من تغيرات سوف تؤثر علي المنطقه كلها وسوف تغير النظام العالمي ومنظومه استبداد الامم وتبعيتها . أيضا في ظل متغيرات عالميه جديده ووضع ساخن في العراق يضع نظام السيسي في حضانه مؤقته يحرص الخارج علي استبقائه في الظروف الحاليه . من هنا نحن لسنا من الحماقه ان نتصور ان ثورتنا تنتهي بالضربه القاضيه او بحركه خاطفه تؤدي الي نهايه الخصم . او انها ثوره بحجم مهمتها حتما تتطلب الكثير من التضحيات ...
قائد الانقلاب الذي لا يستطيع الان ان يختفي خلف رئيس مؤقت او يحكم من خلال بدلته العسكريه كان يظن انه سوف ينجح وان المؤسسات سوف تسير بسلاسه وانه يستطيع ان يفرض مبدأ القوه والحسم بعد ان يتم افراغ الساحه السياسيه من اي اوزان سياسيه و من التيار الاقوي تاثيرا في الشارع و الكتله الصلبه التي تمثلها جماعه الاخوان المسلمون. خاصه وانه يسانده اعلام يصور ابسط اعماله علي انها منجزات اقتصاديه . انصرف بسطحيه فكريه في اداره البلاد الي انشاء متواليه استبداديه و تكوين نظام فرعوني يصدر فيه خطاب أوحد فقط هو محاربه الارهاب . خطاب اعلامي يعمق لحاله فاشيه داخل المجتمع يستهين فيها المصريون بالدماء و يرقصون فيها علي الضحايا دون مراعاه لاي خطوط حمراء مجتمعيه لمجرد خلافات سياسيه و يعمل فيها ابناء الشعب لصالح اجهزه الامن ..
بعد عام علي اغتصاب الوطن ...و امام تحديات يعيشها البسطاء من أزمات يوميه في ظل نظام اقتصادي يتهاوي و يقوم علي الاعانات مع سياسات فاضحه لا تليق بحجم الوطن و تعامل مجرم علي مدار العام من خلال الداخليه ... ماذا تمتلك من رصيد غير خطاب مواجهه الارهاب و الاحاديث التي تحمل المفردات العاطفيه والوجدانيه . فلم يعد خطاب (نور عينينا)وان ( السيسي معاناه وعذاب ).حتي تسطيع البقاء علي دفه السفينه التي باتت تغرق يوما بعد يوم فلم تعد هذه المفردات تصلح في موقف اتخذ فيه الثوار مواقعهم لتحرير الوطن . في وقت بات فيه قائد الانقلاب والمجلس العسكري الحلقه الاضعف في الانقلاب امام دوله مبارك العميقه التي قدمت ايدي العون لمسيره السيسي وتمتلك اراده حقيقيه في توجيه مسارات الحكم مع الاجهزه السياديه ...
السيناريو القادم سوف يصنعه الثوار الاحرار في الشوارع والميادين الذين سطروا ملحمه تاريخيه في الصمود امام جبروت و افعال قذره من ملاحقه الشرطه .السيناريو القادم هو ما يضع الثوار أعينهم عليه بعد ان تقوي شوكتهم في الشارع مع الحفاظ علي النضال السلمي بعد ان اقتربوا من تشكيل جبهات قويه صلبه في الشوارع بعقيده قويه يتقربون الي الله تعالي بارواحهم لتحرير الوطن سوف يصل الصراع امام قوه الثوار الي نقطه الاعوده .هذا ما لا يفهمه قائد الانقلاب . هؤلاء الرجال لا يستطيع المفاوضون ان يؤثروا علي ارادتهم وان هؤلاء الرجال لا تفاوض معهم لانهم ببساطه هم من سيعلقون اعواد المشانق لمن ظلمهم ولا يعرفون غير هذا الاتجاه فالمعادله الصفريه الان لا يصنعها التحالف الوطني بكل مكوناته او جماعه الاخوان المسلمون . المعادله التي تحكم اليات الصراع الان يحكمها الاحرار من الشباب وطلاب الجامعات و الحرائر الاتي يمثلن اكثر من 30% من الحراك الثوري في الشارع .قائد الانقلاب امامه خيار واحد هو الاستمرار في صراع يطرح فيه الاحرار سيناريوهات استنساخ الثوره الايرانيه او الفرنسيه في اطار اهدافهم ومفاهيمهم لحريه اوطانهم ..
السيناريو الثاني مبني علي استحاله قياده السيسي و فريقه الي قياده الشعب وفشله في ان يحسم الامور و عدم قدرته في التعامل مع الاخر . في غياب عدم قناعه بالديمقراطيه و تصدير خطاب الاقصاء . ما اعرفه حتي لا اضع رأسي في التراب ان المصريون يعطون الفرصه تحت مسمي الاستقرار و تحت عنوان الخوف علي الامان المزعوم الذي يفقدوه في الحقيقه .لكن مع اكتشاف حاله الخواء الفكري في القصر الرئاسي و تفاقم الازمه الاقتصاديه والاجتماعيه سوف تشتد روح الثوره و سوف تذيد مساحه حضانه الشعب لثورته امام حاله الخداع التي نراها يوما بعد يوم و مع غياب الرموز التي تستطيع ان تقوم بدور الوسيط ما بين معتقل ومطارد واما نظام فاشي ديكتاتوري .هنا لا استبعد ان يخرج سوار الذهب جديد ليس شرطا ان يعيد الشرعيه الي مجراها لكن خوفا من حاله انزلاق المجتمع الي الهاويه ايضا هذا السيناريو سوف يقابل القوه الصلبه للثوار في الشارع التي تفرض بكل حال نفسها طرفا في المعادله فالعوده الي الوراء خطوه من طرف الثوار بات مستحيلا ..و بات الرجال لا يعرفون طريق العوده الي بيوتهم ..
بعد عام من اغتصاب الوطن و خطف ارادته وما نراه في ذكري الثالث من يوليو علينا ان ندرك ان معادله الصراع تغيرت وان تطوارات الحراك باتت تفرض نفسها علي الحاله الثوريه وان النصر اصبح قريبا من اعين الثوار اكثر من رؤيه قائد الانقلاب لقدرته علي حكم البلاد ...
الثوره مستمره ..
مهندس/ محمود ابراهيم صديق
كاتب و باحث سياسي
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية