السيد أردوغان ..الايام القادمه ليست أكثر هدوءا
بقلم - محمود ابراهيم صديق :
لم يكن يتصور الاتراك وهم يبتاعون منه السميط في شوارع اسطنبول انه الرجل القادم الذي سوف يعتلي عرش السلطان العثماني .السلطان الاكثر دهاء و حضاره ووجاهه..الرجل الفقير عمده اسطنبول يحكم تركيا في ظروف بالغه الدقه وفي منطقه هي الاكثر اشتعالا واضطرابا في العالم .يمضي ببلاده الي ميادين التحديث و التنميه الاقتصاديه والنهضه العلميه .ليخرج بالبلاد من أزمتها الاقتصاديه ليحتل المكانه السادسه عشره بين الدول الكبري .. الرئيس أردوغان الذي قدم الي قصر جنكاي الرئاسي في العاصمه أنقره هو الذي استطاع جذب اكثر من 100مليار دولار من الاستثمارات الخارجيه ووصلت الصادرات التركيه الي 152 مليار دولار في العام الماضي .و زيادة بنحو ثلاثة أضعاف لدخل الفرد، ومضاعفة 100% للدخل الوطني الإجمالي، وأرتفاع لافت في مستوى حياة الفقراء .
الرجل الذي قرر ان تكون ولايته ايذانا بولاده تركيا جديده ..
فالايام القادمه ليست اكثر هدوءا الفوز الكبير الذي حققه ا اردوغان كان ضربه موجعه الي الانظمه التي تمثل ما يسمي محور الاعتدال في المنطقه والتي تعادي بشكل أساسي تجربه الاسلامي السياسي في الحكم و ما زاد الامر صعوبه هو اتجاه مصر السيسي الي الانحياز الي الطرف الاسرائيلي في عمل المفاوضات و فضاحه الدول الداعمه ولو بشكل غير معلن للحرب علي غزه .سخونه الاحداث الاخير في غزه و المواقف التركيه النبيله وضعت المعسكر الاخر في موقفا حرجا امام شعوبهم و لم يكن من خيار للشعوب الا عقد المقارنه بين المواقف الدوليه للجميع امام الرجل القوي في تركيا
...استمرار الثبات في الموقف التركي المعلن والمناهض لحركات الانقلاب علي الربيع العربي في كثير من البلدان العربيه جعل الرجل في مواجهه مع الانظمه التي نتجت عن انقلابات عسكريه و اخرها مع اعلنه صراحه عندما تحدث عن قائد الانقلاب في مصر .. الرجل الذي يمتلك الذكاء السياسي نما ذلك لعلم الجميع في اول خطاباته السياسيه في اول مؤتمر لحزب العداله و التنميه قائلا "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا.الرجل الذ ي بدأ حياته بانفتاح سياسي و اقتصادي علي العالم لن يواجه ايام هادئه في بدايه حكمه فالفراغ السياسي في منصب رئيس حزب العداله و التنميه اصبح ضروره ملحه لتسميته . اشكاليه الاتجاه لتحويل النظام الرئاسي في تركيا الي نظام رئاسي او نصف رئاسي في مشروعه نحو "تركيا الجديدة" التي تكون الصلاحيات فيها مركزة بيد رئاسة الجمهورية،.هل سيجد قبولا لدي الجمهور التركي الذي يخشي عوده دكتاتوريه اخري سيكون صراعا ساخنا مع القوي المعارضه .أيضا اختيار خليفته في رئاسه الوزراء لن يكون ايضا امرا سهلا فالرجل صاحب الكاريزما القويه يحتاج الي رئيس وزراء يستطيع ان يسمح له بتمدد داخل السلطه التنفيذيه فلن يقبل اردوغان ان يكون بنفس شخصيه سابقه و انما سوف يمتد عمله بصلاحيات اوسع: حتما في الصعيد الداخلي سيكون اختبار قويا للرئيس الرئيس أردوغان الذي علق علي شيمون بريز في مؤتمر دافوس سابقا إنك أكبر مني سناً ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي يثبت أنك مذنب. وتابع: "إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دباباتهم ....لن يكون امام اختبارا سهلا امام الوضع في غزه فالرئيس يواجه تركيبه معقده لقواته المسلحه لن تسمح له باتخاذ او اجراءات اكثر من ذلك وغير محسوبه ايضا التنوع العرقي في المجتمع التركي و المذهبي ايضا الجغرافيا السياسيه للمنطقه و قربه من دوله الاحتلال و انفتاحه علي الاتحاد الاوربي و دول الجوار في روسيا سوف يجعل قرارته اكثر توازنا امام القضيه و ان كنا علينا ان نعلق علي الذكاء السياسي للرجل في تحركه الدائم لفتح افاق اكثر اتساعا علي صعيد العلاقات الدوليه في قطر و ايران ايضا وان كنت استبعد ان تمثل محور سياسي ضاغط في المنطقه نتيجه لسياسيات ايران تجاه سوريه الاخ الاكبر لتيار الاسلام السياسي في المنطقه سوف يتمدد أكثر مدعوما بعاطفه كبير من كل المحبيين للمشروع الاسلامي و يجدون في اردوغان نموذجا وسطيا حتي بعيدا عن تقاربه الفكري مع الاخوان المسلمون او غيره لكنه يظل ايقونه عند المناهضيين للاستعباد و اصحاب حركات التحرر و ذلك في تصوري ان الرجل يحمل في طياته مشروعا اقليميا للنهوض يرتكز علي علاقات دوليه قويه و ثقلا كبيرا بين دول الجوار سياسيا واقتصاديا و تاريخيا فالرجل خرج من العام الماضي اكثر قوه و ذكاء في اقتناص الفرص و المبادأه في التقاط اعدائه سريعا و الاستفاده من تجارب الماضي و ذكاء كبير في استدعاء الاضواء علي الانقلاب الحادث في مصر و تبنيه للقضيه المصريه ما صنع شعورا راقيا لدي الشعب التركي بان بلاده عبرت من تلك المراحل و يصعب عليها العوده للخلف .. نعم الايام القادمه لن تكون اكثر هدوءا لكن السلطان العثماني الاكثر دهاءا في حكام تركيا سوف يمر بمشروعه الي الامام
#كلنا_حماس #مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية