الحرية مغروسة في كل نفس بشرية، تولد مع الإنسان ويرضعها مع حليب أمه، بل هي إحدى المميزات التي اصطفاها الله للبشر ليميزهم عن باقي الكائنات.
من هنا فان من الطبيعي جدا أن أي بلد في العالم تغتصب حريته أن يقاوم ويكسر القيد. لهذا عندما تعرضت البلاد العربية للاستعمار كان من الطبيعي جدا أن يثور العرب ضده، كيف لا خاصة وأنهم يدينون بدين الحرية.
ولكن لم يكن من السهل على الاستعمار أن يستسلم بسهولة، فقد عرف قيمة الدول التي استعمرها وما فيها من ثروات، لكن كان من الصعب أن يبقى يحتل هذه البلاد التي ترفضه كما يرفض أي جسم سليم ميكروبا دخيل عليه.. فما الحل؟
لقد كان الحل في غاية السهولة بالنسبة لعدو ماكر خبيث، وهو أن يرحل بجنوده ومعداته ويبقى يستعمر هذه الدول بأشخاص يعينهم هو قادة للبلاد، أو من خلال قادة جيوش عربية قام هو بتشكيلها وترفيع الضباط طبقا لدرجة انتمائهم وخدمتهم بحيث ينقضوا هم على الرؤساء الضعفاء ويكون سيفهم الذي يقاتل نيابة عنهم فكانت الانقلابات العسكرية في الدول العربية تصب في مصلحتهم هم ويبقى الاستعمار قائما..
ونجحت الخطة واكتشف العرب، بعد فوات الأوان، أن الحرية والاستقلال ليسا أكثر من حمل كاذب. ولهذا كانت الثورات العربية على الأنظمة رد طبيعي لشعوب عانت من الاستعمار طويلا ثم عانت من وكلائه الحصريين، ممثلين بقيادات تنتمي للأجنبي أكثر من انتمائها لأوطانها.
وكان أيضا من الطبيعي أن تقابل هذه الثورات الشعبية النابعة من ضمير الشعب بثورة مضادة من الأنظمة وأسيادهم في الخارج..
ويبقى النصر من الله، يمن به على الشعوب التي آمنت به ورفضت أن تركع إلا له.. نسألك اللهم نصرك الذي وعدتنا..
- حيدر صبح